قبيل الاقتراع على اختيار رئيس الجمهورية بليلة واحدة استضافت أحد القنوات الإقليمية الأستاذ عبد الله أحمد غانم من قيادة المؤتمر الشعبي العام وفي نفس اللحظات وبالمقابل استدعت السيد منير الماوري " معارض يمني مقيم في الولاياتالمتحدة " لأخذ أرائهم فيما يتعلق بالعملية الانتخابية وبنسب الإقتراع المتوقع حصول كل مرشح للرئاسة عليها. كان حديثعبد الله غانم حديثا سليما من حيث الكلمات التي اختارها للرد على تساؤلات واستفسارات تلك القناة ولم يتعرض لشخص السيد منير الماوري ولا لشخص مرشح المعارضة الأستاذ فيصل بن شملان بصورة خاصة ولم يسيئ لموقف المعارضة بصفة عامة وإن كان قد ظهر متعاليا مستخفا بخصمه في السجال السيد الماوري بينما استخدم السيد منير الماوري كلمات تمس قدرات وشخص رئيس الجمهورية ولم يكلف السيد غانم نفسه العناء بالرد على تلك العبارات !! التي وردت ضمن ما قاله الماوري . ما لاحظناه هو الأسلوب غير المقبول عند المساجلات أو الجدل أو الردود عبر شاشات التلفزة من قبل بعض الإخوة اليمنيين المتساجلين "غرور البعض من ناحية وقلة في أدب الحوار من الآخر " وهذا ينطبق كذلك على الذين يكتبون مقالات يتعرضون فيها لشخص الرئيس. لذلك لا بد من من الالتزام بضوابط وأن يكون هناك حدود تمنع التمادي على شخص رئيس البلاد والاساءة الشخصية له خلال المقابلات وأن يلتزم كل شخص من أي طرف سياسي كان بآداب الرد والحوار والمساجلات وأن يضع في الاعتبار بأن محاولة الاساءة إلى شخص الرئيس باعتباره رمز الأمة وخيارها إنما يعرض الفاعل لمساءلة الضمير والأخلاق طالما لم تتوفر ضوابط ، ولا تندرج تحت تلك الضوابط المسائل المتعلقة بأن يبرز المساجل والمحاور اثباتات تدين من ينتقدهم أو الاشارة إلى أفعال أو تصرفات مالية أو ادارية مخالفة لصلاحيات الرئيس يستوجب البوح عنها لعامة الناس أما أن يحصر المساجل أو المحاور كلامه في الاساءة لشخص الرئيس والتشكيك بقدراته وهو رئيس البلاد . ولذلك نقول للسيد الماوري ان حرية الحديث والادلاء بأي معلومة لأي قناة أو صحيفة ليس فيه عيبا وليس محرما ولكن يستوجب دوما أن تراعى مشاعر ملايين الناس الذين انتخبوا هذا الرئيس في دورة الرئاسة السابقة وأن تحترم مشاعر الملايين التي خرجت تطالبه بإعادة ترشيح نفسه للولاية الثانية وتلك التي منحته 77 % من أصواتها في الانتخابات التي توقعت له أنت شخصيا 40% دون دراية رغم انتمائك للمعارضة بينما كل المعارضة أكدت أن "صالح" سيفوز على مرشحها بنسبة 60% وتحقق الفوز كما توقعت المعارضة التي تعتبر نفسك جزء منها ولكن بنسبة تختلف فقد حددها الشعب اليمني ب 77% وهي نسبة لا تستدعي إلا أن يسود وجه من أصر أمام الشاشة بأن "صالح" لن يحصد أكثر من 40% . إن السيد الماوري محاور جيد كما شاهدته مرتين في برنامج " من واشنطن " الذي يعده الأستاذ حافظ الميرازي لحساب قناة الجزيرة لكنه خرج عن آداب المساجلات والحوارات عبرالشاشة فقد أعطى انطباعا للمشاهد لا يتناسب وقدراته كمحاور "معارض" دون حاجة لذلك خلال تلك الإستضافة القصيرة عشية العملية الانتخابية . كان على السيد منير أن يراعي أن من حاول المس به هو شخص رئيسه ورئيس كل اليمنيين وعليه احترامه بقدر التجربة الديموقراطية التي تبناها هذا الرئيس دون سواه من رؤساء وملوك دول "الشرق الأوسط الكبير الذي تريده أمريكا ويهلل له البعض !! " أو أن يكون ذلك الاحترام على الأقل بقدر احترام السيد غانم لشخص السيد منير أثناء المساجلة القصيرة بغض النظر عما بدى لنا من تعال إلا أن السيد غانم لم يمس السيد منير بل حاوره و تحاشى أن يلوث لسانه بعبارات قاسية لا تليق بمقام القيادة التي يمثلها ولو كان فعل ذلك لقلل أيضا من شأنه با عتباره رئيسا لحملة الرئيس في عدن، وقد شاهدنا السيد غانم غير منفعل من كلمات السيد الماوري المسيئة لرئيسنا جميعا إذ ربما ترك الأمر للمشاهدين وللمذيعة كي يتبينوا إخلاقيات الحوار وأن يعرفوا مستوى ردود محاوره في تلك الدقائق القليلة الأخيرة قبيل عملية الاقتراع التي جاءت نتيجتها بما لا تشتهي سفينة السيد الماوري أما كل المعارضة فقد احتاطت لنفسها بتوقعها فوز "صالح" على مرشحها. خلاصة : على من يمثل أي حزب سواء حزب حاكم أو معارض أن يحاور لإي إطار وضع ضوابط حاكمة يتفق عليها في إطار تشريعات وقليل القليل التمسك بآداب وأخلاقيات وقيم عند المساجلات والمناقشات والحوارات والتعليقات وكذا التواضع وعدم التعالي على الآخر عند الإدلاء بآراء للقنوات الفضائية العربية والدولية ولكافة وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة خاصة في الجوانب السياسية .