لا أحد يختار اسمه بنفسه، فالأب أو الأم، أو الجد، هم الذين عموماً يختارون اسم الفتاة عندما تولد، ولكل أسرة دوافعها وذوقها في اختيار اسم دون آخر، واليوم، بعد أن أصبحت فتاة مراهقة، هل أنت راضية عن الاسم الذي تمّ اختياره لك، وهل أنت معجبة به، أم أنك تودين «لو كان ذلك ممكناً» استبداله باسم غيره؟ تقول جلّنار، 14 عاماً: «أحب اسمي كثيراً، فقد اختاره لي والدي، وعندما كبرت أدركت أن معناه هو زهر الرمان، فراق لي المعنى، ولو أني لم أستلطف في البداية وجود «النار» في آخره، ولكن الاسم كاملاً «كلّه على بعضو حلو»، ثم ما يعجبني فيه أنه ليس متداولاً كثيراً بين رفيقاتي، وهو يشعرني أنني متميزة في لباسي ومظهري، وأيضاً حتى في اسمي». وكذلك هيفاء، 16 عاماً، هي أيضاً راضية عن اسمها، وتعليلها لذلك طريف، إذ تقول: «أجد اسمي جميلاً، وأنا راضية تماماً على اختيار أهلي له، فمعناه مرتبط بالجمال، وهذا مهم جداً بالنسبة لي، خاصة وأنه اسم اقترن بنجمة ذاع صيتها في الوطن العربي برمّته». وجاء موقف، محبوبة، 17 عاماً، مختلفاً، إذ تقول: «اسمي اختاره لي والدي تيمناً باسم والدته المتوفاة، وتخليداً لذكراها، هو اسم «عتيق» في تونس، ولا يعتبر اسماً عصرياً، لا أحبه ولا أكرهه، رغم أنني كنت أتمنى أن يكون اسمي ملائماً لهذا العصر أكثر، ولكن المحبة الخاصة التي يكنها لي والدي، كلما ناداني باسمي ينسيني أنه قديم، وهناك في تونس اليوم موضة للعودة إلى الأسماء القديمة وهذا ما يفرحني. أما مريم، 16 عاماً، فلاسمها قصة مختلفة، وعن ذلك تقول: «اسمي اختاره لي أبي وأمي معاً، لسبب مرتبط بهما، فأبي تونسي مسلم، وأمي فرنسية مسيحية، واسمي يرضيهما معاً، لأن هذا الاسم موجود في فرنسا، وطبعا لدى العرب والمسلمين». وتضيف مريم ضاحكة : «اسمي، إن صح القول، هو اتفاق بين الشرق والغرب، ويدخل في نطاق «حوار الحضارات» وأنا أحبه لارتباطه بالأديان السماوية وسهولة نطقه». من جهتها، تقول النجمة الزهراء، 15 عاماً: «والدتي، وهي أستاذة تاريخ، أرادت أن يكون اسمي مميزاً، ورغم أنه اسم مركب إلا أنه يعجبني، ورغم أن كتابته طويلة بالعربية أو الفرنسية، إلا أن معناه جميل. وعندما ينادى علي أشعر كأني أميرة تطل من عليائها، وهذا يفرحني. أما نجيبة، 13 عاماً، فهي تعلن صراحة أنها لا تحب اسمها، خاصة عندما أخبروها أن معناه الأصلي هو «الناقة»، وتؤكد أنها رغم تعودها على هذا الاسم، إلا أنه لا يروق لها، وهي تتعمد ساخرة بتفخيم حرفي النون والجيم عند النطق باسمها، لتدل على أنه صعب النطق وغير موسيقي. وتقف نور، 18 عاماً، حائرة، لأنه تم اختيار اسم لها يطلق على الإناث والذكور، كاسم نجاح، وهو أمر تقول إنه يقلقها، ولكنها تجد أن «نور» اسم جميل، يشع ضياء عند النطق به، حسب رأيها