تعتبر شركات الطيران في كل بلدان العالم واجهة كل بلد أمام العالم واحد مصادر الدخل القومي السيادي ومن هنا تسعى حكومات البلدان إلى العناية الخاصة بشركات طيرانها ودوماً ما تسعى تلك الحكومات إلى دعمها وتطويرها وجعلها شركة قادرة على منافسة شركات الطيران العالمية ... وكما يبدو ان حكومة اليمن وحدها بين حكومات العالم التي لاتفكر بدعم شركة طيرانها الوحيدة والمملوكة مناصفة مع الحكومة السعودية وبنفس الوقت قامت بخصخصة شركة طيران اليمدا المملوكة كاملةً للحكومة من دون مراعاة وضع الطيران في البلد او تحويل قيمة الخصخصة إلى قيمة الجانب اليمني في طيران اليمنية او تطوير أسطولها لتعزيز منافستها في سوق الطيران او إبقاء اليمدا كشركة مملوكة كاملةً للدولة والاحتفاظ باليمنية كنموذج الشراكة الإقليمية والدولية وفتح المجال للمنافسة في سوق الطيران المحلي والعالمي ولكن شهوة الطمع والفساد جعل الامر يبدو وكان الامر لايعني أحد في اليمن بالإضافة إلى انتهاج سياسة الإقصاء والانتقام لكل ماهو وطني عام وناجح من جهة ومن جهة أخرى إلى كون اليمدا كانت تمثل دولة الجنوب التي اندمجت مع الشمال وتمثل علامة مميزة للنجاح . واقع طيران اليمنية اليوم لا يسر الحال رغم ان الإدارة الحالية ورثت اوضاعاً مالية وفنية صعبة وقد تمكنت خلال فترة وجيزة من تجاوز معظم تلك الصعوبات فقد كان الوضع في العهد السابق يسير على البركة وكان كل الهم هو الحصول على أمجاد شخصية وأرباح مالية على حساب مصالح الشركة والبلد حتى ان جزء من أسطولها تم التخلص منها بهدف خلق الإرباك امام الوضع الجديد رغم ان الادارة الجديدة تمكنت وبالإمكانيات المحدودة من تسديد معظم ديون الشركة ومن دون تدخل الحكومة في دعمها لتعزيز أسطولها وتمكينها من الوفاء بواجباتها وواجب الحكومة من اعادة التفكير بوضع الشركة ومساعدتها في التخلص من مشاكلها المتعددة خصوصاً وان الشركة تمتلك كوادر مجربة وماهرة ومخضرمة سيمكنهما من رفع جاهزية الشركة وتغطية خطوطها والتزاماتها لان الواقع الحالي لها دفعها الى إغلاق بعض الخطوط المهمة نتيجة ضعف أسطولها الطيراني وبإمكان الحكومة تبني تغطية الشركة بضمانات مالية يمكنها من شراء طائرات جديدة او استئجار طائرات لفترة زمنية محددة وهذا يتطلب قرار شجاع من الحكومة اليمنية وأما الصمت على هذا الوضع فإنما يعني تخلي اليمن عن التزاماتها تجاه الشركة وكوادرها وعمالها على طريق خصخصة نسبة اليمن في ملكية الشركة البالغة 51٪ وبالتالي تخلي اليمن عن السيطرة على سوق الطيران المحلي والخارجي لصالح جهات لا يهما مصالح اليمن ، ويمكن للحكومة التدخل لدى الجانب السعودي صاحب النصف الاخر بضرورة توفير الدعم اللازم والضروري للشركة مقابل ضمانات حكومية او التنازل عن حصتها لصالح القطاع الخاص المحلي والخارجي ، كما يمكن فتح المجال عبر طرح جزء من اسهم الشركة للاكتتاب الشعبي والحكومي نحو رفع القدرة المالية للشركة في تطوير أسطولها وأنشطتها . وفي ظل انضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية فسوف يفتح اليمن سوق الطيران امام الشركات الأجنبية رغماً عن الكل وهنا لن تتمكن الشركة اليمنية في وضعها الحالي من التنافس لا على السوق المحلي ولا الخارجي ولا بد من دراسة ذلك بعقلانية حتى لو كان القرار اعادة تأسيس شركة طيران اليمدا كشركة يمنية مساهمة ... وليس من خطورة في ذلك خاصةً ان اليمدا كانت تتمتع بسمعة عالمية محترمة وممتازة . اليمنية تعاني من زيادة الرسوم المحلية مع ان المفروض ان تتمتع بامتيازات لتشجيعها فاليمنية تدفع رسوم الطيران مثلها مثل اي شركة طيران عالمية وكذلك قيمة الوقود وهذا يضاعف من مشاكلها المادية وهذه سياسة تنم عن ان اليمنية ليست شركة وطنية والله اعلم . وعلى قيادة اليمنية الحالية التي اثبتت جدارتها وصمودها في ظل هذه الأوضاع ان تعد اكثر من دراسة لتطويرها بما فيها فكرة الاكتتاب الشعبي والحكومي والبحث عن ضمانات من بنوك اجنبية تمول خططها التطويرية ، وعلى الحكومة اليمنية والرئاسة إطلاق مساعدتهم للشركة او إبلاغ الشركة عن عدم مسؤوليتها على الشركة ووضعها امام تحدي إثبات نفسها او اعلان إفلاسها لصالح شركات الطيران الاخرى ولا اعتقد ان هناك تفكير مثل هذا من قبل الرياسة والحكومة . وعلى اليمنية تفعيل محطاتها الرئيسية وتمكين أسطولها الانطلاق منها من دون المرور على صنعاء ، وهناك أمور غير صحية في معظم أنشطة اليمنية ينبغي تصحيحها ولا ندري ان كانت قيادة المؤسسة تعرفها او انها تعرفها ولكنها تتجاهلها لعدم قدرتها على معالجتها لأسباب غير معروفة وربما خلفها أطراف متنفذة يصعب مواجهتها في ظل هذه الأوضاع ولكن كلما تأخرت الحلول كلما تعصبت الحلول وخسرت الشركة الكثير من الموارد المادية والبشرية . ان سمعة الشركة من سمعة البلد ويبدو ان هناك من يسعى الى الإساءة للبلد لغرض في نفس يعقوب ووووو . فأما دعم اليمنية او خصخصتها وإعادة اليمدا كشركة حكومية تغطي سوق الطيران المحلي والخارجي لليمن مع اننا نتطلع الى اعادة اليمدا.