اكتشف باحثون في مؤسسة «ماكس بلنك»، للأبحاث الأنثروبولوجية التطورية في ألمانيا، أن قرود البامبو تعمر بصورة أكبر من الشمبانزي، ذلك أنها تحتفظ بمستوى عال من الهرمونات التي تفرزها غدتها الدرقية خلال فترة شبابها، بينما لا تحتفظ أجسام الشمبانزي أو الإنسان بالمستويات المركزة نفسها من هرمونات الغدة الدرقية لفترات طويلة. ويشير الخبراء إلى أن تأخر انحدار مستويات هرمون الغدة الدرقية في أجسام قرود البامبو تعد مؤشراً على التغيرات التي تحدث لسلوكها، كما أنه يفسر التطور البطيء لقدراتها العقلية. وذكرت مجلة «سينس ديلي»، في تقرير لها نشرته حول هذا الموضوع، أخيراً، أن هرموني «تي-3» و«تي-4»، يؤثران في مراحل التطور المختلفة لدى الإنسان والحيوان. فهما المسؤولان عن نمو الدماغ والجسد ونضجهما في مراحل البلوغ. وعلى الرغم من الدور الرئيسي الذي تلعبه هرمونات الغدة الدرقية في تطور الفقاريات، إلا أن المعروف عنها وعن تأثيرها في نمو قرود الشمبانزي والبامبو قليل جداً مقارنة بأهميتها. سلوك نوعي وبالنظر إلى قلة الاختلافات الملاحظة في سلوك نوعي القرود هذه في مراحل حياتها الأولى، إلا أنها تتعاظم بشكل كبير في مرحلة البلوغ. فذكور البامبو أقل عدوانية من الشمبانزي، كما أن ذكورها ترتبط بالإناث لفترات أطول، ويتلقون الدعم من الأمهات حتى مراحل متأخرة من حياتها. بينما تتألف الشبكة الاجتماعية لقرود الشمبانزي في جلها من الذكور الذين تطغى عليهم الاستراتيجية العدوانية التي تهدف إلى الحفاظ على جماعتهم مترابطة ضد الجماعات الأخرى. وكان العلماء قد أجروا دراسات مكثفة على هرمونات الغدة الدرقية لنحو 200 قرود تتراوح أعمارهم بين عام و60 عاماً، وقارنوها بهرمونات الغدة الدرقية عند الإنسان، مشيرين إلى وجود تشابه كبير بين طبيعة الهرمون عند الإنسان وقرد الشمبانزي. ويأمل العلماء من خلال هذه الدراسات المقارنة، التوصل إلى فهم أعمق لطبيعة تطور السلوك الإنساني بفعل الهرمونات.