الاسلام كدين والعالم الاسلامي كموطن اساسي لهذا الدين المفترض انه معسكر واحد متضامن منظم ومرتب دينياً حتى يستطيع القيام بدوره في تبليغ هذا الدين وحمايته خير قيام سواءً في اطار العالم الاسلامي او فيما يتعلق بالجاليات والاقليات المسلمة الموجودة في جميع انحاء العالم بمصالحها المختلفة والمتشعبة سواءً ما كان منها متعلق بالدين او ما كان منها متعلق بالدنيا. نشوء معسكرات متعددة داخل المعسكر الاسلامي، الذي من المفترض وفق ما ورد في القرآن الكريم والاحاديث الشريفة ان يظل معسكراً واحداً، كل معسكر من هذه المعسكرات المتعددة يدعي احتكار الدين وتمثيله ويناصب المعسكرات الاخرى العداء الشديد، ذلك اضر بالاسلام وبالمسلمين كما لم ولن يضرهم اي عدو من قبل ولا من بعد لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل. اذاً فالامر جد خطير ونتائجه المدمرة ظاهرة تعبر عن نفسها باكثر من شكل واكثر من طريق حتى اصبحت لفظة الله اكبر التي يستخدمها المسلمون شعاراً لهم في حروبهم كانها تقاتل بعضها البعض حيث يحاول كل معسكر ان يحتكرها. في ظل هذا الوضع المعقد والشائك يحتار الفرد المسلم، الذي يكون لديه وعي يسمح له بالوصول بتفكيره الى ذلك في امره، هل ينخرط مع احد المعسكرات التي يدعي كل واحد منها تمثيل الاسلام ام لا؟ وهل الانخراط في هذه المعسكرات المتناحرة واجب على المسلم ام انه لا يجوز؟ سؤال ارقني كثيراً وسألته لنفسي مئات المرات، وهو سؤال يجب على كل مسلم ان يسأله لنفسه ان كان حريصاً على دينه ودنياه وحريصاً على ان يقابل رباه بالشكل المرضي. سألت نفسي هل يجب عليًّ ان اكون سنياً او شيعياً بتفرعاتهما المختلفة وهل التشيع او التسنن هما بوابة الدخول الى الاسلام، واذا لم يتصف احد بهذين الوصفين هل يعتبر اسلامه ناقصاً أم لا؟ بقراءتي المستمرة لكتاب الله وما تيسر لي من احاديث رسوله وسيرته صلى الله عليه وآله وسلم وجدت ان التسميات التي ارادها الله لعباده ووردت في كتابه العزيز واحاديث رسوله هي الاسلام والايمان والمسلمون والمؤمنون وغيرها من التسميات التي ترتبط بالصلاح والتقوى والقرب من الله سبحانه. لم اجد من خلال قراءتي لفظي التسنن والتشيع بالمعنى الذي انتشر اليوم والمتمثل في ادعاء تمثيل الاسلام لا في القران ولا في احاديث الرسول كذلك. قال تعالى: «انًّ الدين عند الله الاسلام» وقال سبحانه: «هو سماكم المسلمون» وقال الرسول الكريم «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» صدق رسول الله، هذه هي الاسماء التي سمى بها الله المسلمين وارادها لهم فلماذا نبحث عن تسميات اخرى غير ما سمنا الله به؟!! اختيار تسميات اخرى غير ما سمنا الله به سواء كانت سنة او شيعة او سلفية او وهابية او اثنا عشرية او اخوان مسلمين او تبليغ الى آخر هذه القائمة التي بدأت ولن تنتهي بدعة سيئة عملت على شق صف الاسلام والمسلمين وادت الى تجزئة وشرذمة المعسكر الاسلامي الى معسكرات صغيرة ومفككة ومتناحرة الى الحد الذي اصبحت هذه التسميات تضر بالاسلام اكثر من اعدائه ويكفي لايضاح خطأ هذه التسميات قول الله سبحانه وتعالى: «ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء» . هذه التسميات والتسميات في الاصل عبارة عن حركات سياسية تحاول التدثر بالاسلام للحصول على شعبية في اوساط العامة من المسلمين عبر ادعاء تمثيل الاسلام ولكن الاهداف لها والمطامع منها سياسية بحتة مرتبطة بمصالح جماعات واشخاص متشعبة ومتعددة سواءً في الحكم والسلطة او في الثروة وغيرهما اكثر من ارتباطها بمصلحة الاسلام والمسلمين فالاسلام يرفضها رفضاً قاطعاً، هذه التسميات سارت وتشابكت مع التاريخ الاسلامي حتى ظن الكثير انها من لب الاسلام وهي ليست كذلك.