باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا قالوا عن دور الأم في سنوات حياتهم؟!
نشر في الجمهورية يوم 21 - 03 - 2010

الأم أبجدية الحب والحنان ، تعطي أقصى جهدها لتأمين السعادة لأبنائها، إنها مدرسة كاملة ، مهما قدمنا واحتفلنا ، فلن نوفيها قدرها وحقها وآلامها ، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم كتابه العزيز “ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك إليّ المصير” .إدارة المرأة والطفل بوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التقت مع شخصيات لها مكانتها في المجتمع ، تحدثوا عن دور الأم في مشوار حياتهم ، وماذا تركت أمهاتهم من بصمات في تربيتهم وتهذيبهم وتوجيههم وتشجيعهم ليكونوا ما هم عليه اليوم في مواقع عملهم .
أمي أطال الله في عمرها
أنت يا أمي من علمتني العطاء
البداية مع مستشارة النشاطات المجتمعية في مشروع الخدمات الأساسية للصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جميلة غالب الشرعي في أول حديثها تهدي والدتها أجمل باقة ورد وتقول “أهديك يا أمي أجمل باقة ورد في عيدك ، فأنت يا أمي أغلى إنسانة في حياتي .. أنت يا أمي من علمني حب الخير للناس وحب هذا الوطن الغالي.. أنت يا أمي من علمني خلق الإيثار والتضحية والخير.. وتقول عن أمها “ تلقت أمي في صغرها التعليم البسيط المتاح في فترة ما قبل الثورة وأيام العهد البائد ، فقد تعلمت القراءة والكتابة والقرآن الكريم ما أتاح لها الفرصة للاطلاع على الكتب بكل أنواعها وحتى يومنا هذا ، إذ تعتبره صديقها الدائم وخصوصا كتاب الله سبحانه وتعالى” وتضيف “ امي مواظبة على قراءته ليلاً ونهاراً ، ونتيجة لهذا العلم والوعي شجعتنا هي ووالدي رحمه الله على أن نكمل تعليمنا أنا وإخوتي جميعاً والحصول على أعلى الدرجات العلمية إذ لم يكن هناك في أسرتي فرق بين الولد والبنت فالكل سواسية في الحصول على فرص التعلم.. وتستطرد قائلة “كان لأمي الدور الكبير في تهيئة الجو المناسب للمذاكرة والتشجيع على مواصلة الدراسة واختيار كل منا المجال الذي يرغب به.
التحلي بالأخلاق الحميدة
أما فيما يتعلق بالجانب الإنساني لوالدتها، تقول جميلة الشرعي “ أمي إنسانة حنونة للغاية فهي تعطف على الصغير وتحترم الكبير وتساعد الفقراء والمحتاجين دائما بقدر ما تستطيع..
وتضيف “تعلمت من أمي هذه الخصلة الطيبة مساعدة من أستطيع مساعدته وألا أبخل على من يحتاج إليها وأن أكون كريمة أكثر ما أكون في شهر رمضان مثلما رأيت أمي ، فهي تحرص على أداء الزكاة ومساعدة القريب والجار والصديق”.. وتابعت “تعلمت من أمي التحلي بالأخلاق والمبادىء الإسلامية فقد علمتني أنا وإخوتي المواظبة على الصلاة والالتزام بالأخلاق الحميدة، وما أتذكره وأنا صغيرة حرصها على مرافقتي لها إلى الجامع لحضور صلاة الجمعة.. أمي علمتني أنا وإخوتي حب الوطن والولاء له بشكل كبير على الرغم من أننا أقمنا في جمهورية مصر العربية فترة طويلة إلا أننا لم ننس اليمن لحظة واحدة ، كنا دائما نستمع إلى الأناشيد الوطنية كما كنا نزور اليمن سنوياً”.. وتتذكر الشرعي “عندما كنت في المدرسة في مصر كان يتم ترديد النشيد الوطني المصري في طابور الصباح بينما أقوم أنا بترديد النشيد الوطني اليمني، وطوال فترة إقامتنا في القاهرة لم تتغير لهجتنا اليمنية وعندما عدنا إلى بلادنا لم يكن أحد يصدق بأننا أقمنا خارج الوطن لفترة طويلة ، أتذكر هذه الأغاني الوطنية بن اليمن يا درر ، اليمن بلادنا وعزها عز لنا.
