مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا قالوا عن دور الأم في سنوات حياتهم ؟!
نشر في سبأنت يوم 20 - 03 - 2010

الأم أبجدية الحب والحنان ، تعطي أقصى جهدها لتامين السعادة لأبنائها، إنها مدرسة كاملة ، مهما قدمنا واحتفلنا ، لن نوفيها قدرها وحقها وآلامها ، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم كتابه العزيز " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك إليّ المصير" .
إدارة المرأة والطفل بوكالة الإنباء اليمنية (سبأ ) التقت مع شخصيات لها مكانتها في المجتمع ، تحدثوا عن دور الأم في مشوار حياتهم ، وماذا تركت أمهاتهم من بصمات في تربيتهم وتهذيبهم وتوجيههم وتشجيعهم ليكونوا ما هم عليه اليوم في مواقع عملهم.
أمي أطال الله في عمرها ** أنتي يا أمي من علمتني العطاء
البداية مع مستشار النشاطات المجتمعية في مشروع الخدمات الأساسية للصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جميلة غالب الشرعي، في بداية حديثها تهدي والدتها أجمل باقة ورد قائلة "أهديك يا أمي أجمل باقة ورد في عيدك ، فأنتي يا أمي أغلى إنسانة في حياتي .. أنتي يا أمي من علمني حب الخير للناس وحب هذا الوطن الغالي.. أنتي يا أمي من علمني خلق الإيثار والتضحية والخير".
وتقول عن أمها " تلقت أمي في صغرها التعليم البسيط المتاح في فترة ما قبل الثورة وأيام العهد البائد ، فقد تعلمت القراءة والكتابة والقرآن الكريم ما أتاح لها الفرصة للإطلاع على الكتب بكل أنواعها وحتى يومنا هذا ، إذ تعتبره صديقها الدائم وخصوصا كتاب الله سبحانه وتعالى" .
وتضيف " امي مواظبة على قراءته ليلاً ونهاراً ، ونتيجة لهذا العلم والوعي شجعتنا هي ووالدي رحمه الله على أن نكمل تعليمنا أنا وإخوتي جميعاً والحصول على أعلى الدرجات العلمية إذ لم يكن هناك في أسرتي فرق بين الولد والبنت فالكل سواسية في الحصول على فرص التعلم".
وتتابع القول "كان لأمي الدور الكبير في تهيئة الجو المناسب للمذاكرة والتشجيع على مواصلة الدراسة واختيار كل منا المجال الذي يرغب به".
أما فيما يتعلق بالجانب الإنساني لوالدتها، قالت الشرعي " أمي إنسانة حنونة للغاية فهي تعطف على الصغير وتحترم الكبير وتساعد الفقراء والمحتاجين دائما بقدر ما تستطيع".
واضافت "تعلمت من أمي هذه الخصلة الطيبة مساعدة من أستطيع مساعدته وألا أبخل على من يحتاج إليها وأن أكون كريمة أكثر ما أكون في شهر رمضان مثلما رأيت أمي ، فهي تحرص على أداء الزكاة ومساعدة القريب والجار والصديق".
وتابعت "تعلمت من أمي التحلي بالأخلاق والمبادئ الإسلامية فقد علمتني أنا وإخوتي المواظبة على الصلاة والالتزام بالأخلاق الحميدة، وما أتذكره وأنا صغيرة حرصها على مرافقتي لها إلى الجامع لحضور صلاة الجمعة.. أمي علمتني أنا وإخوتي حب الوطن والولاء له بشكل كبير على الرغم من أننا أقمنا في جمهورية مصر العربية فترة طويلة إلا أننا لم ننس اليمن لحظة واحدة ، كنا دائما نستمع إلى الأناشيد الوطنية كما كنا نزور اليمن سنوياً".
