تجلَّى الاعلام في حياتنا في هذا العصر، إنه يساكن حياتنا بكل تفاصيلها.. حضوره بدأ أكثر تأثيراً في توجهاتنا وآرائنا وقراراتنا.. أصبح العالم بكل أسراره وتفاصيله حاضراً في إعلام اليوم، ومن خلاله تتسع دائرة الرؤيا وتصاغ السياسات والتوجهات، وفي ثناياه تنمو الافكار وتتبلور المصالح والغايات.. لكنه ليس على كل ذلك قدير، هناك الإعلام الذي يحترم العقل مصداقية وحسن تقديم، وهناك الإعلام المدلس والغبي، وكلاهما يتدفق في عالم اليوم، والمتلقي وهو يتعرض لمصادر إعلامية شتى قادر على الاختيار، حسبه انه عاقل لا كما يتصوره البعض بأنه خاو ومن السهل التلاعب بعقله، إنه الجمهور النشط قادر على التمييز بين من يحترم عقله وبين من يحاول تزييف وعيه. وحين نتحدث عن أهمية دور الإعلام في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، فلأن مجتمعنا إزاء حوار وطني شامل تترتب على نتائجه رسم مستقبل اليمن كونه يتصل بالنظام السياسي وهيكل الدولة، ولما يعول عليه من حلول حاسمة للقضايا والمشكلات الكبيرة التي يعاني منها اليمن.. انه حوار قرارات، حوار لابد ان يعبر عن الإرادة الشعبية.. إنه في بؤرة الضوء، سيشهده العالم وسيكون شاهداً علينا.. ومن هنا يأتي دور الإعلام في إنجاحه سواء في مرحلة الإعداد له أو المصاحبة لانعقاده ومتابعة نتائجه وقراراته، ودون ذلك ان تتوافر الوطنية الإعلامية في التعريف بالمؤتمر الوطني وموضوعاته وقضاياه واهمية الحوار وثقافته والتحضير له، وإضاءة جوانب كل ما يتصل به إعداداً وأداء وقضايا وموضوعات.. وتغطية مداولاته وأخباره, ويتعين على الوطنية الإعلامية سواء كانت في سياق الإعلام العام او الخاص «حزبي ومستقل» ان تكون عامل اسناد قوي لانجاح الحوار الوطني.