تشعبت التأويلات والتفسيرات, وكثُرة معها الحكايات والقصص والفرضيات والنظريات والاحتمالات والترجيحات وووووو. إستُخدمت كل المصطلحات المطاطية ولم يُبقوا منها شيء الا واستخدموه كُل ذلك لمعرفة طريقة هروب الرئيس من قبضة الحوثيين التي فرضوها عليه في منزله قُرابة شهر كامل. وكيفية الطريقة التي سلكها والخطة التي نُفذت ومن ساعده للخروج من الحصار المفروض عليه. إنشغلنا وأشغلنا أنفسنا ومن حولنا بطريقة هروبه من مكان تواجده وقدومه الي عدن فالبعض تناول فرضية ان هناك تنسيق بينه وبين الحوثيين للسيطرة علي الجنوب وأن سيناريو هروبه ما هو الا قصة قد تم التخطيط لها مسبقاً ليبتلعها الشعب ويصدقها . البعض الآخر تناول نظرية اخرى مفادها ان الرئيس مناظل وحدوي حتي النخاع وأنه جازف بنفسة وخاطر بحياته من اجل وحدة الوطن والحفاظ عليه من التمزق والتشرذم. ما بين النظريتين هناك جدالُ وفرضيات ,من منهم تطغي على الاخرى ,ومن مِن هاتين النظريتين المتعاكستين تماماً هي اقرب ألى الصواب وعين العقل والمنطق . نحن بطبيعتنا كيمنيين دائماً مستعجلين في الحكم دون الانتظار الى ما ستُقررهُ الايام القادمة وما تحملهُ لنا معها من مفاجآت وخفايا . فقط نحن بحاجة الى قليل من الوقت والتريث حتى تتضح الرؤيا وتنقشع الغُمة وتنجلي معها الحقائق على ارض الواقع لنحكُم بعدها أي من النظريتين على صواب في فرضياتها ولا نُشغل انفسنا ونُتعب اعصابنا ونُرهق اجسادنا في التفنن بالاختراعات في سرد القصص وكأننا في كتاب شهريار وشهرزاد ومغارة علي بابا. هروب الرئيس او فرارهُ من قبضة الحوثيين إما يحملُ معه لنا إنتصارُ لقضيتنا العادلة وهي قضية شعب يتوق الى الحرية والعيش بسلام وامان تحت قيادةٍ تحمي المواطن وتوفر لهُ مقومات الحياة الكريمة وعندها سيقف الشعب كلهُ معه في مقارعة المليشيات المسلحة والتى لا تتعامل الا بلغة السطو والقتل والنهب ولا تملك من ادبيات ومقومات الحياة المدنية أي شئ ,سيجدُ الرئيس نفسهُ مُحاطاً بشعب يكون لهُ سنداً في ثورتهِ لاستعادة سلطةٍوشرعيةٍ اغتُصبت منه بقوة السلاح وعندها سيتمكن من استعادة ما فُقد منه لأن الشعب لن يتخلى عنه طالما هو صادقُ معهم وواقف مع قضيته وشرعيته . وإما هروبهُ يعني مسرحية هزلية حِيكت خيوطها ونُسجت وفُبركت قصتها وتم اخراجُها بطريقة دراماتيكية لتحقيق أغراض أُخرى لصالح اطراف خارجية لها مصالحها و اهدافها التي تعمل على تحقيقها بواسطة ايادي محلية الصنع . عندها لن تجد من يقف معك في تنفيذ مخططك ولن يرحمك شعبك الذي علق آمآلهُ عليك وخيبت ظنه فيك . هذين احتمالين لا ثالث لهما ولا يحتاجان الى تأويلات وتنظيرات لأن الواقع سيقول ذلك ولا مكان للأماني والاحلام فالواقع هو من سيُحدد وجهة الرئيس وما في جُعبته من افكار يحملها هذا الرجل ولا اظن ان الرئيس يحمل إلا كل خير وحب لهذا الوطن وارجو ألا يخذُلنا ويخذُل هذه الوجوه التي استبشرت خيراً بظهوره مرة أُخرى وقيادتة دفةالسفينة لإخراجها الى بر الامان لأن غرقها يعني نهايتنا جميعاً لن يسلم منها احد سواءً في الشمال أو الجنوب . أرجو ان نقف لحظة زمن مع انفسنا حتى لا نتسرع في إصدار الاحكام قبل رؤية النتائج الملموسة على الوافع فقط إزرعوا التفاؤل فيما بينكم وثقوا بانفسكم لانها مصدر قوتكم والهامكم الى حياةٍ افضل فكونوا متفائلين .....