وتتذكر الشرعي "عندما كنت في المدرسة في مصر كان يتم ترديد النشيد الوطني المصري في طابور الصباح بينما أقوم أنا بترديد النشيد الوطني اليمني، وطوال فترة إقامتنا في القاهرة لم تتغير لهجتنا اليمنية وعندما عدنا إلى بلادنا لم يكن أحد يصدق بأننا أقمنا خارج الوطن لفترة طويلة ، أتذكر هذه الأغاني الوطنية بن اليمن يا درر ، اليمن بلادنا وعزها عز لنا.
وتضيف " لقد شجعتني أمي على الاعتماد على نفسي في كل شيء ، فهي من شجعني على اختيار المجال الذي أحبه للدراسة، وهي من شجعني على العمل ، وأتذكر عندما اشتريت سيارة لأول مرة ساعدتني في المساهمة بالقسط الأكبر ما جعلني قادرة على أن أدفع بقية الأقساط من مرتبي على مدار السنة، فهي هكذا .. تساعدنا ولكن أيضا تتيح لنا الفرصة للاعتماد على النفس".
وفي مواقف لا تنساها مع والدتها قالت مستشار النشاطات المجتمعية في مشروع الخدمات الأساسية للصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية " لا يمكن أن أنسي دور أمي الكبير في مساعدتي في حياتي العملية إذ كان لها الفضل الكبير في نجاحي واستمراري في عملي الذي كان يتطلب مني السفر والتنقل بين المحافظات" .
واضافت "كان أطفالي في تلك المرحلة صغارا جداً وكانت أمي ترافقني وترعاهم إلى أن أنتهي من عملي وأيضا كان لها الفضل الكبير في إتاحة الفرصة لي للمشاركة في المؤتمرات واللقاءات والدورات التدريبية خارج الوطن حيث كنت أذهب وأترك أطفالي مع أمي للاعتناء بهم ما أتاح لي تعلم خبرات وتجارب كثيرة في مجال عملي".
وتخلص الى القول "أنا أسعد دائما بدعائها ورضاها عنى ، فهي الخير والبركة التي تضيء حياتي، أطال الله جل في علاه عمرها وأدعوه سبحانه وتعالى أن يجازي أمي حقها ، فمهما عملت لن أستطيع أن أوفيها حقها، وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وكما بدأت بإهدائها باقة ورد، أنهت حديثها بإهداء والدتها أجمل قبلة وباقة ورد في يوم احتفالها .
/ أمي أكبر من الثناء واكبر من الهدايا /
أما رئيس لجنة الثقافة والإعلام بنقابة الصحفيين اليمنيين عبدالله الصعفاني فيقول" من منا لم تحدد أمه مسار حياته.. في مناسبة يوم الأم ليس أقل من الدعوة لأن يكون العام كله عيدا للأمهات.. ويتساءل هل عيد الأم موعد للثناء عليها في عيدها السنوي ؟!.. وهل هو مجرد هدية ..؟! "
ويجيب "إنه أكبر من الثناء وأكبر من الهدايا وأكبر من ارتمائه تحت أقدامها".
وبالاقتراب من والدته أكثر يضيف " يمكن أن أتذكر أمي منذ صغري.. خوفها علي وعلى أخوتي منذ كنا في مسقط الرأس حتى صار لنا أولاد وبنات .. هل أذكر خوفها المستمر ، تهذيبها ، حكاياتها التي أذكت عندي الخيال، تشجيعها لي وأنا أقرأ شعرا للبردوني أو أحاكي عبد الله شمسان مقلدا له في قراءة نشرة الأخبار".
ويصف أمه بالقول "يااااه .. كم أنت عظيمه يا أمي وأنت تعينيني على فتح عيني على حقائق الحياة تعلمينني كيف أختار أقراني ، وكيف أتسامح عند الخلاف على لعبة قديمة من تلك التي نلعبها في الريف".
ويتساءل "هل أتحدث عن صحيح الود أم عن صافي الحب أو شفافية القلق أم الإشراف على توجيه أبي حفظه الله ورعاه بأن أتعلم حب الله وحب الناس والتسامح مع الآخرين دونما استخدام أي من تلك السلطات التي تعيق قدرات الصغير .
