لا حساسية عندي ضد أي دين أو مذهب أو مله من الملل.. بهذا حاولت انهاء الحديث معه، على ان نتفق على الايمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، لكنه فتح موضوعاً آخر للجدل نابعاً من اعتقاده ان الايمان محصور على دائرة ضيقة يخرج منها غير المسلمين، ثم يخرج منها المسلمون الذين لا يرضا عن مذاهبهم.. حينها وجدت نفسي -معه- أمام مشكلة أخرى، وهي كيف أقنعه بايمان كل من ينطق الشهادتين ويتجه نحو قبلتنا.. لأن بعض الشر أهون من الشر كله. وللبحث عن أقرب الطرق لاقناعه بان كل مسلم مؤمن بغض النظر عن مذهبه، قلت له: أليس المؤمن ممتحن؟ اجاب بنعم.. عندها قلت له: اذن فكل مسلم مؤمن لأنه ممتحن. وحين سأل عن مفهومي للامتحان، كان جوابي ان يمتحن الانسان بما يؤذيه وينغص حياته وينكد عليه عيشه.. ليس بالضرورة ان يكون امتحان المؤمن بالمرض او بكارثة، او بعيشه نكداً.. ان الامتحان انواع ودرجات. قد يمتحنك الله بجار سيئ يؤذيك وان يوضع قمامته جوار باب منزلك، أو بجليس سوء همّه تصيّد ما يمكن ان ينقله عنك إلى الآخرين بطريقة مشوهة، أو بطبيب سيئ يريد ان يعالجك فيزيدك مرضاً ومما انت فيه، أو بموظف مستهتر همّه مصلحته، أو بشخص يطمع في وظيفة تشغلها وان كانت متواضعة. وبما ان الامتحان درجات، فقد يمتحن المرء بواحد أو بشيطان من الانس لا تنظر عينه الى ما في حوزته بل إلى ما في ايادي الناس فيمتحنك في ارضية اعجبه موقعها أو وكالة يريد ان يسلبها او شركة ينوي إبتلاعها.. وغير ذلك من درجات البلوى والامتحان، التي تتنوع في بلاد المؤمنين من شرق الأرض الى غربها. ولا يسلم منها حتى من في قمة هرم السلطة قال: وكيف تصيب البلوى من في قمة الهرم قلت: لمن لا يعي وظيفة الدولة ماهي؟ او بمن لا يرى إلا مصلحته وذاته أو بمن لا يدرك مخاطر ما يقدم عليه من تصرفات خرقاء الخ،.، ولأن الحديث قد اتخذ طابع الجدل، فإن صاحبنا قد توجه بسؤال يقول: ان كان الامتحان هو ما يجمع المؤمنين كدليل على ايمانهم فبماذا يمتحن اولئك الذين وصفتهم بشياطين الآنس، sلا تمتلئ بطونهم بالأرقام الفلكية ويسيل لعابهم لما في أيدي الناس وان كان قليلاً أليسوا مؤمنين، قلت نعم، ولا ننكر ايمانهم. قال وبما يمتحنهم الله سبحانه؟ قلت بعدم ستر البلوى فقد امتحنهم بعدم المقدرة على ستر البلوى. وعدم الاستطاعة على تنفيذ ما امروا به «اذا بليتم فاستتروا». ان عدم الاستطاعة على ستر البلوى، تعتبر من أعلى درجات الامتحان لأن خزيها في الدنيا والآخرة، فقبل ان يقفوا امام ميزان لا يعرف ميزانه الاختلال لا يمكنهم النجاة من عدالة الدنيا، التي إن لم تكن بالقوانين والانظمة، وعدالة المساواة بين الناس، كانت بنظرات الناس اليهم وما يولِّدونه بتصرفاتهم الفجة من حقد في قلوب الناس.. نسأل الله اللطف فيما قضاه ونعوذ به من عدم ستر البلوى.