ما يعيشه الجنوبيون من اقصاء وتهميش، لم يكن وليد الصدفة نشاء – 1994م كما يصفه الشماليون الجدد، فقد توارثه الابناء جيل بعد جيل منذُ حقب زمنية مضت ، أي ما قبل الانقلاب السبتمبري في شمال اليمن 1962م. وردنا الى الصحيفة ملف من عشرات المفات التي توضح هذا الانتهاك والظلم والغبن الذي عاشه جنوبيون في ستينات القرن الماضي وضعهم القدر ان يعيشوا في وطن ضنوه وطنهم لتبرهن الحقائق عكس ذلك في الوقت الحديث . الملف الذي ستثيرة صحيفة " اخبار الوطن " لاحد ابناء الجنوب الذي قضى نحبه مكلوما مظلوما يتابع حقا ضائع في جهات وسلطات لا تختلف وان اختلف الزمن وارتقى الادميون وتبدلت الاوجه غير ان المعاملة هي واحدة . "دخل صنعاء مستثمرا وخرج خال الوفاض" تقول تفاصيل الحكاية الواقعية البعيدة عن نسج الخيال ضحيتها غادرنا الى عالم آخر بعد ان عجز عن استعادة حقه المسلوب فاصيب قلبه الجريح بذبحة صدرية اوقعته صريعا حينها ، الشيخ المرحوم عبد ربه حسين اليافعي تاه الى بقعة جغرافية في اسمها صنعاء في العام 1965م مع عدد من تجار يافع الكبار- العيسائي ....وغيره والذين واصلوا الميسره الى خارج اليمن باحثين عن لقمة عيش كريمة في دول الجوار , ووجدوها ويعاملوا الان هناك كسعوديين من الدرجة الاولى غير ان ضحيتنا مكث للعيش في صنعاء اليمن يريد ان يثبت وجوده من هنا، لكنه لم تخدمه الظروف والمتغيرات ووطنيته واصبح مقيم ويعامل ليس كابناء البلد، فحينما هب مع عشرات المستثمرين من ابناء الشمال الى شراء قطع اراضي من السلطة اليمن التي اصابتها وقتئذ ضائغة مالية حينما كان السلال يحكمها في عهد نشئة الجمهورية العربية اليمنية . اليافعي الجنوبي وبثقته العمياء بمصطلح " اليمن الشمالي " اعتباره وطنه الثاني ، كتوائمة " لليمن الجنوبي " دفع مبالغ مالية للشروع في الاسثمار وشراء تلك الارضي. وكعادتهم ناقضي العهود والمواثيق والتنصل من كلمات الوفاء التي يقطعونها على انفسهم باتجاهك وما وحدتنا معهم الا خير دليل، قابل صاحبنا كل ذلك بالنكران والجحود بل زج به في اقبية سجون صنعاء الظلامية بظلام عقلية حاكميها . خفيّ حُنين تتكرر مع المستثمر الجنوبي يسرد لي احد ابنائه الذي زار مقر الصحيفة معانات والده وماساة الابناء مدلل بكل الحجج الدامغة والبراهين الموثقة بوثائق تملئ الملفات التي يحملوها من تركة مثقلة بالظلم والمعانات حملها والدهم المرحوم ليواصلو العيش المضطرب مع تلك المعانات المصطنعة ضد كل من هو جنوبي . تصفح كاتب التقرير بمعية ورثة اليافعي مئات من الوثائق والتي تؤكد أحقيتهم في تلك الاملاك ، بداية من وثيقة الشراء الموسومة ب"صادرة من مصلحة شئون البلدية القروية في الجمهورية العربية اليمنية والمؤرخة بتاريخ 28- 11-1965م والتي تحمل رقم سابق واخير 17" تؤكد فيها عملة البيع والشراء بين الطرفين عبد ربه حسين اليافعي و مصلحة البلديه حينها . كما اشاروا الى وثائق بعض من ابناء الشمال من السنيدار والعاقل والقيني المجاورين لوالدهم وتحمل رقم 3 وهي صورة ولم تحمل الاصول والذي لم يمسهم التعسف بعكس ما بحوزة والدنا من اصول دمغة بعيده عن الشك الذي نال والدهم باعتبار اولئك من ابناء البلد شماليون ووالدنا جنوبي ليس الا" . يتوقف الابناء برهة من الزمن ويواصلوا الحديث وعلامات اليأس والحزن تبدوا على وجنتيهم من جراء ما عومل به والدهم حتى توفاه الله ولا زالوا حتى اليوم يعامل به الابناء قائلين في حديث مشترك " ان والدهم عاني الكثير في الحقبة الزمنية التي عاشها منذ اراد ان يستثمر في صنعاء اليمن بماله الحلال بمعية العديد من أبناء