ويتابع الصعفاني " يكفي أن أمي شاركت أبي قرار رفض فكرة أن أكون ضمن صغار القرية الذين هاجروا إلى شمال الطفرة النفطية ولسان حالها يقول:ابني ضعيف البنية ويجب أن يكمل تعليمه في الحديدة ما دامت مدرسة القرية تكتفي من التعليم بالصف الرابع الابتدائي".
ويختم بالقول لأمي الحبيبة ولأبي كل الحب.. وأطال الله عمريكما ومتعكما بالصحة والعافية.
/ أمي علمتني الثبات ومواجهة الصعاب /
مدير عام البيوت التقليدية بالهيئة العامة للمدن التاريخية امة الرزاق جحاف ارتبطت في حياتها بوالدتين هما جدتها ووالدتها، هاتان الشخصيتان كان لهما الأثر الكبير في تشكيل حياة امة الرزاق التي تقول "تعلمت من جدتي مبادئ الحروف الأولى، تعلمت المسؤولية وكيف أقف بثبات في مواجهة الصعاب، كما تعلمت من والدتي الصبر والكفاح والسعي الدؤوب لتحقيق الأهداف.
وتشعر امة الرزاق بأنها محظوظة بأمها وجدتها، تعلمت منهما من هو محمد محمود الزبيري ومن هو اللقية وعلي عبدالمغني وعددا من الأسماء التي تعني الوطنية والكفاح والنضال لان الجيل السابق جيل مرتبط بأحداث الثورة وقوى الاستعمار والملكية البغيظة.
وتقول "ارتباطي بهاتين الشخصيتين ونشأتي في كنف رعايتهما واحتضانهما لي ترك بصماته القوية في مراحل حياتي فجدتي كانت متعلمة وكانت الخطوة الأولى بالنسبة لي في ميولي الأدبية فقد كانت حكاياتها تغرس في نفسي معان كثيرة وتبلورت لدي مفاهيم الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين ونصرة المظلوم وكثير من المعاني الإنسانية".
وتضيف " كانت جدتي تعرف القراءة وطورت نفسها بالكتابة وكان خطها جميلا رغم المشكلات التي تعرضت لها آنذاك لكن العائلة استفادت منها استفادة كبيره في كتابة الأحكام والبصائر لجمال خطها وصواب رأيها.
وترى جحاف ان الأم وطن ومنه نتعلم الانتماء فالطفل حين يشعر بانتمائه الكبير لأمه يتطور بانتمائه للوطن، والأم هي المنبع الأساسي لما سيكون عليه هذا الطفل فإن كان بذرة صالحة فسيكون صالحا لوطنه .
وتشير إلى الدعوات المناهضة لتقليد الغرب في الاحتفال بهذا اليوم بالقول "انها مناسبة جميلة ان نحيط هذه الانسانه بلفتة كريمة تشعرها بعظمة ما تقدمه في حياتنا، طاعتها واجبه طوال العام ولكن لا مانع من ادخال البهجة إلى نفوس الأمهات باحتفاء عائلي نجد بعده فرحة وإحساسا بالعرفان والتضحية، وبما انني ام لثلاثة أبناء فتجاهل أبنائي لهذا اليوم "بصراحة سيكون فيه زعل".
/علاقتي بأمي هي علاقة لم ولن /
من جانبه قال الخبير والمدرب الإعلامي نشوان السميري ، "كلما تقدمت في العمر يزداد إيماني ويقيني بأننا نعيش ببركة آبائنا ودعائهم وأنفاسهم العطرة في محيط حياتنا، ورغم أن أمي امرأة أمّية لم تلق حظها من التعليم إلا أنني غالبا ما أنسى هذه الحقيقة عند التعامل معها فأجدني أغرف من نبع حكمتها وسداد رأيها وحزمها الذي اكتسبته مع كل لحظة ألم أو فرح أو قلق على أطفالها وأنا أحدهم ".
