أعلن الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي، عبد الحفيظ غوقة، اليوم، مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي، والذي تفيد أنباء بأن جثته موضوعة في أحد مساجد مدينة مصراته. وقال غوقة في مؤتمر صحافي في بنغازي «نعلن للعالم ان القذافي قتل على ايدي الثوار»، معتبرا انها لحظة تاريخية ونهاية الدكتاتورية والطغيان»، مضيفاً أن «نبأ مقتل القذافي «اكده قادتنا على الارض في سرت وهؤلاء اسروا القذافي عندما جرح في القتال في سرت». وأشار غوقة إلى أنه «لدينا معلومات عن قافلة قصفها حلف شمال الاطلسي بينما كانت تهرب من سرت وبعض المعلومات تتحدث عن وجود ابناء للقذافي في هذه القافلة ونقوم بالتحقق من ذلك». وبعيد ذلك اعلن قيادي في المجلس الوطني الانتقالي العثور على المعتصم، ابن القذافي، ميتا في سرت. من جهته، اعلن حلف شمال الاطلسي «الناتو»، في بيان اليوم، ان طائرات للحلف قصفت آليات لقوات موالية للقذافي في حوالى الساعة 8,30، بالتوقيت المحلي، في ضواحي سرت. ولم يوضح الحلف الاطلسي ما اذا كان القذافي موجودا في هذه القافلة من السيارات «التي كانت تخوض عمليات عسكرية وتشكل تهديدا واضحا للمدنيين»، كما جاء في البيان. وكان رئيس المجلس العسكري في طرابلس، عبد الحكيم بلحاج، قد أكد مقتل القذافي، بعد إصابته بجروح بالغة، لدى القبض عليه، فيما تحدث مسؤول آخر في المجلس الانتقالي الليبي عن أنه لن يتم الإعلان عن الموقع، الذي سينقل إليه جثمان القذافي لأسباب أمنية. وكانت مصادر في المجلس قد شددت، في وقت سابق، على أنه تم اعتقال القذافي في مدينة سرت، في مقابل تأكيد مصادر أخرى لقناة «الجزيرة»، القطرية، مقتل القذافي أثناء مواجهات بين مقاتلي المجلس الإنتقالي، وكتائبه في سرت. كذلك، اعلن خليفة حفتر، قائد القوات البرية في المجلس الانتقالي الليبي، ان سرت «تحررت بالكامل»، اليوم، موضحاً أنه «تم تحرير سرت وبمقتل القذافي سقط نظام معمر القذافي وتم تحرير ليبيا بالكامل ومن كان يقاتل معه قتل او تم القبض عليه».وأكد حفتر أن «الان نستطيع ان نقول ان القذافي مات وليبيا تحررت». وقتل العقيد الليبي معمر القذافي متأثرا بجراح أصيب بها بعد إلقاء القبض عليه في سرت بينما كان يحاول الهروب في رتل من السيارات في اتجاه مدينة مصراته. ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن الطبيب الذي عاين الجثة قوله إنه أصيب برصاصة في رأسه وأخرى في بطنه بعد إلقاء القبض عليه في سرت. كما اكد العقيد مصطفى نوح القائد العسكري للثوار للجزيرة أن صورة جثة الرجل الذي يشبه معمر القذافي والتي عرضتها القناة هي بالفعل صورة العقيد المخلوع. وكان عبد المجيد مليقطة المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي قد قال في وقت سابق ان القذافي اعتقل وانه اصيب في ساقيه الخميس بينما كان يحاول الفرار في قافلة قصفتها طائرات حلف شمال الاطلسي. وقال مليقطة "أصيب أيضا في رأسه.. كان هناك إطلاق نار كثيف على مجموعته وتوفي". وأعلن مليقطة موت القذافي بعد ان أعلنت قوات المجلس الوطني الانتقالي سيطرتها الكاملة على مدينة سرت مسقط رأس القذافي. وصرح مليقطة بان طائرات حلف شمال الاطلسي ضربت قافلة وأصابت أربع سيارات كانت متجهة غربا وأضاف أن أبو بكر يونس جابر قائد القوات الموالية للقذافي قتل أثناء عملية اعتقال الزعيم المخلوع. وذكر ان احمد ابراهيم وهو قريب ومستشار للقذافي اعتقل ومعه موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة السابقة. وأكد عبد الحكيم بلحاج قائد المجلس العسكري في طرابلس لقناة الجزيرة مقتل العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي بعد إلقاء القبض عليه في سرت. وقال قادة للثوار كان يحاول الهروب في اتجاه غرب سرت لكن الثوار سدوا عليه الطريق مما اضطره إلى الاتجاه نحو الشرق وتحديدا في طريق مصرته ليقع في قبضة الثوار. وتضاربت الأنباء في اول الأمر حول مصير القذافي بين من يقول إن حي يرزق وبين من يقول إنه قتل متأثرا بجراحه التي اصيب بها اثناء عملية القاء القبض عليه. وفي وقت سابق، اعلن قائد للثوار الليبيين في سرت وتلفزيون ليبي ان العقيد