تشهد بلادنا خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر الجاري حدثاً وطنياً هاماً تحتضنه الساحة اليمنية بدعوة من فخامة قائد مسيرة اليمن ورائد نهضتها المباركة المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله ورعاه- ويأتي انعقاد المؤتمر الوطني في ظل ما تشهده الساحة من معطيات ليس على الصعيد الداخلي فحسب بل على نطاق عربي ودولي أوسع يستعرض مختلف القضايا الراهنة بحوار جاد ومسئول بين كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني حول كافة المواضيع التي تهم الوطن بما يحقق اصطفافاً وطنياً واسعاً وكبيراً إزاءها. وكون انعقاد الحوار سيكون تحت قبة مجلس الشورى وتحت سقف الدستور والثوابت الوطنية الراسخة "الجمهورية والوحدة والديمقراطية" فإنه بالتأكيد سيتناول مختلف التحديات الرئيسية التي تواجه الوطن في المرحلة الراهنة وفي مقدمتها أحداث التمرد في صعدة والأعمال الخارجة على القانون في بعض المحافظات الجنوبية والخطر الإرهابي الذي يمثله تنظيم القاعدة والتحديات الاقتصادية وغيرها من القضايا التي تهم الوطن والمواطن. وتأتي الدعوة إلى انعقاد هذا الحدث الوطني الكبير لتبرهن صدق التوجهات الصائبة لفخامة الرئيس وإيمانه المطلق بقاعدة الحوار الوطني الجاد النابع من الإرادة الوطنية الخالصة.. فالشأن اليمني.. لا يعني إلا أبناء اليمن أنفسهم وإرادة شعبنا في كل ما يعود عليه بالصالح والخير وكل ما يؤمن سلامة مسيرته ويخدم وحدته وأمنه واستقراره وتقدمه ورفاهيته تصنعها الملايين التي قدمت لها الدماء والأرواح وضحت من أجلها بالغالي والنفيس. وتقرير مصير الوطن وأبنائه لا تملكه قلة لا تتجاوز أصابع اليد من قطاع الطرق وعصابات النهب والسلب والتدمير.. ولا تقرره النظريات المستوردة من الخارج وفتاوى العنف والتطرف والترويع، فعلى من استهوتهم مغريات الدنيا الزائلة وسلكوا مسالك الشيطان عندما أقدموا على ارتكاب أبشع المحرمات التي من أعظمها قتل النفس المحرمة وتدمير المدارس والطرق والمستشفيات والممتلكات العامة والخاصة وإثارة الهلع والخوف في نفوس المواطنين وتلك الأفعال دخيلة على مجتمعنا وغريبة على قيمه وعاداته وتقاليده ولا يمكن بواسطتها أن تتحقق أوهام من يقفون وراءها للعودة بعقارب الساعة إلى الوراء لأن الزمن قد فات عليها والعصر قد تجاوز تلك الأفكار الرجعية الكهنوتية البائدة. وعلى هؤلاء تنقية عقولهم إن استطاعوا مما علق بها من أوهام لا تعد عن كونها أضغاث أحلام.. ليس إلا وتلك نتائجها صنع الأزمات لأصحابها في المقام الأول ومن ثم المتضررين منها وهم أبناء الشعب الذي يستطيع بالفعل تجاوز ذلك والوقوف أمام تداعياته من خلال حوار وطني شامل تحت قبة الشورى وبرعاية كريمة من فخامة قائد المسيرة اليمنية الظافرة ورمز قوتها وانتصارها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية "حفظه الله" الذي عودنا في كل المواقف أن يكون مرجعاً وحكماً وأباً للجميع.. وكلما يجري على الساحة يهم الجميع لأن الوطن في عيون الجميع فالدعوة إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل تعد إجابة واضحة وصريحة على كل الأسئلة المطروحة وليس أمام كل من يتطلع إلى الاهتمام بالشأن الوطني.. إلا الترقب لنتائج المؤتمر وتطبيق ما سيتمخض عنه من قرارات مصيرية تصب في اتجاه بناء الوطن وحماية استقراره وتأمين مسيرة التنمية وصيانة التجربة الديمقراطية والانطلاق إلى المستقبل بإرادة وطنية شعبية موحدة تنبع من اصطفاف وطني كبير تتجلى من خلاله روح المسئولية الوطنية الملقاة على عاتق كافة القوى والفعاليات السياسية وكافة شرائح المجتمع المدني. إننا نتطلع إلى هذا الحدث الوطني الكبير ونحن على يقين تام من أهميته بالنظر إلى القضايا التي سيقف أمامها وليكن مؤتمر الحوار انطلاقة لمرحلة جديدة في حياة شعبنا مرحلة لا مكان فيها لاساطير الماضي البغيض وأجندات من ظلوا الطريق وتاهوا في غيهم وطغيانهم دون وازع من ضمير.. فلنذهب جميعاً إلى حوار جاد ومسئول.. ولنكن جديرين بتحمل مسئولياتنا بكفاءة. محافظ محافظة لحج