الاعتماد على النفس
وتضيف “ لقد شجعتني أمي على الاعتماد على نفسي في كل شيء ، فهي من شجعني على اختيار المجال الذي أحبه للدراسة، وهي من شجعني على العمل ، وأتذكر عندما اشتريت سيارة لأول مرة ساعدتني في المساهمة بالقسط الأكبر ما جعلني قادرة على أن أدفع بقية الأقساط من مرتبي على مدار السنة، فهي هكذا .. تساعدنا ولكن أيضا تتيح لنا الفرصة للاعتماد على النفس”.
للأم دور كبير في الحياة
وفي مواقف لا تنساها مع والدتها قالت مستشارة النشاطات المجتمعية في مشروع الخدمات الأساسية للصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “ لا يمكن أن أنسى دور أمي الكبير في مساعدتي في حياتي العملية إذ كان لها الفضل الكبير في نجاحي واستمراري في عملي الذي كان يتطلب مني السفر والتنقل بين المحافظات ، كان أطفالي في تلك المرحلة صغارا جداً وكانت أمي ترافقني وترعاهم إلى أن أنتهي من عملي وأيضا كان لها الفضل الكبير في إتاحة الفرصة لي للمشاركة في المؤتمرات واللقاءات والدورات التدريبية خارج الوطن حيث كنت أذهب وأترك أطفالي مع أمي للاعتناء بهم ما أتاح لي تعلم خبرات وتجارب كثيرة في مجال عملي”.
وتخلص الى القول “أنا أسعد دائما بدعائها ورضاها عني ، فهي الخير والبركة التي تضيء حياتي، أطال الله جل في علاه عمرها وأدعوه سبحانه وتعالى أن يجازي أمي حقها ، فمهما عملت فلن أستطيع أن أوفيها حقها، وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف “الجنة تحت أقدام الأمهات”، وكما بدأت بإهدائها باقة ورد، أنهت حديثها بإهداء والدتها أجمل قبلة وباقة ورد في يوم احتفالها .
أمي أكبر من الثناء واكبر من الهدايا
أما رئيس لجنة الثقافة والإعلام بنقابة الصحفيين اليمنيين عبدالله الصعفاني فيقول” من منا لم تحدد أمه مسار حياته.. في مناسبة يوم الأم ليس أقل من الدعوة لأن يكون العام كله عيدا للأمهات.. ويتساءل هل عيد الأم موعد للثناء عليها في عيدها السنوي ؟!.. وهل هو مجرد هدية ..؟! “ ويجيب “إنه أكبر من الثناء وأكبر من الهدايا وأكبر من ارتمائه تحت أقدامها”.. وبالاقتراب من والدته أكثر يضيف “ يمكن أن أتذكر أمي منذ صغري.. خوفها علي وعلى إخوتي منذ كنا في مسقط الرأس حتى صار لنا أولاد وبنات .. هل أذكر خوفها المستمر ، تهذيبها ، حكاياتها التي أذكت عندي الخيال، تشجيعها لي وأنا أقرأ شعرا للبردوني أو أحاكي عبد الله شمسان مقلدا له في قراءة نشرة الأخبار”.. ويصف أمه بالقول “يااااه .. كم أنت عظيمة يا أمي وأنت تعينينني على فتح عيني على حقائق الحياة تعلمينني كيف أختار أقراني ، وكيف أتسامح عند الخلاف على لعبة قديمة من تلك التي نلعبها في الريف”.. ويتساءل “هل أتحدث عن صحيح الود أم عن صافي الحب أو شفافية القلق أم الإشراف على توجيه أبي حفظه الله ورعاه بأن أتعلم حب الله وحب الناس والتسامح مع الآخرين دونما استخدام أي من تلك السلطات التي تعيق قدرات الصغير .. ويتابع الصعفاني “ يكفي أن أمي شاركت أبي قرار رفض فكرة أن أكون ضمن صغار القرية الذين هاجروا إلى شمال الطفرة النفطية ولسان حالها يقول: ابني ضعيف البنية ويجب أن يكمل تعليمه في الحديدة ما دامت مدرسة القرية تكتفي من التعليم بالصف الرابع الابتدائي”.. ويختم بالقول لأمي الحبيبة ولأبي كل الحب.. وأطال الله عمريكما ومتعكما بالصحة والعافية.