الليبي الهارب معمر القذافي اسر في سرت واصيب بجروح خطيرة. وقال محمد ليث احد القادة القادمين من مصراتة "غرب سرت" "لقد اعتقل القذافي واصيب بجروح خطيرة مؤكدا انه رأى بنفسه القذافي. واشار الى القذافي كان يرتدي زيا اخضر وعمامة على الراس. وكانت قناة "ليبيا-الأحرار" ذكرت في وقت سابق أنه تم القبض على القذافي. ونقلت القناة عن المجلس العسكري لمدينة مصراتة أن كتيبة البركان ألقت القبض على القذافي. وكان الثوارالليبيون قد اعلنوا الخميس سيطرتهم الكاملة على سرت. وقال الثوار الليبيون انهم سيطروا على آخر المواقع التي كانت تتحصن فيها القوات الموالية للعقيد الليبي الهارب معمر القذافي في مسقط رأسه سرت. وقال العقيد يونس العبدلي رئيس العمليات في الشطر الشرقي من المدينة "تم تحرير سرت". وتوالت ردود الفعل الدولية حول مقتل القذافي.وفي إيطاليا، اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أن الحرب في ليبيا "قد انتهت" بعد الإعلان عن مقتل العقيد معمر القذافي في مدينة سرت. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "أكي" عن برلسكوني قوله في تصريحات على هامش اجتماع مع نواب كتلة حزبه البرلمانية اليوم الخميس إن "كل وكالات الأنباء بثت أنباء وفاة معمر القذافي.. وبهذا تكون الحرب الآن قد انتهت". واستشهد رئيس الوزراء الإيطالي بجملة باللغة اللاتينية تقول "وهكذا يمر مجد هذا العالم". من جهته، شدد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتّيني على أن"تأكيد نبأ مقتل القذّافي من قبل المجلس الوطني الإنتقالي أمر مهم للغاية". وقال فراتيني "سنستمع إلى كلمات رئيس "الانتقالي مصطفى" عبد الجليل" بهذا الصدد، معربا عن اعتقاده "بأن هذا يمثل الحل بالفعل.. وسيكون نصرا كبيرا للشعب الليبي". وأضاف "ليبيا ستُحرَر بشكل نهائي، وسيكون بالإمكان تشكيل تلك الحكومة التي ننتظرها جميعا لتقود البلاد نحو إجراء انتخابات ديمقراطية". وحول دور إيطاليا، أشار فراتّيني إلى أن إيطالياً كانت تلعب دوراً داعماً "ولم نتأخر بالطبع عن تقديم مساهمتنا"، وحتى "على أرض الواقع كان نشاط استخباراتنا حاضرا دائما، لا على نطاق الحركات الفعلية بل لدعم عملي لأنشطة المجلس الوطني الانتقالي"، وقال "العملية كانت لهذا الأخير وليس لأحد غيره". وإعتبر الإتحاد الأوروبي أن مقتل معمّر القذافي يشكّل نهاية حقبة الإستبداد الطويلة التي عانى منها الشعب الليبي، داعياً المجلس الإنتقالي الوطني الليبي إلى تحقيق عملية مصالحة تمكّن البلاد من الإنتقال إلى الديمقراطية بشفافية. وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، في بيان مشترك إن "مقتل القذافي الذي أفيد عنه يشكّل نهاية حقبة الإستبداد والقمع التي عاني منها الشعب الليبي لفترة طويلة جداً". وأضاف أنه بات بإمكان ليبيا اليوم قلب صفحة في تاريخها واحتضان مستقبل ديمقراطي جديد. ودعا المسؤولان الأوروبيان المجلس الإنتقالي الوطني اللليبي الى "تحقيق عملية مصالحة واسعة تصل الى كل الليبيين وتسمح لعملية إنتقال شفافة للبلاد نحو الديمقراطية والسلام". وفي موسكو، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم الخميس إنه يأمل أن يؤدي انتهاء القذافي الى السلام والحكم الديمقراطي في ليبيا. وأضاف "نأمل أن يعم السلام ليبيا وأن يتوصل كل من يحكمون الدولة "الليبية" ومختلف ممثلي القبائل الليبية الى اتفاق نهائي بشأن ترتيب الحكم وأن تكون ليبيا دولة ديمقراطية حديثة." وتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء هولندا مارك روته بعد ظهور تقارير عن اعتقال القذافي. ووصف روته اعتقال القذافي بأنه نبأ عظيم وقال إنه يتعشم ان يمثل الزعيم المخلوع امام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي قريبا. وكان يتحدث قبل أن يؤكد مسؤول عسكري كبير في المجلس الوطني الانتقالي الليبي وفاة القذافي متأثرا بجروح أصيب بها لدى محاولة اعتقاله. وكانت روسيا التي ارتبطت بعقود بمليارات الدولارات في قطاعات النفط والسلاح والمقاولات مع ليبيا في عهد القذافي قد اعترفت بالمجلس بوصفه الحكومة الشرعية لليبيا في الأول من سبتمبر/ ايلول.(وكالات)