فجأة تسربت اليّ رائحة عطر نفاذة ، التفت يمينا ويسارا لعل احداهن او احدهم اخرج منديلا ورقيا ذا رائحة كتلك التي تستخدم لمسح اليدين عند الانتهاء من تناول الطعام في بعض المطاعم ذات النجوم الخمسة ، ولم الحظ ذلك ولكن الرائحة سرعان ماانتبهت اليها لحظة مرور قارورة العطر من جانبي واذا بها المضيفة العاملة على طائرة الخطوط الجوية التركية المتوجهة من بغداد الى استنبول صباح الجمعة الثاني عشر من آذار الجاري تنبعث منها تلك الرائحة التي اثارت حساسية الجيوب الانفية لدي والتي اعاني منها منذ الطفولة وتفاقمت نتيجة زيادة التلوث في اجواء بغداد وبقية مدن العراق واسباب التلوث هذه كثيرة لسنا بصددها الآن ، فبدات الدوخة تتصاعد لدي بسبب تهيج الاغشية المخاطية وكانت الرائحة هذه تتصاعد كلما مرت بجانبي وتحملت كل ذلك لان جمالها الأخاذ كاد هو الاخر يصيبني بدوخة من نوع آخر .وشكرا للخطوط الجوية التركية على حسن اختيارها لجميلات تركيا على متن طائراتها كعامل جذب فضلا عن نظافة طائراتها وخدماتها المميزة فضلا عن التسهيلات المقدمة للمسافر على طائراتها في الحصول على التأشيرة في مطار استنبول حال دخول المسافر صالته ، ولكن الخطوط الجوية التركية لم تنتبه الى تأثير تلك الرائحة وان كانت اثيرة ولطيفة الا انها تثير حساسية المصابين امثالي بحساسية الجيوب الانفية ، مثلما لم تعر اهتماما للغة التي يتحدث بها بعض الركاب وهي اللغة العربية ، فأنت لاتستمع لارشادات السلامة المقدمة للركاب الا باللغتين التركية طبعا والانكليزية ، فيضطر امثالي الى الانتباه الى ذلك عبر شاشة التلفاز الداخلية المكرسة لذلك وللمسار الذي تقطعه الطائرة خلال رحلتها ، والامر ذاته في مطار استنبول فأنت لاتجد في قطع الدلالة غير اللغتين المذكورتين ، وهذا يعني على المسافر ان يكون ملما باللغة الانكليزية والا وقع في حيرة من امره كما حدث معي في مطار استنبول الدولي الذي تبلغ مساحته اضعاف مساحة مطار بغداد الدولي حتى رحت اردد اغنية الفنان ( كوكب حمزة) وانا اسير باتجاه مكاتب المراجعة ، فكلما اقول وصلت كنت اقول ( امشي واكول اوصلت والكنطرة بعيدة ) ولكنني والحمد لله استعدت عبر ذاكرتي العديد من مفردات اللغة الانكليزية فاستطعت التفاهم مع موظفي المطار لاصل غايتي فاحصل على التأشيرة بعد ان ضاع من وقتي الشيء القليل ، وللحديث عما قدمه لي العاملون في مطار استنبول من خدمة جليلة في حلقة مقبلة.