أمي علمتني الثبات ومواجهة الصعاب
مدير عام البيوت التقليدية بالهيئة العامة للمدن التاريخية امة الرزاق جحاف ارتبطت في حياتها بوالدتين هما جدتها ووالدتها، هاتان الشخصيتان كان لهما الأثر الكبير في تشكيل حياة امة الرزاق التي تقول “تعلمت من جدتي مبادىء الحروف الأولى، تعلمت المسؤولية وكيف أقف بثبات في مواجهة الصعاب، كما تعلمت من والدتي الصبر والكفاح والسعي الدؤوب لتحقيق الأهداف.. وتشعر امة الرزاق بأنها محظوظة بأمها وجدتها، تعلمت منهما من هو محمد محمود الزبيري ومن هو اللقية وعلي عبدالمغني وعددا من الأسماء التي تعني الوطنية والكفاح والنضال لأن الجيل السابق جيل مرتبط بأحداث الثورة وقوى الاستعمار والملكية البغيظة. وتقول “ارتباطي بهاتين الشخصيتين ونشأتي في كنف رعايتهما واحتضانهما لي ترك بصماته القوية في مراحل حياتي فجدتي كانت متعلمة وكانت الخطوة الأولى بالنسبة لي في ميولي الأدبية فقد كانت حكاياتها تغرس في نفسي معاني كثيرة وتبلورت لدي مفاهيم الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين ونصرة المظلوم وكثير من المعاني الإنسانية”.
وتضيف “ كانت جدتي تعرف القراءة وطورت نفسها بالكتابة وكان خطها جميلا رغم المشكلات التي تعرضت لها آنذاك لكن العائلة استفادت منها استفادة كبيره في كتابة الأحكام والبصائر لجمال خطها وصواب رأيها.
الأم .. وطن
وترى جحاف ان الأم وطن ومنه نتعلم الانتماء فالطفل حين يشعر بانتمائه الكبير لأمه يتطور بانتمائه للوطن والأم هي المنبع الأساسي لما سيكون عليه هذا الطفل فإن كان بذرة صالحة فسيكون صالحا لوطنه .. وتشير إلى الدعوات المناهضة لتقليد الغرب في الاحتفال بهذا اليوم بالقول “انها مناسبة جميلة ان نحيط هذه الانسانة بلفتة كريمة تشعرها بعظمة ما تقدمه في حياتنا، طاعتها واجبة طوال العام ولكن لا مانع من ادخال البهجة إلى نفوس الأمهات باحتفاء عائلي نجد بعده فرحة وإحساسا بالعرفان والتضحية، وبما انني ام لثلاثة أبناء فتجاهل أبنائي لهذا اليوم “بصراحة سيكون فيه زعل”.
أخاف إن مت من دمع أمي
من جانبه قال الخبير والمدرب الإعلامي نشوان السميري ، “كلما تقدمت في العمر يزداد إيماني ويقيني بأننا نعيش ببركة آبائنا ودعائهم وأنفاسهم العطرة في محيط حياتنا، ورغم أن أمي امرأة أمّية لم تلق حظها من التعليم إلا أنني غالبا ما أنسى هذه الحقيقة عند التعامل معها فأجدني أغرف من نبع حكمتها وسداد رأيها وحزمها الذي اكتسبته مع كل لحظة ألم أو فرح أو قلق على أطفالها وأنا أحدهم “.
