بعد أقل من عام على تعرضها لمحاولة قتل كادت تودي بحياتها، وقفت الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي في عيد ميلادها ال16 أمام الأممالمتحدة في نيويورك الجمعة وألقت كلمة أكدت فيها أن الجهود الرامية لإسكاتها فشلت. وقالت ملالا، التي أصيبت بجروح بليغة على مستوى الرأس في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي عندما أطلق عناصر في طالبان النار عليها بسبب نشاطها في مجال حقوق الفتيات، "لقد ظنوا أن الرصاص سيؤدي إلى إسكاتنا، لكنهم مخطئون". وتابعت الناشطة الصغيرة أمام ممثلين عن الشباب من جميع أنحاء العالم تجمعوا في مقر المنظمة الدولية في يوم أطلق عليه اسم "يوم ملالا" تكريما لها، "في التاسع من أكتوبر 2012، أطلقت حركة طالبان النار على الجانب الأيسر من جبيني. كما أطلقوا النار على أصدقائي. اعتقدوا أن الرصاص سيسكتنا، ولكنهم فشلوا. فمن الصمت خرجت آلاف الأصوات". وأضافت وسط تصفيق الحاضرين الذين وقفوا تحية لفتاة وادي سوات المصممة على الاستمرار في مشوارها "اعتقد الإرهابيون أنهم سيغيرون أهدافي ويوقفون طموحاتي، ولكن لا شيء تغير في حياتي ما عدا التالي: فقد اختفى الضعف، والخوف واليأس، وولدت القوة، والسلطة، والشجاعة". وذكرت إذاعة الأممالمتحدة أن ملالا التي كانت ترتدي الزي الباكستاني بلون وردي، اضطرت إلى "الوقوف على عتبة لتصل إلى مستوى الميكروفون" لكن صوتها ورسالتها تصلان إلى مختلف أنحاء العالم. ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة تقديم سبقت كلمة ملالا أشاد فيها بالفتاة الباكستانية وبرسالة الأمل والكرامة والفرصة التي تبعثها. وقال "يشرفنا أن تتولى فتاة شابة فخورة وشجاعة، وتتمتع بالإنسانية والمرونة قيادة هذه المسؤولية. عادة ما يشغل المقعد الرئيسي على هذا المنبر رئيس الجمعية العامة أو أشغله أنا بحسب الموضوع، ولكن اليوم قد يكون من الطبيعي أن تكون ملالا في المقدمة والوسط". وأضاف الأمين العام إن ملالا من خلال مشاركتها في اليوم المخصص لها، تقول لكل الفتيات في مختلف أنحاء العالم إنهن لسن بمفردهن، مشيرا إلى التقدم الكبير الذي تم تحقيقه في مجال التعليم بمساعدة منظمتي الأممالمتحدة للطفولة، واليونسكو. لكن بان قال إنه ما زال هناك الكثير للقيام به، موضحا أن 57 مليون طفل معظمهم من الفتيات ويعيش نصفهم في دول متضررة من الصراعات، مازالوا خارج المدارس. في السياق ذاته، أشاد المبعوث الخاص للأمين العام للتعليم العالمي ورئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون في كلمة تقديم ملالا ووصفها بأنها "الفتاة الأكثر جرأة في العالم". وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت يوم 12 يوليو/تموز"سوم ملالا" من أجل تسليط الضوء على التحديات التي تواجه التعليم في العالم خاصة تعليم الفتيات. ونقلت إذاعة الأممالمتحدة عن مبعوث الأمين العام المعني بالشباب أحمد الهنداوي قوله إن المناسبة هي احتفال يجمع شبابا من أكثر من ثمانين بلدا في مقر المنظمة. وأضاف أنه في هذا اليوم تأخذ الوفود الدبلوماسية المقاعد الخلفية فيما يتقدم الشباب في المقاعد الأولى للخروج ببيان أو وثيقة تمثل إعلان الشباب حول التعليم تسلم إليه لمواصلة التعاون من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية التي تضع التعليم في قلب هذه الأهداف، كما قال. وبحسب التقرير السنوي الذي اعده بان كي مون حول الاطفال والنزاعات فان 115 مدرسة تعرضت لهجمات السنة الماضية في مالي و321 في الاراضي الفلسطينية المحتلة و167 في افغانستان و165 في اليمن. وتسعى ملالا لمساعدة أكثر من 77مليون طفل حول العالم للإلتحاق بالتعليم منهم 2مليون طفل يمني . هذا وحسب مراقبين فإن المستقبل في اليمن ينذر بخطر كبير مع تنامي أعداد الأطفال الذين لم يتمكنوا من الإلتحاق بالمدارس وهو ما سيؤدي الى تفشي ظاهرة الأمية في الأجيال القادمة .