لا أعرف لما كلما قرأت موضوع لصحفي معين أتذكر المقولة التي قالها نزار قباني وهو يرشد الصحفي إلى طريق النجاح حين قال بما معناه : يجب على الصحفي أن يكون كالحمار الوحشي صعب الترويض من قبل أي جهة ويظل صعب أن يمتطي احد ظهره؛ أما أن تحول إلى حمار مروض فهو يكون أشبه بالحمار المستأنس يمتطي ظهره من يشاء... البعض يستخدم أسلوب التقية إلى حد الإفراط ويتحاشى المناطق الملغمة التي يظن إنها ستجلب له المتاعب ولكن الطريق السهل الذي يخطه البعض يكون عديم الجدوى وعبارة عن كلام مجزأ الأحرف فاقد المعنى.! على الساحة الصحفية اليمنية توجد أصوات صحفية لا تهاب المخاطر في سبيل الوصول إلى الحقيقة وسبر أوارها وإيضاح الحق وان كان محاطا بهالة من المخاطر .. أسماء لامعة تعتز بهم الصحافة اليمنية لم يرهنوا أقلامهم لبلاط سلطاني ولا يعرف حبرهم يكتب الأحرف المهادنة بقول الحقيقة دون أن يخشون بالله لومة لائم... وبالمقابل توجد أقلام لا يسيل لها حبر إلا بما حدده لها الممول وبما يرضى عنه صاحب البلاط .!! لم يمر يوم وأنا أعرج على مكتبات الصحف إلا وأشاهد أمام ناظري حزم من الصحف الرسمية مكومة لم يرخ حتى الخيط الذي يضمها تعاد من حيث أتت دون أن يمسها إنساً ولا جان... وأرى صحف هزيلة الحجم ذات قطع صغير تنفذ حتى قبل أن تصل للمكاتب بحجزها للقراء مقدما..!! هل يتساءل القائمين على هذه الصحفية عن بوار ورقهم التي لا يتم فتحها إلا كواقي لطاولات المطاعم والمقاهي؟ تعرف أن مثل هذه الصحف ممولة من أموال لا تمت بصلة للقائمين عليها من أموال البسطاء من الجياع؛ ولكن ألا يثير لدى هذه الأقلام التي تريق حبرها على صدر هذه الصحف أي غيرها على سمعة أقلامهم ومصداقيتها؟ الشيء لا يقتصر فقط على الصحف المقروءة بل على المواقع الإخبارية أيضا فالمعروف لدى المتصفحين المداومين على المواقع الإخبارية المواقع التي تتبنى الصدق والشجاعة بالطرح وإفساح حرية واسعة وسقف مرفوع للرأي دون خشية من حجب أو تقريع من أي جهة كانت. المواقع المستقلة تكون أكثر حرية وارفع سقف للقول الرأي من غيرها من المواقع الحزبية والشخصية ... أصبحت أتحاشى فتح مواقع بعينها ليقيني ومعرفتي بما هو مكتوب فيها قبل أن يفتح المتصفح هذا الموقع..! تكاثر المواقع على شبكة الانترنت هو كملاذ لأصحابها من المتاعب التي تواجه كل من يفكر بإصدار صحيفة متاعب إجراءات الإصدار ومتاعب مالية من طباعة وتجهيزات وغيرها ولهذا يكون الملاذ هو النت كأقل كلفة وأرحب مساحة للتعبير....!! ( وكفى ) - صحيفة الحدث: