بدأت السلطات الأمنية والعسكرية في اليمن أمس (الأحد) تنفيذ خطة لتأمين مؤتمر الحوار الوطني المقرر انعقاده يوم الاثنين المقبل الموافق 18 مارس/ آذار الحالي، فيما وصل مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بن عمر إلى صنعاءللوقوف على الترتيبات الأخيرة لالتئام المؤتمر الذي يتوقع أن يرسم ملامح اليمن الجديد . وأعلنت لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار المنبثقة عن المبادرة الخليجية إنشاء غرفة عمليات مشتركة تتولى مسؤولية متابعة سير عمليات المؤتمر أولاً بأول، وتأمين جلساته والمشاركين فيه، وأمرت بإيقاف العمل بتصاريح حمل السلاح خلال فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني . وأكد مجلس الوزراء اليمني أن الحكومة ستعمل على القيام بكل ما هو واجب عليها تجاه مؤتمر الحوار الوطني واستكمال ما يخصها من إجراءات في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها وإنجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية الراهنة وصولاً إلى الانتخابات المقرر إجراؤها في فبراير/ شباط 2014 . وأبلغ بن عمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الشخصيات الجنوبية التي التقاها أول أمس (السبت) في دبي تعهدت نبذ العنف بجميع أشكاله، وبذل الجهود للحد من تلك الظاهرة، كما تعهدت أن يكون الحوار هو الحل الوحيد للقضية الجنوبية . بدء تنفيذ الخطة الأمنية في اليمن ومنع حمل السلاح صنعاء “الخليج”: أقرت السلطات الأمنية والعسكرية في اليمن منع حمل السلاح في العاصمة صنعاء طوال فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، المقرر انطلاقه الاثنين المقبل . وشددت لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار المنبثقة عن المبادرة الخليجية على ضرورة إيقاف العمل بتصاريح حمل السلاح خلال فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، على أن يستثني من ذلك كبار رجال الدولة والقادة العسكريين والأمنيين، بشرط أن يكون السلاح مخفياً وغير ظاهراً . جاءت هذه القرارات في اجتماع عقدته اللجنة أمس الأحد برئاسة وزيري الدفاع والداخلية بحضور الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني، للوقوف على خطة الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين مؤتمر الحوار الوطني، حيث استعرضت اللجنة الإجراءات المحددة والكفيلة بتوفير الحماية الأمنية اللازمة لكل فعاليات وأماكن انعقاد المؤتمر . وقد أعلن الوزيران إنشاء غرفة عمليات مشتركة تتولى مسؤولية متابعة سير عمليات المؤتمر أولاً بأول . وطالب الوزيران بضرورة التعاون والتنسيق والتكامل بين الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية لتوفير الحماية الأمنية اللازمة للمؤتمر، إلى جانب إحكام الإعداد والتخطيط المسبق لتفادي حصول أي أعمال من شأنها إعاقة المؤتمر . بالإضافة إلى استكمال كافة المتطلبات اللازمة للوحدات العسكرية الأمنية المكلفة بتأمين فعاليات وأماكن ومقار والشخصيات المشاركة في المؤتمر . وقال المتحدث باسم اللجنة اللواء علي سعيد عبيدان تنفيذ الخطة الأمنية وحركة المشاركين فيها ابتدأت من يوم أمس الأحد . وأشار إلى أن الخطة الأمنية المشتركة للجنة العسكرية واللجنة الأمنية العليا سيتم تنفيذها في المحافظات اليمنية كافة، وسيشارك فيها جميع وحدات الأمن والجيش لحفظ الأمن وتوفير الأجواء الهادئة لعقد مؤتمر الحوار وتأمين المشاركين فيه . من جانبه أكد مجلس الوزراء اليمني أن حكومة الوفاق الوطني ومن خلال وزاراتها وأجهزتها المختلفة ماضية بكل عزم ومسؤولية وطنية في تنفيذ المهام المناطة بها في المرحلة الانتقالية الراهنة من أجل العبور باليمن إلى بر الأمان وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمعيشي والأمني لليمنيين، وأشار المجليس إلى أن الحكومة ستعمل على القيام بكل ما هو واجب عليها تجاه مؤتمر الحوار الوطني واستكمال ما يخصها من إجراءات في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها وإنجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية الراهنة وصولاً إلى الانتخابات المقررة في فبراير/شباط 2014 . وجدد المجلس في جلسة استثنائية التأكيد على إن الحوار الوطني هو الفرصة الوحيدة المتاحة والتاريخية أمام جميع اليمنيين والإطار الجامع الذي يمكن من خلاله مناقشة وحل كافة القضايا والمشاكل المرتبطة بحاضر ومستقبل اليمن . مبعوث الأممالمتحدة في صنعاء لتهيئة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني صنعاء “الخليج”: وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء، أمس الأحد، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر، غداة لقائه عدداً من قادة جنوب اليمن وحراكه، وقبل أيام قليلة من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني، المقرر في الثامن عشر من الشهر الجاري . والتقى بن عمر فور وصوله الرئيس عبدربه منصور هادي،حيث كرس الاجتماع لتقييم نتائج اللقاء الذي عقده بن عمر مع قيادات يمنية جنوبية معارضة في دبي يوم أول أمس السبت . ووصف المبعوث الأممي اللقاء ب”البناء جداً”، مشيراً في اللقاء الذي جمعه بالرئيس هادي إلى أن الشخصيات الجنوبية التي التقاها تعهدت في بيان تم إصداره عقب الاجتماع، بنبذ العنف بجميع أشكاله، وبذل الجهود للحد من تلك الظاهرة، كما تعهدوا بأن يكون الحوار هو الحل الوحيد للقضية الجنوبية . وأشار إلى أن نتائج اللقاء بالقيادات الجنوبية في الخارج أكدت استشعار الجميع بأن هناك فرصة تاريخية لمعالجة القضايا اليمنية والمشكلات العالقة كافة، وفي المقدمة منها القضية الجنوبية، خصوصاً أن العالم بأسره يدعم التسوية السياسية في اليمن على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن رقم 2014 و2015 . وقال بن عمر، إنه أوضح في اللقاءات التي جرت في دبي أن المبادرة الخليجية والقرارات الدولية جاءت باسم الجمهورية اليمنية التي انبثقت عن كيانين توحدا في الثاني والعشرين من مايو/أيار عام ،1990 ولقيت التأييد والاعتراف من المجتمع الدولي كله، والرعاية الدولية موجودة على صعيد الدول الراعية والداعمة للتسوية السياسية في اليمن والقرارات الدولية والأممية التي تصب في هذا الاتجاه . وكان المشاركون في اجتماع دبي قد أكدوا في بيان صدر إثر الاجتماع “اتفقنا على أنه لا يمكن للقضية الجنوبية أن تحل بشكل مناسب إلا في إطار سلمي، ونعلن جميعنا التزامنا بنبذ العنف وبذل كامل جهودنا للحيلولة دون حدوث أية أعمال عنف” . وأعربوا عن اقتناعهم “بإمكانية البناء على روح الحوار التي سادت خلال هذا الاجتماع التشاوري، ونتطلع إلى عقد لقاءات مستقبلية بإشراك جميع المكونات السياسية والحراكية المؤمنة بالقضية الجنوبية” . وأوضح أن الزيارة التي يقوم بها إلى صنعاء تأتي في إطار التهيئة لمؤتمر الحوار الوطني، ومساعدة اللجنة الفنية للتحضير للمؤتمر على استكمال ما تبقى من مهامها عبر فريق من الأممالمتحدة يعمل مع اللجنة، وكذلك التواصل مع جميع الأطراف السياسية المعنية بخصوص سكرتارية المؤتمر . ولفت إلى أنه تم تأسيس صندوق ائتماني ممول من عدد من الدول المانحة لدعم مؤتمر الحوار الوطني . وقال إن هذه القضية تعد أهم مهمة في المرحلة الانتقالية الثانية، باعتبار أن إنجاح المؤتمر أولوية لجميع اليمنيين وأن الأممالمتحدة تساندهم وستقدم لهم الدعم الضروري، لأن المجتمع الدولي يريد نجاح مؤتمر الحوار الوطني بتعاون جميع الأطراف السياسية لتحقيق أهدافه . من جهة أخرى ناقش بن عمر موضوع السفينة الإيرانية “جيهان 1” التي ضبطتها قوات خفر السواحل، وطبيعة حمولتها من الأسلحة الفتاكة والمتطورة من المتفجرات والصواريخ والأحزمة الناسفة والنواظير الليلية ونواظير التقريب والدقة التي لو قدر لها أن تكون بيد المرسلة إليهم لسببت أضراراً فادحة على مختلف المستويات . ويستعد اليمن لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل وسط إجراءات أمنية وسياسية كبيرة، حيث من المقرر أن تنشر السلطات الأمنية ما يقرب من 60 ألف جندي لتأمين فعاليات المؤتمر الذي سينعقد في العاصمة صنعاء وخمس مدن أخرى، هي: عدن وحضرموت وتعز والحديدة وصعدة خوفاً من تسلل عناصر من تنظيم القاعدة أو سيارات مفخخة لإفشال مؤتمر الحوار . وتتوقع مصادر سياسية في صنعاء أن يصدر الرئيس هادي خلال الأيام التي تسبق انعقاد المؤتمر قرارات جمهورية تساعد على تهيئة الأجواء لانعقاده، خاصة فيما يتصل بالأوضاع في المؤسستين العسكرية والأمنية والأوضاع في المناطق الجنوبية من البلاد، إضافة إلى تعيينات سفراء في عدد من الدول العربية والأجنبية .