ويواصل حديثه " كنت الابن البكر أي الفرحة الأولى لوالدي، إلا أن ارتباطي بوالداتي كان أشد ربما بسبب غياب والدي المتكرر في الغربة أثناء فترة طفولتي وحتى حين عودته، فالأطفال كما بتنا نعلم كآباءهم أكثر قربا من الأم وأكثر اتصالا بها بسبب طبيعة عمل الأب خارج المنزل، وخصوصا عندما لا يفكر الأب بأن يخصص من وقته لحظات لرعاية أبنائه والاهتمام بهم مثل اهتمامه مثلا بعمله أو قضاء أوقات فراغه.
وعن علاقته بأمه قال " أعد علاقتي بأمي علاقة لم ولن أستطيع تخيل نفسي طرفا وحيدا فيها، فمنها استمد قوتي ومنها أغرف من نهر طمأنينتي، وبدعائها أجابه نوائب حاضري وغموض مستقبلي، وكلما أمعنت في علاقة زوجتي كأم لأبنائنا شعرت بالخجل لما مضى في ربيع شبابي من كل تقصير قصرته في حقك يا أمي وكل لحظة لم أنهل فيها من حنانك ورحمتك وقلبك العامر بما لا يجحده سوى العاقون".
واضاف "حياتنا في نهاية الأمر وبدايته مستمدة من أنفاسك، وسعادتنا من ابتسامتك ورضاك، كما أن تعاستنا في تضييع رضاك، ولولا خشيتنا من دموعك لما كانت لحياتنا اليوم قيمة لدينا، وصدق الشاعر حين عبّر فأجاد: "واعترف بأني أعشق عمري لأني أخاف إن مت من دمع أمي".
/ أمهاتنا .. نساء لايتكررن /
أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب الشاعرة والأديبة هدى ابلان اعتبرت يوم الام 21 من مارس يوم تضاء فيه الحياة من تدفق الحب الذي تحمله الأم لأبنائها .
وتقول "نتذكر أمهاتنا اللواتي كن مدرسة في العمق والجوهر ومظاهر التربية ، كيف كنا نتعلم الحياة يوما بعد يوم ، الحياة بمعناها النبيل والصادق ، نتشرب الحنان يوميا من أيدي أمهاتنا ، ومعه كثير من القيم والأخلاق والمبادئ ، نشعر ان العلم هو أقصى درجات الطموح وان المعرفة لا سقف لها ، ما لم نكن نقف أمام التفاصيل الصغيرة المادية والبيولوجية ، كانت أمي مدرسة حقيقية تملؤنا بالمحبة والإيثار والتضحية".
وتضيف "أمهاتنا نساء لا يتكررن ، لا اعرف من أي صلصال عظيم جبلن على هذا العطاء الذي لا ينضب ، والتضحية التي لا تقف".
وتتابع "لا املك في هذه اللحظة التي أمارس فيها أمومتي تجاه أبنائي وأكابد الكثير من اجلهم ، إلا أن أتذكر أمي سيدة التضحيات والحنان ، الأرملة .. الشابة في عمر ال 28 عاما تحتضن بيديها سبعة من الأيتام الذين فقدوا والدهم ،كانت هي الأب وألام، أعطت بلا حدود، كما علمتني وسقتني كثيرا من القيم والمبادئ .
وتردف ابلان "أتذكر والدتي كانت تصحو الفجر وتصلي وتدعوني إلى تقليدها ، كانت تحب الضوء وتكره العتمة في كل شيئ ، في كل مكان وفي البشر وفي القيم ، شجعتني على العلم والمعرفة اللذين لا سقف لهما ، وكانت تعتبرهما الثروة الحقيقية في الحياة ، أمي هذه العظيمة المجبولة من صلصال نادر .. اتكئ اليوم على مبادئها في مواجهة الحياة ، وهي التي شجعتني على الكتابة والشعر تحديدا وكانت تفتخر بي ، وتشعر أنها تكتب معي طالما وان الجهل ليس في الأبجدية وإنما في العقل .. وكان عقلها مضاًء وتنويريا ، لان الفطرة تدعو الإنسان دائما لان يكون مع العقل".
