صرح إبراهيم الدباشى نائب المندوب الليبى فى الأممالمتحدة بأن العقيد معمر القذافى خانه ذكاؤه لأنه لم يخرج فى الوقت المناسب من طرابلس، وبدأ يشعر الآن أنه فى قبضة الثوار. وأكد الدباشى فى تصريح لقناة "العربية" الإخبارية اليوم الاثنين، أن القذافى وبعض أبنائه لا يزالون فى طرابلس، وأنهم لم يغادروها إلى منطقة نائية أو دول أخرى. وأظهر الدباشى التناقض فى تصريحات القذافى، قائلا :"إن القذافى يعتقد أنه سيقاتل وأن لديه من يقاتل لصالحه، ولكنه لا يعرف الحقيقة التى اعترف بها بكل وضوح بأن "سوق الجمعة" و"تاجورا" لم يعودا فى يده، بدليل أنه تحدث عنهما مباشرة وطلب استعادتهما". وشدد نائب المندوب الليبى فى الأممالمتحدة على أن القذافى يعيش فى وهم، ويعتقد أنه بإمكانه حتى اللحظة الأخيرة أن يخرج تجاه منطقة "بنى وليد" أو إحدى المناطق الأخرى، لكى يصل إلى سرت ومنها إلى الجنوب حتى الحدود الجزائرية. وفى تصريح مماثل أكد الرائد الركن عبد السلام جلود الرجل الثانى سابقا فى نظام الزعيم الليبى العقيد معمر القذافى أن القذافى إذا لم يكن خارج طرابلس فهو لن يستطيع الهروب، لأنه محاصر من جميع الاتجاهات، مشيرا إلى أن القذافى ليس لديه الجرأة لينتحر، وقد يكلف أحدا من المقربين منه ليغتاله. وقال جلود إن تطور الأحداث فى ال 24 ساعة الماضية كان طبيعيا، حيث إن خطة القذافى كانت بأن يقضى على الثورة فى مهدها بضربة صاعقة، ولذلك أرسل أهم قواته وكتائبه المدججة بأحدث أنواع الأسلحة إلى بنغازى ومصراته والبريقة والجبل الغربي، وعندما دمرت هذه القوات أصبحت المنطقة الغربية لطرابلس مكشوفة وليست بها مقاومة حقيقية. وأشار إلى أن النظام فى ليبيا قد سقط منذ أن سقطت الزاوية وسبراطة وغيرهما فى أيدى الثوار "وأنه حتى عملية خروج القذافى بترتيب دولى انتهى وقتها، ولم يعد عنده أى أوراق ليلعبها. من جانب اخر دعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الزعيم الليبي معمر القذافي إلى الاستسلام، ورأى في اعتقال ابنه سيف الإسلام خطوة أساسية نحو النهاية الحتمية للنظام الليبي. ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء عن فراتيني قوله في تصريح الاثنين ان على القذافي "الاستسلام والتخلي عن السلطة". وأضاف فراتيني "ليست أمام القذافي أية بدائل على الإطلاق"، معرباً عن اعتقاده بأن "استسلام القذافي يمثل الإمكانية الوحيدة لتجنب وضع يمكن أن يتحول إلى حمام دم". وفي إطار وصفه للوضع الراهن في ليبيا، قال فراتيني ان "الدائرة تضيق حول فلول الدكتاتور فلدينا مصادر تقول إن المعارضة قريبة من السيطرة على أحد المطارات، وقد ألقي القبض على ثلاثة من أبناء القذافي، وهناك انتشار متزايد لأعمال القنص"، فضلاً عن ان "ثمة حالة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة في الساعات المقبلة إن لم يقرر القذافي إعلان الإذعان والاستسلام". وأشار إلى ان"إيطاليا تعمل بالفعل مع المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي لإعادة تشغيل المنشآت النفطية"، مؤكداً ان بلاده "تفعل الكثير لتهيئة وتدريب كوادر ليبية جديدة في مجالات الأمن والصحة والإعلام". يذكر ان الثوار الليبيين وصلوا إلى وسط العاصمة الليبية، ولا يزال مكان القذافي ومصيره غامضين، في وقت ترددت أنباء عن اعتقال 3 من أبنائه هم سيف الإسلام والساعدي ومحمد. وقال وزير الخارجية الإيطالي ان "اعتقال سيف الإسلام، الابن الأقرب إلى العقيد معمر القذافي، يمثل خطوة أساسية نحو النهاية الحتمية للقذافي ونظامه". وخلص معرباً عن قناعته بعدم وجود "خطر نشوب حرب أهلية في ليبيا"، مشيرا الى ان "الخطر الحقيقي الوحيد هم المرتزقة من غير الليبيين"