ينطوي العام الخامس لثورات الربيع العربي يوم أن قرر الشاب التونسي أبو عزيزي ان يكسر حاجز الخوف والخنوع والاستسلام للشعوب العربية من الاستبداد من الظلم والطغيان من لصوص ثروات الشعوب وها نحن نستقبل العام السادس 2016 ولازالت الثورة تقاوم الأنظمة القديمة بفسادها وظلمها وطغيانها وقذارتها , البعض يرى الثورة شعلة يجب ان تحرق القديم في لحظتها وتنتصر , هي بالنسب له كشف حضور مفروز سياسيا ومناطقيا وطائفيا , ان وجد خصمه في هذا الكشف توجس وماتت في داخله فكرة الثورة أو خونها , لا يعلم ان الثورة ليست كشف حضور ولا توقيع حضور وانصراف ، الثورة هي فكرة والفكرة لا تموت ,تظل تشعل الغضب فى نفوس الناس إلى الحد الذي يصبح احتواؤه صعبًا، ولا تنطفئ إلا بعد أن تقوم على أنقاض ما هدمته من فساد دولة لتؤسس دولتها الجديدة، فى منتصف طريقها ربما تهدأ، ربما تختفي نارها أسفل الكثير من رماد الأخطاء والعثرات، لكنها مستمرة حتى تحقق ما اشتعلت من أجله بشرط ان تكون صادقا معها حاملا لها كفكرة دون توجس من ملتحقيها مهما كانت توجهاتهم الفكرية والسياسية ففكرة الثورة بذرة تنبت من اليأس من الظلم ومن اكتساح الظلام لحياتنا هي بذرة خير ممكن ان تخرج من صلب الشر ومن خاصرة الطغيان ليس بالضرورة ان يبقى الشرير شريرا للأبد , فأجمل ما في الثورة ان تغير النفوس وتنور العقول وتصلح حال البعض . سرعان ما صرخت آلمنا .. من كثرت جراحنا ..و استطعنا أن نهزم سكوتنا.ونرتقي بأفكارنا .. ونختار طريقنا..لنسترد حياتنا .. ونقوى عزيمتنا..نهزم خوفنا .. ونتجرأ على ماضينا..ونترك مماحكاتنا ,, والبحث عن أخطاء بعضنا ,, ونصطف لمصالحنا ..مهما كانت قناعاتنا يجب ان لا نخدم أعدائنا ,,ولا نجعل مواقفنا فرص يستفاد منها خصمنا الأول .لنستوعب ان عدونا لن يستسلم بسهولة وانه يستفيد من ثغراتنا ,, ليوسع الفجوة بيننا ,, ليخلق صراع يخدمه أكثر مما يخدمنا نظرية المؤامرة ستقضي عل كل أحلامنا .. صراع الأخوان واليسار واليمين والسنة والشيعة والتوجس والحساسية ,, مرض قاتل انتحار لشعب وأمة ,, العنوا من يغذيها من يروج لها من يرسخها ,,من يتفلسف بها ويزهوا وهو يخدم أعداء الثورة بثوريته , ويتحول لمشكلة ومعضلة تواجهها الثورة . عام 2016 م سيكون عام النصر للثورات العربية التي لازالت تقاوم ومنها اليمن , تباشير النصر تلوح في الأفق , يتقهقر الانقلاب وتحالف الشر , قوى العنف ومليشيات الموت ستنتصر تعز كما انتصرت عدن وستنتصر صنعاء كما انتصرت مأرب وصعدة كما انتصر الجوف , وستتوالى الانتصارات ليتحرر اليمن من عنجهية التخلف من نظام الفساد من السوق السوداء من الظلام من الجوع ومن الاستغلال واستثمار أوجاع وأزمات الضعفاء . عاما جديد بحلة جديدة حلة الثورة أحلام وأماني وطموحات الجماهير , تلك التباشير تجدها في صراخ المدارس في عقر دارهم وتلفظهم الناس من أرضهم وكأنهم نبته شريرة خبيثة سامه يتخلص منها الوطن , عام جديد لابد أن يكون عام الخير وعام السلام وعام البناء والأعمار , وعام طمس الماضي وماسية وآلامه , هذه الحرب هي حربنا الأخيرة لأنها فرزتهما عنا بتحالفهم جعلت كتلتهم القذرة معا وبهزيمتهم سيهزم شرهم وطغيانهم وشيطانهم وسينتصر الخير والمشروع الوطني والدولة المدنية المنشودة , عام التفاؤل ولابد من النصر لإرادة الجماهير , وتفاؤلي بعام 2016 م عام تنتصر فيه اليمن وعام سعيد وكله خير وبركة وسلام و وئام وتوافق وتعايش وحب للجميع احمد ناصر حميدان