ويواصل حديثه “ كنت الابن البكر أي الفرحة الأولى لوالدي، إلا أن ارتباطي بوالدتي كان أشد ربما بسبب غياب والدي المتكرر في الغربة أثناء فترة طفولتي وحتى حين عودته، فالأطفال كما بتنا نعلم كآبائهم أكثر قربا من الأم وأكثر اتصالا بها بسبب طبيعة عمل الأب خارج المنزل، وخصوصا عندما لا يفكر الأب بأن يخصص من وقته لحظات لرعاية أبنائه والاهتمام بهم مثل اهتمامه مثلا بعمله أو قضاء أوقات فراغه.. وعن علاقته بأمه قال “ أعد علاقتي بأمي علاقة لم ولن أستطيع تخيل نفسي طرفا وحيدا فيها، فمنها استمد قوتي ومنها أغرف من نهر طمأنينتي، وبدعائها أجابه نوائب حاضري وغموض مستقبلي، وكلما أمعنت في علاقة زوجتي كأم لأبنائنا شعرت بالخجل لما مضى في ربيع شبابي من كل تقصير قصرته في حقك يا أمي وكل لحظة لم أنهل فيها من حنانك ورحمتك وقلبك العامر بما لا يجحده سوى العاقين”. واضاف “حياتنا في نهاية الأمر وبدايته مستمدة من أنفاسك، وسعادتنا من ابتسامتك ورضاك، كما أن تعاستنا في تضييع رضاك، ولولا خشيتنا من دموعك لما كانت لحياتنا اليوم قيمة لدينا، وصدق الشاعر حين عبّر فأجاد: “واعترف بأني أعشق عمري لأني أخاف إن مت من دمع أمي”.
أمهاتنا .. نساء لايتكررن
أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب الشاعرة والأديبة هدى ابلان اعتبرت يوم الأم 21 من مارس يوم تضاء فيه الحياة من تدفق الحب الذي تحمله الأم لأبنائها .
وتقول “نتذكر أمهاتنا اللواتي كن مدرسة في العمق والجوهر ومظاهر التربية ، كيف كنا نتعلم الحياة يوما بعد يوم ، الحياة بمعناها النبيل والصادق ، نتشرب الحنان يوميا من أيدي أمهاتنا ، ومعه كثير من القيم والأخلاق والمبادئ ، نشعر ان العلم هو أقصى درجات الطموح وان المعرفة لا سقف لها ، ما لم نكن نقف أمام التفاصيل الصغيرة المادية والبيولوجية ، كانت أمي مدرسة حقيقية تملؤنا بالمحبة والإيثار والتضحية”.. وتردف “أمهاتنا نساء لا يتكررن ، لا اعرف من أي صلصال عظيم جبلن على هذا العطاء الذي لا ينضب ، والتضحية التي لا تقف”.
وتستطرد “لا املك في هذه اللحظة التي أمارس فيها أمومتي تجاه أبنائي وأكابد الكثير من اجلهم ، إلا أن أتذكر أمي سيدة التضحيات والحنان ، الأرملة .. الشابة في عمر ال 28 عاما تحتضن بيديها سبعة من الأيتام الذين فقدوا والدهم ،كانت هي الأب وألام، أعطت بلا حدود، كما علمتني وسقتني كثيرا من القيم والمبادئ .. وتضيف ابلان “أتذكر والدتي كانت تصحو الفجر وتصلي وتدعوني إلى تقليدها ، كانت تحب الضوء وتكره العتمة في كل شيئ ، في كل مكان وفي البشر وفي القيم ، شجعتني على العلم والمعرفة اللذين لا سقف لهما ، وكانت تعتبرهما الثروة الحقيقية في الحياة ، أمي هذه العظيمة المجبولة من صلصال نادر .. اتكئ اليوم على مبادئها في مواجهة الحياة ، وهي التي شجعتني على الكتابة والشعر تحديدا وكانت تفتخر بي ، وتشعر أنها تكتب معي طالما وان الجهل ليس في الأبجدية وإنما في العقل .. وكان عقلها مضاًء وتنويريا ، لان الفطرة تدعو الإنسان دائما لان يكون مع العقل”.
