في ظل المتغيرات السريعة والمتواترة على الساحة اليمنية وفي ظل العواصف التي تهبط علينا كل يوم والمصائب المتساقطة علينا أمطار أمطار مسكين هذا الشعب الملقب والحامل لوسام الشعب الغلبان ، والذي أصبح فاقد للأحاسيس والمشاعر تجاه ما يحدث فلعيبين الرئيسين علي الطاولة اليمنية يعدون من دواهي العرب في المكر والخداع فلا عمر ابن العاص ولا معاوية أبن ابي سفيان ولا الحجاج لو كانوا في عصرنا الحاضر يعيشون بيننا يستطيعون أن يفهموا ما يجري علي العمائم اليمنية فكلما خمدت فتنة ظهرت أخري فلا فتنة الشام ولا فتنة العراق تضاهي فتننا الجسيمة والتي لا يستطيع المتفرج والمتابع لها في أي خانة يضعها ، فالشيطان يا سادة حليفنا ورفيقنا في حياتنا ويرافقنا الي قبورنا التي يحفرها لنا . فكلما شددنا الرحال وشرقنا وغربنا علي ظهور أبلنا نجد أنفسنا نعود الي محور الدائرة المقفلة فلشيطان يلحقنا بلعناته حيثما نزلنا وحللنا يصنع منا أشكال عجيبة وغريبة يلهوا بنا كدماء من القماش يشكلنا كعجينة الصلصال التي خلق منها يضل يطاردنا في شوارع العواصم العالمية والعربية بذات العربية لأنها وجهتنا الأولى كأيمنين فدول الخليج العربي الدول الشقيقة والرفيقة والجارة دول كان اليمني فيها في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي رجل العصر والحاضر بقوة كان القوي الأمين ساهم في البناء في جميع النواحي الحياتية لتلك المجتمعات التي كانت في بدايتها عند ظهور الثورة النفطية علي أراضي تلك الدول التي كانت عبارة عن مجاميع متفرقة من العشش والمتكورة علي امتداد ساحل للخليج العربي قرى يسكنها الصيادين أو صحاري حارقة تسكنها الرياح والشياطين ، ومع قدوم الثورة البترولية كان الإنسان اليمني حاضر بقوة وكعادته التواجد في الظروف الصعبة وكباني قديم للحضارات فليس غريب علي سليل الأمجاد وأحفاد العظماء وأبناء الممالك والإمبراطوريات السبئيه والحميرية والتبعية والبلقيسية ، فهذا البلد الذي أمن بالرسالة المحمدية بكتاب مرسل لهم وليس بجيوش فاتحه بل هو من أنتج خيرة القادة والفاتحين للمالك والأمصار وهو من أستقبل نبي الأمة وفده وبسط لهم عبأته الشريفة ليجلس عليها قائد الوفد سليل الملك التابعي سيف بن ذي يزن أي شرف وأي وسام تكريم علقة محمد بن عبد الله نبي الأمة وخاتم المرسلين علي صدونا كأيمنين وسام تفتخر به إلى قيام الساعة عندما قال ( جاءكم أهل اليمن هم ألين قلوب وأرق أفئدة الأيمان يمان والحكمة يمانية ) صدقت بابي أنت وأمي يا رسول الله ( أن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ) صدق الله العظيم ، شاء من شاء وأبى من أبى . وقبلهم ملكتنا بلقيس أمنت بسيدنا سليمان علية السلام بمجرد أن رأت عرشها أمامها فكنا خير خلف لخير سلف نعيد التاريخ ونلوي عقاربه كلما حانت ساعتنا نسرج الريح لنمتطيها عند كل غارة لنصنع للدنيا تاريخ نحن وقوده نشق عباب البحر نصفين بجلدنا وبشجاعتنا وبموت الخوف عند حوافر خيولنا ، شاركنا في صناعه التاريخ منذ القدم صنعنا