وتختتم "أنا مدينُة لامي بخياراتي الجميلة والحقيقية في الحياة".
وفي قصيدة رثاء جميلة الى روح والدتها رحمها الله رحمة الأبرار في ديوانها "اشتماسات" تقول الشاعرة ابلان :
الأم الدافئة الاتجاه
رفعت قلبها نحو الشمس
أذابت ثلجه القليل
سكبته ساقية نحو الأرض
تسنبلت من حولها الكائنات
فكانت الجنة.
/ أتذكر تشجيعها وتحفيزها /
ويتذكر مدير مركز العلوم والتكنولوجيا بجامعة صنعاء الدكتور محمد الكهالي طفولته مع والدته قائلا "كان لوالدتي الأثر الكبير والعظيم في التشجيع والتحفيز على التعلم والذهاب إلى المدرسة، اتذكر كيف أنها أدت واجبها على أكمل وجه ابتداء من إيقاظي في ساعات الصباح الأولى مرورا بإعداد الفطور وتجهيز ثياب المدرسة وانتهاء بمتابعة الجلساء والأصدقاء وهذا كثيرا ما كان يشغل بالها أثناء خروجي من المنزل وعندما أعود الى البيت تبدأ بمساءلتي مع من تحدثت ولعبت كانت تحذر دائما من رفقاء السوء وكان هذا الشيء يقلقها كثيرا ".
ويضيف " مازالت أسئلتها الكثيرة تدور في رأسي جميعها قلق وخوف علي، والدتي لها بصمات في حياتي لا يمكن محوها".
وحمل التاريخ أسماء أمهات مثاليات كٌثر ، فقد جاء في سيرة حاتم الطائي انه تشرب الكرم من امه "عتبة بنت عفيف " التي كانت المثل الأعلى له في العطاء والسخاء ، لا تدخر شيئا ولا يسألها احد شيئا فتمنعه حتى حجر عليها إخوتها ومنعوها مالها.
اختيار 21 مارس يوم الأم يصادف أول أيام فصل الربيع ليكون رمزا للعطاء والتضحية والمشاعر الجميلة ، ولا داعي للاختلاف فكل أيام السنة للأم وليس يوما واحدا فقط من هذا المنطلق نبَر بأمهاتنا وآبائنا ونحن عليهم ونخفض لهم جناح الذل من الرحمة ونقول ربي ارحمهم كما ربيانا صغارا.
وأخيرا في يوم الأم نقدم دعوة للحب والتقدير لكل الأمهات ودعوة لكل مقصر في حقهن ان يبدأ صفحة جديدة ، وكل عام وجميع الأمهات والآباء على الدرب الصحيح من التربية والتهذيب والدعم الدائم للأبناء .
ذكرى يوم الأم : جاء أول إعلان رسمي للاحتفال بالأمهات في الولايات المتحدة بغرب فرجينيا ولاية اوكلاهوما سنة 1910.
وفي العالم العربي انطلقت هذه الاحتفالية من مصر على يد الأخوين مصطفى وعلي أمين عندما وردت إلى علي امين رسالة من ام تشكو جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها ، وزارت إحدى الأمهات مكتب مصطفى امين تحكي له قصتها وترملها وكيف أوقفت حياتها من اجل أبنائها حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقل كل واحد منهم بحياته ولم يعودوا يفكرون بزيارتها الا في فترات متباعدة .
من هاتين القصتين اقترح مصطفى وعلي أمين تخصيص يوما للأم يكون للتذكير بفضلها في نفوس الأبناء بعد ان سمعا عن تخيصص يوم عالمي للاحتفال بالأم في الغرب فانهالت عليهما الكتابات بالموافقة على تحديد يوما للأم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.