بقلم : بشرى المنذر قال تعالى : ( إن سعيكم لشتى ) .. ومن يسعى اليوم للخلاص من الأزمة اليمنية المركبة كمن يطلب مستحيلاً ليس لأن الحل مستحيل ولكن لأن إرادة الحل ليس لها من أثر لدى السلطة بالمقام الأول ولدى المعارضة كما يحضر العلماء ووعاظ السلطان كلما عنّ في رأس الحاكم أن (يُمرجعهم ) بدل أن يكونوا مرجعية للأمة به وبدونه ، واستأنس جميعهم بفريق جديد أو متجدد يسمي نفسه ( أصدقاء اليمن ) . ألا يعلم هؤلاء الأصدقاء بأن الصديق الحق من صدقك لا من صدّقك .. فكم بحت حناجر من تواصوا بالخير لإسماع صوتهم وإيضاح الأمور لجلاء الحقيقة فيما يخص أزمة اليمن .. ولكن وهم الذين صدقوا هل تم تصديقهم ؟.. ألم تكن تحذيرات الكثير من الحريصين على وحدة اليمن واستقراره وأمنه وبالتالي أمن المنطقة برمتها حقيقية في وقت مبكر .. ألم تتجاهل تلك التحذيرات ووصلت الأمور إلى فوهة البركان هذه التي تنذر بصوملة شبة محققة لم يتورع رئيس البلاد نفسه من التلويح بها في معرض ترويعه لخصومه و أصدقائه على السواء. قال تعالى ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون ) .. أيصح أن يتعرض أبناء الوطن – وبخاصة في الجنوب- الواقع تحت الضم والإلحاق والمصادرة منذ 94م فوق خطوبهم العظيمة ومآسيهم التليدة وكوارثهم المتوالية للقتل والإبادة تحت مسمى الحرب على القاعدة فقط لتكون طاولة اجتماع أصدقاء اليمن ساخنة أمنياً وأن تبرد سياسياً كما يريد الحاكم في صنعاء؟! . أولم تكن هذه المناطق الجنوبية شيوعية لا تفتأ تهدد الجيران بالمد الماركسي والزندقة وصيرة بيرة ... مابالها تحولت إلى ثكنات للإسلامويين والمتطرفين ؟! .. دعوا الرهان مفتوحاً على شكل تساؤل افتراضي هل تحارب السلطة احداً اليوم في تعز والبيضاء وإب وذمار تحت مسمى القاعدة .. ولكن هل ستبقى الأمور على هذه الحال لو خرج حراكاً سلمياً في تلك المناطق الوسطى لرفض الظلم كما حصل في الجنوب ؟ إنه مجرد تساؤل إفتراضي ؟!!. وسنضيف سؤالاً آخراً مادامنا في المنطقة الوسطى ألا يعد مايقوم به شيخ الجعاشن من تشريد وقتل للناس إرهاباً أم أن إرهابه يحتاج إلى تقرير رئاسي أو بيان قاعدي ؟!. أليس قتل الناس بغير حق هو الإرهاب الذي تتحدثون عنه أم أنه شيء آخر تماماً ؟!. هل وصل أصدقاء اليمن و أعداؤه إلى نتيجة نهائية حول السؤال التالي : من يحقق الأمن الحقيقي ؟ الحفاظ على حكم يترنح أم شعب يتصرمح ..وإلى متى يمكن للأول خنق الثاني دون أن تنفجر القنبلة المدوية التي تصل شظاياها إلى أبعد مدى .؟! ولماذا يسعى بعضهم إلى خرق اتفاقات السلام عمداً وعدواناً .. أليس ما يحصل من خروقات في حوث وسفيان مؤشرات لرغبة كامنة لدى هؤلاء البعض لاندلاع حرب سابعة وهل اليمن يحتمل دورات عنف جديدة ؟! .. أليس هذا العنف والانفلات الأمني والاقتصادي والأخلاقي بحاجة ماسة إلى تغيير شامل عبر دعم هذه العملية سياسياً وعبر الحوار الكامل الشامل وبصورة جادة وليس عبر وعود خرقاء أو معالجات أمنية مبالغ بها وترتيبات اقتصادية لاتعدو كونها قروضاً إضافية لا يستفيد منها سوى ثلة الفاسدين ؟ وهي بالنتيجة عبء على الأجيال المقبلة لمن يعلمون ؟. قال بعض أصدقاء اليمن أن مهمتهم سياسية بحتة لكننا نشك في هذا ، فالبعيد قبل القريب يأتينا بعد كل مسرحية قاعدية بأسلحة لمزيد من عسكرة اليمن التي تُعد الثانية بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية في مسألة تداول الأسلحة بين المواطنين ، فهاكم سلاح للدولة أو السلطة لأن الدولة ضاقت بما رحبت منذ زمن .. وهاكم تجار السلاح والحروب يزودون سوق السلاح الشعبي بآخر الاختراعات القاتلة .. فأين المهمة السياسية في ظل ركام المتفجرات التي تضاف لرصيد هائل من العقول الخاوية والبطون الفارغة .؟! وللحديث بقية ... عن صحيفة "اليقين" الأسبوعية