كلنا شاهد ويشاهد ما يجري في بعض المناطق اليمنية، وكلنا مستاء مما يجري وما جرى وما يمكن أن يجري، إن ما حصل لا يمكن أن يرضى أي فرد في الوطن، نحن لا نقول أنه لا توجد مشاكل، نعم توجد مشاكل، ويوجد فساد، وهل هناك بلاد بدون مشاكل، نحن قمنا بوحدة، ودخلنا في خضم حرب 94، وتآمر علينا من تآمر، وخرجنا من ذلك كله شم الأنوف، فهل نسي البعض أن ذلك كلّف خسائر وأرواح ومشاكل، تعالج كل يوم خطوة خطوة. أنا الآن أوجه كلامي لكلٍّ من الحاكم والمعارضة، يجب أن نصل جميعاً إلى حلٍّ، يجب أن نضع كل شيء على الطاولة وأمام الناس، وصلنا –أيها العقلاء- إلى ما لا يحتمل من الاستهتار بالقيم والأرواح والثوابت الوطنية التي يجب أن تكون خطوط حمراء نختلف تحت سقفها، ولا نمسها بسوء، ولكن للأسف هناك من يستغل الحرية التي لا تخفى في البلاد والتي بات استغلالها ليس الاستغلال الذي يليق بنا كشعب حضارته ضاربة في أعماق التاريخ، والذي تعلَّم منه الناس كل ما يمكن أن يسمَّى حضارة، ألا يرى البعض أنهم باتوا ينجرُّون إلى ما لا يُحمد عقباه، ألا يرى الإخوة في المعارضة والذين نجزم أن فيهم العقلاء والذين يدركون أن الأمور أصبحت تطفو وتظهر بالشكل الذي يريده أعداء الوحدة والاستقرار. المشاكل موجودة، وأنا متأكد أن الحلول موجودة، خذوها مني نصيحة: والله إذا استمر الوضع هكذا فسيكون للشعب رأي آخر، ولن يكون في صالح أحد. يا حكماء اليمن، يا عقلاء اليمن، يا من قال فيكم الرسول صلى الله عليه وسلم (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وقال فيكم (أرق قلوباً وألين أفئدة) وقال فيما معناه (إذا كثرت الفتن فعليكم باليمن) فماذا سنقول لرسول الله، ماذا سنقول له يا أحفاد الأنصار. إنني لا أخلي أحداً من المسئولية (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).. اجتمعوا وتحاوروا وتناصحوا وتشاوروا فأنتم أهل الشورى في كل الأزمان، أنا متأكد إذا اجتمعتم فستخرجون بألف حل وليس بحل واحد، انبذوا العناد والنبش في كل صغيرة وكبيرة والبحث عن الهفوات، واعقدوا النية لإصلاح كل شيء. ليس لأحد عذر ، لن نسمح لأحد يكثر الشكوى ثم يتولى بركنه ويعبس بوجهه أمام الالتقاء والحوار، صدقوني إن اليمن يلفظ أرباب المشاكل ومريدي الفتن كما يلفظ البحر ميتته. اسمعوا لمن معكم ويشارككم أفراحكم وأتراحكم، ودعوا الإصغاء لمن في الخارج، الذي ينعق بما لا يعلم، فلا راء كمن سمع. واعلموا جميعاً أن لديكم من الشعب فرصة أخيرة وأن إثارة المشاكل لن تجلب إلا العار والشنار لمدبريها ومخططيها ومشجعيها، الشعب ليس بغافل عما يُراد له، هذا الشعب الذي اكتوى بنار الحرمان والتآمر والمشاكل خبرها كلها، وعلم كيف يخرج من كل أزمة مرفوع الرأس، شامخاً فوق كل نقيصة، مترفعاً عن كل وضيع. * [email protected]