وتختتم “أنا مدينة لأمي بخياراتي الجميلة والحقيقية في الحياة”. وفي قصيدة رثاء جميلة الى روح والدتها رحمها الله رحمة الأبرار في ديوانها “اشتماسات” تقول الشاعرة ابلان : الأم الدافئة الاتجاه رفعت قلبها نحو الشمس أذابت ثلجه القليل سكبته ساقية نحو الأرض تسنبلت من حولها الكائنات فكانت الجنة.
أتذكر تشجيعها وتحفيزها
ويتذكر مدير مركز العلوم والتكنولوجيا بجامعة صنعاء الدكتور محمد الكهالي طفولته مع والدته قائلا “كان لوالدتي الأثر الكبير والعظيم في التشجيع والتحفيز على التعلم والذهاب إلى المدرسة، اتذكر كيف أنها أدت واجبها على أكمل وجه ابتداء من إيقاظي في ساعات الصباح الأولى مرورا بإعداد الفطور وتجهيز ثياب المدرسة وانتهاء بمتابعة الجلساء والأصدقاء وهذا كثيرا ما كان يشغل بالها أثناء خروجي من المنزل وعندما أعود الى البيت تبدأ بمساءلتي مع من تحدثت ولعبت كانت تحذر دائما من رفقاء السوء وكان هذا الشيء يقلقها كثيرا “.
ويضيف “ مازالت أسئلتها الكثيرة تدور في رأسي جميعها قلق وخوف علي، والدتي لها بصمات في حياتي لا يمكن محوها”.. وحمل التاريخ أسماء أمهات مثاليات كثر ، فقد جاء في سيرة حاتم الطائي انه تشرب الكرم من امه “عتبة بنت عفيف “ التي كانت المثل الأعلى له في العطاء والسخاء ، لا تدخر شيئا ولا يسألها احد شيئا فتمنعه حتى حجر عليها إخوتها ومنعوها مالها.. اختيار 21 مارس يوم الأم يصادف أول أيام فصل الربيع ليكون رمزا للعطاء والتضحية والمشاعر الجميلة ، ولا داعي للاختلاف فكل أيام السنة للأم وليس يوما واحدا فقط من هذا المنطلق نبَر بأمهاتنا وآبائنا ونحن عليهم ونخفض لهم جناح الذل من الرحمة ونقول ربي ارحمهما كما ربيانا صغارا.. وأخيرا في يوم الأم نقدم دعوة للحب والتقدير لكل الأمهات ودعوة لكل مقصر في حقهن ان يبدأ صفحة جديدة ، وكل عام وجميع الأمهات والآباء على الدرب الصحيح من التربية والتهذيب والدعم الدائم للأبناء .. ذكرى يوم الأم : جاء أول إعلان رسمي للاحتفال بالأمهات في الولايات المتحدة بغرب فرجينيا ولاية اوكلاهوما سنة 1910. وفي العالم العربي انطلقت هذه الاحتفالية من مصر على يد الأخوين مصطفى وعلي أمين عندما وردت إلى علي امين رسالة من ام تشكو جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها ، وزارت إحدى الأمهات مكتب مصطفى امين تحكي له قصتها وترملها وكيف أوقفت حياتها من اجل أبنائها حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقل كل واحد منهم بحياته ولم يعودوا يفكرون بزيارتها الا في فترات متباعدة . من هاتين القصتين اقترح مصطفى وعلي أمين تخصيص يوم للأم يكون للتذكير بفضلها في نفوس الأبناء بعد ان سمعا عن تخصيص يوم عالمي للاحتفال بالأم في الغرب فانهالت عليهما الكتابات بالموافقة على تحديد يوم للأم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.