| كتبت رشا فكري | قليلة حروفها عظيمة معانيها، ففيها أصدق المعاني لا يشعر بها إلا من عاشها، هي الأم تختزل التضحية في شخصها وفي داخلها كل المشاعر الصادقة والعواطف السامية، ولا يغيب عنها الكفاح والصبر، ورغم كل تضحياتها فهي تكتفي بسماع كلمة صغيرة من فلذات كبدها لترضيها. فالأمومة من أعظم النعم التي تمتاز بها المرأة عن الرجل، فحضن الأمّ أنعم وسادة لرأس ابنها. ومهما حاولنا أن نقدم لأمهاتنا فيبقى قليلاً جداً مقابل تضحياتهن، وغيابهن الذي لا يمكن تعويضه. وفي عيد الأم التقت «الراي» بعدد من الفنانين والفنانات، فكان السؤال «ماذا تمثل الأم في حياة كل منهم؟» وسألت الفنانات اللاتي عشن مرحلة الأمومة، وماذا يحرص الفنانون على فعله في هذا اليوم، وما هي أشهر المواقف التي يذكرها كل منهم مع والدته في طفولته: الفنانة عبير أحمد قالت: «أحتفل بأمي يومياً، وفي مناسبة عيد الأم أحرص على الاحتفال كسائر الناس، ومهما كبرنا فلاتزال أمي ترانا أطفالاً صغاراً تمنحنا الحب والحنان بلا حدود، وكلمة أم تحمل أصدق المعاني لا يفهمها إلا من عاشها، وهذا ما حدث معي، فلم أدرك مدى معاناتها وتعبها إلا بعد أن رزقت بأولادي، فأمي أثرت كثيراً في حياتي ودائماً كانت مصدر دعمي وتشجيعي، ومنها تعلمت الخوف والقلق على أولادي ورعايتهم بكل حب وحنان». وأضافت أحمد: «أما عن الهدايا التي أقدمها لأمي في عيدها فهي متنوعة ومختلفة ومهما كان ثمنها فإنها لا ترتقي إلى جزء صغير مما تستحقه، وأرى أنه من واجبنا انتهاز هذا اليوم لإهدائها أحلى هدية، ولذلك وكعادتنا أذهب أنا وأولادي لنشتري لها هدية ثم يقدمونها لها، وعن نفسي ففي عيد الأم أتلقى هديتين الأولى من أولادي والأخرى من خادمتي التي تحرص دائماً على أن تقدم لي هدية حتى ولو كانت وردة فهي تسعدني كثيراً». أما الفنان شهاب جوهر، فأكد أن «الأم من دون شك هي مثال التضحية، وهي سر توفيقي ونجاحي في الحياة ومصدر دعمي، والشخص الوحيد الذي أشعر معه بالأمان وهي من تجعل لمصالحنا الأولوية على أي شيء آخر حتى على نفسها». وأضاف جوهر: «رغم أنني افتقدت أمي منذ سنوات، إلا أنني أجد ثمرة دعائها المستمر لي في حياتها لذلك أنا دائماً في خير، وعلى سبيل المثال كنت دائماً رافضاً لفكرة الزواج إلى أن جاء الوقت وحاولت أمي إقناعي بالزواج لتكوين أسرة حتى أنها اختارت لي العروس وأتممت الزواج وأنا بسن صغيرة، وبالفعل وبعد مرور سنوات أدركت أنها محقة وأحسنت الاختيار في شريكة حياتي، وحينها تذكرت دعاء ورضا أمي علي». وعن الموقف الذي يتذكره في عيد الأم، أجاب: «كنت أحرص خلال طفولتي على شراء هدية لأمي، وذات مرة أحضرت لها هدية بمناسبة ثم ذهبت إلى غرفتي وخبأتها، ثم أحضرت حبات البصل وغلفتها وقدمتها لها وعندما فتحت أمي الهدية ضحكت من قلبها فسألتها (هل أعجبتك الهدية؟) فقالت لي (أي شيء منك حلو)». وتابع جوهر: «أما الآن فأذهب أنا وأولادي لشراء هدية قيمة لزوجتي، وأحرص أيضاً على شراء هدية لشقيقتي الكبرى لأنها أصبحت بمقام أمي بعد وفاة والدتي». ومن جهتها قالت الفنانة يلدا: «تحرص أمي على تقديم الهدايا لي باستمرار طوال العام، لذلك أحرص على انتهاز تلك الفرصة والاحتفال بعيد الأم لتقديم أحلى هدية لها، وذلك بالاتفاق مع أخواتي، نبدأ بتوزيع المهام وتنظيم هذا اليوم ليكون مميزاً ويحمل مفاجأة لأمي». وأضافت يلدا: «أول هدية قدمتها لأمي كانت مختلفة، فعندما كنت في المرحلة الابتدائية بالمدرسة طلبت مني