أمام اليمن فرصة تاريخية يرسم فيها ويؤسس لدولته الديمقراطية المدنية الجديدة، تتجلى هذه الفرصة في ضمان انعقاد مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة شتى القوى السياسية والاجتماعية الممثلة للمجتمع اليمني وما أظن احدا من الوطنية اليمنية من يسعى لإهدار هذه الفرصة التاريخية، او يسمح لأي كان بإهدارها. فوفقاً للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية فإن مؤتمر الحوار الوطني سينتهي الى قرارات ترسم معالم اليمن الجديد، إصلاح دستوري ومعالجة هيكل الدولة، وحل وطني عادل للقضية الجنوبية وسواها من القضايا ذات البعد الوطني، واتخاذ خطوات نحو بناء نظام ديمقراطي كامل بما في ذلك اصلاح الخدمة المدنية، والقضاء والإدارة المحلية واتخاذ خطوات ترمي الى تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وسوى ذلك من المهام التي تضمنتها الآلية في هذا الشأن. نجاح مؤتمر الحوار الوطني يرتبط بعملية الاعداد الجيد له واحسب ان الجميع إلا من لا يريد الخير لليمن، حريص على انجاح الحوار وفي مفكرتي تقولات عن أهمية الحوار وأسسه الفعالة، أوجز شيئا منها لنعيد تأملاتنا فيها ونحن نرنو الى الحوار الذي في الافق اليمني وهي على النحو التالي: لابد ان تكون المحاورة عن علم وفهم بهدف الوصول الى الحق دون خصومة او غوغائية. توفر المرونة العقلية في الحوار واحترام الرأي الآخر وعدم التعصب لرأي الأنا. الحوار هو قانون للعلاقات الاجتماعية ووسيلة للتفاهم والتضامن والتعاون بعيدا عن الصراع والتناحر والتعسف. الحوار وسيلة من وسائل الدفاع عن المصالح العليا للوطن. ظهرت حاجة المجتمعات الى الحوار البناء لمعالجة أزماتها ومشكلاتها المختلفة، واستشراف مستقبلها وآفاق تطورها. يجب أن يقوم الحوار في الموضوعات المختلفة على اساس من التعاون والتفاعل الاجتماعي بين الأطراف المشاركة فيه، بحيث لا يكون الهدف فيه هو انتصار طرف على طرف آخر، بل يكون الهدف هو الوصول الى النتائج والافكار في جو من التآزر والتفاعل الاجتماعي. لا يكون الحوار ذا أهمية مالم يستند الى عقلية ناضجة وواعية قادرة على تحليل المواقف بشكل مرن ومتحرر من التعصب للأفكار المسبقة، وقادر على تقديم الحقائق وتناولها بدلاً من القفز الى النتائج مباشرة. الحوار المنتج هو الذي يهدف الى الوصول الى الحقائق وكشف جوانب القضايا المختلفة وتقديم آراء بناءة. أما الحوار العقيم فهو حوار الجهلاء المتعصبين، ينتهي من حيث بدأ ولا نتيجة مرجوة منه، وهناك أصحاب العقول الضحلة الذين لا يتحاورون إلا رغبة في المهاترة.