للدنيا حضارات وحضارات من مهدنا تكونت الدنيا لنا وبنا فسحنا في الأرض فكانت جنان وهبطنا في الوديان فكانت مدن وأمصار طالت رأسنا عنان السماء فكانت النجوم لنا عمائم وتيجان وتسلحنا بسيوف من شهب ورعود وبرق . ليأتي يوما ويتنصل لنا كل شي وكعادة الأشياء العظيمة يأتي عليها يوما ويتلاعب بها أقزام موج التحضر والحضارة القادمة من الغرب المتعجرف الحضارة الحديثة كما يسمونها ليجعلوا الأشياء العظيمة وتواريخ الشعوب لعدم درايتهم بالتاريخ يتناسون بجهلهم ويلقون عليها أتربة الدهر ، هذا العملاق سليل العملاقة تقزم وتقلزم حتى عاد كلعرجون القديم أخذ من المجرم ( الفار ) الذي جعله يسيح ويشيخ في الأرض صغره في الحجم وذكائه في الهروب من المصائد ، تحول هذا المواطن من صنع أجداده التاريخ للدنيا الي مطارد في شوارع المملكة السعودية سوى من كان يقيم فيها حسب الأنظمة واللوائح أو من كان قد عبر الحدود خلسة طلب للرزق الشريف ليعيل أسرته التي تنتظر منه النجدة وعلي مر السنوات ضرب الإنسان اليمني أروع الصور في الأمانة والتفاني في العمل والإخلاص في عمله وهذه بشهادة الجميع ليأتي يوم لم يكن من الدهر شيئا مذكورا ليخرج اليمني في مكةالمكرمةوجدة في المنطقة الغربية خاصة وهو يقيم بشكل نظامي ولسنوات تمتد عشرات السنين ولا يعود لماذا لا يعود ؟؟ هل خطف ؟ لا .. هل هبطت عليه صاعقة من السماء فمات ؟ لا .. هل ... بكل بساطة وبدون مقدمات ولا فبركة رجال الجوازات سلطوا علي كل يمني يعبر الشارع أو يسكن بيت نظيف أو يركب سيارة جديدة أو يلبس ثياب أنيقة أو يظهر عليه علامات الارتياح المادي ، تعليمات تصدر لهم أي قضية تصل لكم فيها طرف يمني سوى في نقاط التفتيش أو أقسام الشرطة الترحيل الفوري وبدون مقدمات الترحيل القصري ، حدث قبل ما يقارب العام أنه وفي مكةالمكرمة التي أمن فيها رسول الله كفار قريش يوم الفتح الأكبر وقال قولته المشهورة ( من دخل دار أبي سفيان فهو أمن ) في العاصمة المقدسة في أقدس بقعه في مكة التي يحتمي فيها الخائف والفقير في حرم الله أناس اقتيدوا من الشوارع وقطعت أقاماتهم ورحلوا لماذا بدون سبب خرج فلان للبقالة ليشتري فلم يعد ؟؟ ذهب فلان للصلاة في الحرم المكي فلم يعد ؟ عبر فلان نقطة تفتيش فلم يخرج منها إلا إلى باصات الترحيل ، شباب يقدمون للعمل ولم يتجاوزوا الأسبوع يقبض عليهم في ساحة الحرم المكي وفي جوازاتهم تأشيرات العمل يرحلوا لماذا ؟ فتيات يعملن كوافيرات في بيوتهن تهاجم البيت ويرحلوا مع والدتهم لماذا ولماذا أسئلة تظل حائرة بين الإجابات فلا تجد الجواب تطرق الأبواب فلا مجيب كل الموضوع مزاجية التعامل وأحقاد في قلوب مريضة شفاها الله وعافانا مما ابتلي به غيرنا ، ضاربين بكل التعليمات الدينية والحرمان المكانية والقوانين الدولية والإنسانية متنكرين لحق الجيرة والأراضي المشتركة والأصول القبلية والامتدادات الديمغرافيه عرض الحائط ، تطبل الفضائيات والخطابات الدبلوماسية الرنانة والتصريحات الوزارية فمن يستمع لها يضن لوهلة أننا عدنا