الشمال ، كان والدهم قد أشترى مساحات أرضية أرادت السلطات في الجمهورية العربية الالتفاف عليها وتحولها الى ارض خاصة بالدولة بدعوى بنى منشئات حكومية كالجمارك والتي اثبت الوالد احقيته بالارض بعد رسالة من محافظ لواء صنعاء حينها " أمين عبد الواسع نعمان " والموجهه الى عضو مجلس الجمهوري ورئيس الوزراء وكان نصها " نقترح امركم الى الجمارك بالتفاهم مع البلدية وامتناع الجمارك عن ما هو منها للمواطنين لان الحكومة مسئولة عن حماية حقوقهم واملاكهم " وتبعتها وثيقة اخرى موجهة الى معالي وزير الخزانة ووزير الاشغال العامة صادرة من مكتب عضو مجلس الجمهوري ورئيس الوزراء عبدالله الحجري " نصها بعد الاطلاع على مذكرة لواء صنعاء بخصوص الخلاف بين مصلحة الجمارك والبلدية بشان الارض التي تم بيعها من مصلحة شئون البلدية في وقت سابق ، وعليه لزم معرفة صاحب العقد فان كان لجمارك لزم البيع وان كان المواطنين فعلى البلدية تعويض الجمارك بارض اخرى مماثلة كيف هذا اللوك من البلدية..." لتنسحب مصلحة الجمارك ثم قررت الصحة بنى مستشفى للاطفال والتي هي بدورها عرفت بان الحق لمالكه اليافعي بعد محاكمات لتتوقف هي الاخرى عن قيام المشروع فيها، لتبتكر البلدية كعادتها طريقة اخرى للف والدوران عندما بادلت لوزارة الداخلية بارضية اليافعي مقابل ارضيتين من قبل وزراة الداخلية تسلم للبلدية لتعوض بها اليافعي لكنها قامت ببيعها لاشخاص اخرين دون وجه حق . كما تؤكد تلك الوثائق التي حملها الابناء. وزارة الداخلية استخدمت ارضية اليافعي دون غيرها رغم ان مستثمير شمالين جوار ارضيته لم يمسها العبث والسطو،فتم البناء قسم للشرطة باب الحرية في عام 1980م وكان اليافعي قد زج في السجن وقال ابنائه " ومع صمود الوالد كلفه صموده الكثير من الجهد والمال بل سجن وكبل بالقيود والسلاسل متنقلا في سجون صنعاء ". متنقلا بين المحاكم لاسترجاع حقه المسلوب بالتعويض عن ما اخذ عليه ، وكانت مذكرة وزير الداخلية علي عقرب برقم "674" الموجهه الى رئاسة الوزراء والتي خاطبته بطلب التعويض الذي ينشده اليافعي واكدت تلك المذكرة بالتكرم بامر التعويض من اعتماد البلدية" ومع دولة المد والجزر في سجون صنعاء بعد رفضه الرضوخ لاخذ " لبناته " والتي قدرت 27 لبنه اشترها من قبل السلطات في الجمهورية العربية . واستمر اليافعي المطالبة بالتعويض حتى وافاته المنية في العام 1984م اثر نوبة قلبية بعد ان ناشد دولة جمهورية اليمن بالتدخل في مذكرة لازل الابناء يحمل اصلها حتى للحظة كشاهدة للتاريخ وخلال تعرض اليافعي لهذه المعانات التي تعاقب فيها حكم اليمن العديد من القيادات من " السلال والارياني والعرشي والحمدي والغشمي واخرها صالح . والذي كان مشرف على تلك المعانات ولديه العديد من الوثائق التي تؤكد احقيتنا بما ندعية وادعية الوالد حينهاووثائق وتوجيهاته شخصيا كما عمل سلفه " لكن صاحبنا الذي لا زال ابنائه يحمل بطائق التشطير التي عوملوا بها خلال اقامتهم " جنوبي مقيم في صنعاء " يصفوه تلك الصفه بانها من جعلت الاقصاء والاستحواذ ينالهم في نزعة شطرية مبيته ضد كل من هو جنوبي رغم ان الافق قد بشر بقدوم الافضل بوحدة 1990 التي كانا ينشدوا منها الانصاف لان الجنوبيين قدموا الارض والهوية والتاريخ من اجل ذلك . وفي العدد القادم سنواصل التفاصيل والمسيرة مع الشيخ الذي ضل الطريق الى صنعاء فاصبح نموذج للتمييز العنصري الذي يعانيه الجنوبيين في تلك الارض وما يعانوه في وطنهم الجنوب بعد الاجتياح الوطن مقدمين كل الحجج والبراهين الدامغة التي وصلتنا . نقلا عن صحيفة اخبار الوطن