معلمتي أن أكتب موضوعاً عن أكثر شيء نحبه، فجلست وكتبت شعراً عن أمي وما تقدمه لنا، فحينما نظرت المدرسة بالورقة أصابتها حالة من الدهشة واحتفظت بالورق إلى أن جاءت أمي لتصطحبني من المدرسة، فسمعت معلمتي وهي تطلعها على ما قمت بكتابته وقالت لها «انظري مدى حب ابنتك لكِ»، فبدت السعادة على أمي وحضنتني». وتابعت: «أمي قدمت لي الكثير خصوصاً أنها مثقفة ومتفهمة لجيلنا الحالي، فهي صديقتي المقربة وهذا ما يختصر طرق المناقشة والتفاهم بيننا، لذلك أمي هي أهم شيء في حياتي». بدورها، ترى الفنانة غدير صفر أن «من الصعب التحدث عن تضحيات الأم، لأنها فوق مستوى الكلام ومهما تكلمتُ فلن أوفيها حقها، الأم بطبعها صبورة تتحمل المتاعب لسنوات طويلة، وهذا ما تعلمته من أمي، كنت دائماً أحرص على الاحتفال في عيد الأم و لكن بعد أن أنجبت وأصبحت أماً أدركت معنى الأمومة بمفهومها الحقيقي لذلك مهما احتفلنا بها وقدمنا لها من هدايا فلا تعادل شيئاً مما أعطتنا إياه، فكل أم تستحق التقدير وأسمى معاني الامتنان والحب لما أعطته لنا ومازالت تعطيه لأولادنا». وقالت صفر: «كل منا على دراية بالهدايا التي يمكن أن يقدمها الابن لوالدته وكيفية إسعادها لذلك أحرص على إهداء أمي في هذا اليوم أكثر شيء تحبه وتعشقه وهو «المشغولات الذهبية»، لا أنسى والدي في هذا اليوم فلابد أن أهدي والدي أيضاً، ولا أنكر بأن له أثراً كثيراً في حياتي وكما يقولون «البنت حبيبة أبوها». أما عن الهدايا التي تتلقاها صفر فقالت: «أتلقى هديتين، الأولى من أولادي والأخرى من أختي فاطمة فهي صديقتي، وكلما ظهرنا في مكان يظنها الناس بأنها توأمي». من جهته، أكد الفنان محمد الصيرفي أن «الأم لا تنتظر من أبنائها الهدايا في هذا اليوم بل تكتفي بسماع كلمة جميلة منهم لترضيها، لذلك من واجبنا أن نرضي أمهاتنا ونقدم لهم الرعاية والاهتمام بكل لحظة مهما أخذتنا الحياة وزادت مسؤولياتنا، وأنا أحرص على شراء أكثر من هدية في عيد الأم وأولها هدية لوالدتي ثم لخطيبتي ولوالدتها، وهناك أكثر من شخصية غالية في حياتي وهن في مكانة والدتي وأحرص على تهنئتهن بهذا اليوم». وأضاف الصيرفي: «حين كنت صغيراً سألت أمي عن الهدية التي تريد أن أحضرها لها، فأجابت «أريد لبن العصفور» وبالفعل ذهبت أبحث عن لبن العصفور إلى أن وجدت علبة في أحد المتاجر مرسوم عليها عصفور فاشتريتها وقدمتها لها وأنا بحالة من السعادة والإنجاز، فإذا بأمي تنظر لي والابتسامة على وجهها، فقلت لها «أحضرت لك لبن العصفور هل أعجبك؟» فاستمرت بالضحك وعيونها مليئة بالدموع وقالت «الله يخليك لي». واعتبرت الفنانة مي البلوشي أن «الأم أغلى إنسانة في الحياة فعندما تكون راضية على أولادها فإن الأبواب المغلقة تتفتح أمامهم، هي قيمة كبيرة لا يشعر بها إلا من عاشها لذلك أحرص أنا وإخواتي هند ومرام على ترتيب هذا اليوم و كيفية الاحتفال بأمي وشراء الهدايا الجميلة لمفاجأتها». وأضافت أنه «قبل الاحتفال بعيد الأم بأيام فإن بناتي يصطحبنني إلى السوق ليستعينوا برأيي في بعض الأشياء كالأحذية والحقائب والإكسسوارات، فأتفاجأ أنها هدايا لي في عيد الأم وانني أنا اخترتها فتسعدني كثيراً، بالإضافة إلى بعض الهدايا التي تقدمها لي صديقات بناتي». الفنان حسن البلام لخّص كل مشاعره بجملة: «بوسة على رأس كل أم في الدنيا ومن بينهم أمي الغالية... أتمنى أن يحفظ الله والدتي وأن ينعم عليها بدوام الصحة، ولا يحرمنا من دعواتك يأ أحن أم في الدنيا».