لعهد المهاجرين والأنصار ، فكلمة الأشقاء يتراشق بها الطرفان كالورد تعبيرا عن المحبة بينما الحقيقة غير ذلك فالسجون التابعة للجوازات في مكةالمكرمة المنتهك فيها حق الحرم تعج باليمنين من كل صوب يساقون وجدة كذلك والطائرات التابعة للخطوط اليمنية دليل أدانه لما يحدث ، كل هذا وسفارتنا الموقرة الممثلة لوزارة الخارجية أخرجهم الله من السراط المستقيم الي جهنم وباس المصير لا تهتز لهم شعرة ولا توقظهم غيره ولا نخوة علي الحرمات المنتهكة والنساء المرحلات و الأطفال الرضع و يدفنون رأسهم بالتراب . هنا يتبادر سؤال أتمنى أن أجد له جواب وهو لماذا يحدث لليمني دون غيرة ما يحدث في دولة الأشقاء ؟؟... ... ألم يحن الوقت لتغير نظام التميز والعنف والاستغلال وغيرها من انتهاكات لحقوق المواطن اليمني في هذه الدولة التي يقيم فيها حوالي 13 مليون أجنبي غالبيتهم منحدرون من دول أسيوية من أصل 36 مليون نسمة إجمالي عدد سكان دول المجلس مجتمعه . أليس نحن حراس البوابة الجنوبية للجزيرة العربية الثائرة علينا ؟؟؟ وفي ظل المتغيرات المستحدثة علي الأرض اليمنية في المنطقة من ظهور فتنه الحوثين في صعده وبروز رأس التنظيمات المتعددة للقاعدة في ارض الجزيرة العربية والقرصنة علي عباب البحر الأحمر أليست هذه كلها أسباب تجعل دول المجلس التعاون تعيد النظر في سياساتها تجاه الإنسان اليمني المسيطر علي كل هذه الظواهر والذي بيده حلها والسيطرة عليها لتوفير الأمن لجميع دول المجلس قبل اليمن وخلق مكانه تليق بهذا الإنسان المطار في شوارع بعض دول المجلس . هنا أورد لكم موقف طريف حدث لي وهو أنني كنت مدعوا من قبل المعرض الدولي للسياحة الدولية المقام علي ارض الأمارات العربية الشقيقة كل عام حيث تتجمع فيه كبرا الشركات العاملة في مجال السياحة لتمثيل الشركة التي اعمل فيها وهي شركة وطنية في دولة خليجية شقيقة ولنني يمني الجنسية عربي الهوية رفض منحي تأشيرة الدخول لدول الأمارات العربية المتحدة مع العلم أنني أقيم في دولة خليجية ويسمح لي بالتنقل لي دولة خليجية أخري لكنني لم أمنح تأشيرة الدخول لحضور المعرض بحجة أنني يمني الجنسية ، بينما تفتح أبواب المطارات الإماراتية للقادمات من دول العالم بقصد السياحة الليلية ورفع اقتصاد إمارة دبي المقامة عرشها على الماء ........... من هنا ارفع تحية إجلال وتقدير للأقلام والكتاب في دولة الكويت الشقيقة التي تضرب أروع المواقف الناصعة البياض تجاه المواطن اليمني واليمن وأقول لهم ليس بغريب عليكم هذه المواقف المشرفة ولا سياساتكم الراقية تجاه العمالة المقيمة على أرضكم الكريمة ولا قوانينكم المتطورة كل يوم لتحسين أوضاعهم بينكم فقد كنت أتابع حلقة نقاش معادة يوم الجمعة علي قناة الرأي الكويتية بين وزير النفط السابق وأحد المحامين لمناقشة سلبيات كثيرة منها أوضاع العمالة الوافدة يتكلموا بالسلبيات بكل شفافية ووضوح ينتقدون ويصححون ويستنكرون بينما بعض دول الخليج لا تجروا علي تناول مثل هذه الموضوعات المحرمة بعرفهم وعلى الملا .