اعتبر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية المسلحة السبت أن نهاية العقيد معمر القذافي باتت "قريبة جدا" وان نهايته ستكون "مأساوية" مع تقدم الثوار باتجاه العاصمة وإعلانهم السيطرة على مدينة رئيسية ثالثة في غضون 24 ساعة. وقال عبد الجليل "لدينا اتصالات مع الحلقة الأولى للقذافي .. وكل الأدلة تشير إلى أن النهاية ستكون قريبة جدا بعون الله". وجاء حديث عبد الجليل للصحافيين مع ورود شائعات عن تأهب القذافي للفرار من ليبيا.
وقال عبد الجليل "أتوقع نهاية مأساوية له ولأتباعه. أتوقع أيضا أن يثير وضعا فوضويا في طرابلس. وأتمنى لو أكون مخطئا".
وعلق عبد الجليل على تقارير باحتمال هرب القذافي "سيكون ذلك أمرا جيدا يحقن الدماء ويساعدنا على تجنب خسائر مادية، غير أنني لا أتوقع أن يفعل ذلك".
جلود يهرب من طرابلس وينضم للثوار وفي ضربة أخرى للقذافي أعلن الثوار أن عبد السلام جلود رئيس الوزراء السابق الذي دب الخلاف بينه وبين القذافي في منتصف التسعينات والذي لا زال يحظى بشعبية كبيرة، ترك طرابلس وانضم إليهم.
وكان القائد العسكري للثوار العقيد احمد عمر باني قال ليل الجمعة السبت أن جلود تمكن من الهرب من طرابلس و"انضم إلى الثوار"، وقال مصدر آخر إن أسرته كانت برفقته وأنهم توقفوا أولا في الزنتان.
لكن مسؤولا تونسيا بارزا أكد أن جلود توجه من تونس إلى ايطاليا برفقة أسرته على متن طائرة مالطية قبل فجر السبت.
من جانبها عمدت السلطات الليبية إلى التقليل من شان فرار جلود حيث قالت انه انسحب من الحياة السياسية منذ وقت طويل.
وقالت وكالة الجماهيرية للأنباء إن عبد السلام جلود ترك العمل السياسي "برغبته" منذ وقت طويل وكان يمضي معظم وقته في الخارج للعلاج بسبب إصابته بأمراض قلبية.
وتأتي الأنباء عن انشقاق جلود وسط شائعات بان القذافي نفسه يتأهب للفرار مع ما يبدو من اقتراب الثوار من عاصمته.
وكان جلود بين الضباط المشاركين في ثورة الفاتح التي وضعت القذافي في السلطة عام 1969 وكان يعتبر لوقت طويل الرجل الثاني في النظام قبل تهميشه تدريجيا خلال التسعينات. شغل جلود منصب رئيس الوزراء في السبعينات قبل أن يترك السياسة عقب خلاف مع القذافي حيث خضع للإقامة الجبرية.
البريقة تحت سيطرة الثوار بالكامل وكان الثوار أكدوا في وقت سابق السبت سيطرتهم بشكل كامل على مدينة البريقة النفطية المهمة شرقي ليبيا بعد يوم من إعلانهم السيطرة على مدينتين مهمتين أخريين. وقال مصدر عسكري رفيع للثوار "المنطقة الصناعية من البريقة تحت سيطرتنا، والبريقة بأسرها باتت تحت سيطرتنا".
وكان الثوار قد أعلنوا الجمعة السيطرة على مدينة الزاوية التي تضم مصفاة نفط في الغرب والتي كانت آخر عائق كبير يقف بين المتمردين وطرابلس من جهة الغرب. وكانت مصفاة الزاوية هي المصدر الوحيد المتبقي للوقود بالنسبة لطرابلس.
كما أعلن الثوار سيطرتهم على زليتن بعد ساعات من إعلان وصولهم إلى وسط المدينة التي تبعد 150 كيلومترا شرقي طرابلس.
ويسعى الثوار لقطع خطوط إمداد طرابلس من تونس غربا ومن مدينة سرت مسقط رأس القذافي شرقا، على أمل محاصرة العاصمة ومن ثم التعجيل بالانقضاض على القذافي وتشجيع الانتفاضة عليه داخل طرابلس.
مواجهة تونسية ليبية وفي تلك الأثناء صرح مسؤول بوزارة الدفاع التونسية أن مواجهات وقعت بين قوات الأمن التونسية ومجموعة ليبية مسلحة ليل الجمعة السبت جنوب غربي تونس.
وقال المسؤول إن دورية من الجيش التونسي تعرضت للاستهداف من قبل مجموعة مسلحة كانت تتنقل على متن سيارات رباعية الدفع مسجلة في ليبيا، دون سقوط قتلى أو جرحى على الجانب التونسي. وأضاف المصدر انه لم يتم اعتقال احد ولا تزال عمليات البحث عن تلك المجموعة جارية.
دعوة سكان طرابلس للانتفاض وكان الثوار قد تعهدوا بالسيطرة على ليبيا قبل انتهاء رمضان في أواخر الشهر الجاري، فيما حث وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني سكان العاصمة على الانتفاضة على القذافي.
وقال فراتيني "نأمل أن يدرك شعب طرابلس .. إن النظام آذى شعبه ومن ثم ينضموا إلى عملية تغيير سياسي مغلقين باب المناورة أمام نظام القذافي".
وفي تلك الأثناء أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنها تضع خططا لإجلاء آلاف المهاجرين المحاصرين في طرابلس مع انقطاع سبل الخروج من العاصمة اثر النجاحات الميدانية للثوار.
وقالت جيميناي بانديا المتحدثة بلسان المنظمة "هناك بالفعل الآلاف من المصريين الجاهزين للرحيل وكل يوم يحمل مزيدا من أسماء الراغبين في النزوح".
من جانبها تحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "تدهور سريع في الوضع الإنساني" في العديد من المدن الليبية.
وقد أعلن حلف شمال الأطلسي الجمعة انه قصف أهدافا في محيط طرابلس والزاوية وزليتن بينها تسع منشآت عسكرية في مناطق من العاصمة.
وفي البرازيل شهدت السفارة الليبية مساء الجمعة صدامات بين مؤيدين للمتمردين وأنصار القذافي.
ومن جانبها أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان أنها أرسلت "فريقا من أربعة أشخاص" إلى طرابلس ومواقع أخرى غربي ليبيا خاضعة لسيطرة النظام حيث "تحدثوا إلى مسؤولين ليبيين بارزين حول وضع حقوق الإنسان خلال الصراع وزاروا مواقع قصفها حلف شمال الأطلسي يقول النظام إن مدنيين قضوا فيها".