صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلام الوطني بعيداً عن جلباب الحزبية
نشر في الجمهورية يوم 30 - 06 - 2007

- راجح الجبوبي :بنود ميثاق الشرف الصحفي تتضمن احترام الاختلاف - جمال عامر:إذا كان هنا تجاوزات على قانون الصحافة فميثاق شرف ملزم أخلاقياً غير مجد- تحقيق / عبدة سيف الرعيني .. يقال اعطني خبزاً نظيفاً وخبراً صحفياً صادقاً وصحيحاً أضمن لك تحقيق أهداف النهضة الحضارية لأي شعب من الشعوب.. وانطلاقاً من هذه الأهمية الحيوية والاستراتيجية للإعلام الوطني بشقيه الرسمي والمعارض والأهلي والمستقل، والمهمة التنويرية والتربوية المناطة بأداء هذه المؤسسات الإعلامية، والتي تشكل أولاً وأخيراً في أدائها الإعلامي منظومة الإعلام الوطني الذي بدون ادنى شك يمثل كوادرها الصحافيون وهم من يطلق عليهم قادة الرأي العام وصائغوه وهم النخبة المستنيرة التي بمقدورها فعلاً كنخبة قيادة الرأي العام لأمتهم وشعبهم اليمني إلى بر الأمان أو العكس لاسمح الله أن تنشر ثقافة الوسطية والاعتدال وغرس مفاهيم الولاء الوطني في جيلنا جيل الحاضر وجيل المستقبل، وهو مايعني أننا اليوم كإعلام وطني بشقيه الحكومي والمعارض بأمس الحاجة لتبني ميثاق شرف صحفي نتفق عليه جميعاً وننضوي تحت مظلته كصحافيين وإعلاميين يمنيين يحرم علينا جميعاً المساس بالثوابت الوطنية مع الحفاظ على ماتحقق لنا من انجازات في حرية التعبير.. فهل نحن فاعلون؟! ، صحيفة (الجمهورية) تخصص ملف هذا الاسبوع لمناقشة أهم قضية وطنية هي المهمة التنويرية والتربوية للإعلام الوطني فإلى الحصيلة التالية:
تقدم مرهون بالأداء الاعلامي الوطني
بداية التقت الصحيفة الأخ/ راجح علي الجبوبي نائب رئيس مجلس الإدارة نائب رئيس التحرير لوكالة سبأ للانباء عضو مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين وسألناه عن المهمة التربوية والتنويرية للإعلام الوطني بشقيه الحكومي والمعارض في ظل ماتشهده الساحة اليمنية من توجهات في تنفيذ برامج الإصلاحات الشاملة كأولوية من أولويات البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية ؟
بداية دعني أوضح هنا حقيقة تجسد أهمية دور الإعلام الوطني في التأثير سلباً وايجاباً على حضارة وتقدم الشعوب وانطلاقاً من عبارة شهيرة لأحد المفكرين الغربيين «تويني» مفادها أن الحضارات الإنسانية لاتشيب أو تنتهي بفعل الكوارث الطبيعية أو التطاحن والحروب ولكن تفنى حضارات الشعوب بسبب انحراف النخبة المستنيرة التي تقود هذا الشعب أو تلك الأمة وهذه حقيقة تاريخية ترجمتها الوقائع والأحداث في عصرنا الحاضر وهو ما يعني أن للإعلام الوطني دوراً جوهرياً في التحكم بمصير الأمة وكذلك بالمثل يلعب الإعلام الوطني دوراً استراتيجياً ومحورياً في صنع حضارة وتقدم وازدهار الأمم والشعوب من خلال قيادته للرأي العام وهو مايعني بأن أي انحراف للنخبة المستنيرة والمتمثلة بالكوادر الإعلامية العاملة في مؤسسات الإعلام الوطني بشقيه الحكومي أو المعارض أو المستقل يعني هذا الانحراف ببساطة التنكر لكل الثوابت الوطنية العليا للوطن وللأمة والمساس بها وبالتالي يقود المجتمع اليمني إلى التفكك والشتات والصراعات على المصالح الشخصية على حساب المصالح العليا للوطن والمتاجرة بهذه الثوابت واستثمارها لخدمة المصالح الفردية فحسب.
في ظل النظام الديمقراطي وحرية التعبير وحرية الصحافة في اليمن هل استغلت هذه المفردات من قبل بعض الوسائل الإعلامية الوطنية لممارسة التعديات كالقذف الشخصي والمساس بالثوابت الوطنية وما أهم المعالجات لمواجهة هذه التحديات التي أصبحت تشوه منظومة الإعلام الوطني وتسيء للمهنة ؟
اريد هنا أن اقول: إنه نظام ديمقراطي لابد من وجود فيه معارضة ومن حقها ممارسة هذا الدور ولكن بشرط احترام الثوابت الوطنية إلا أنه وفي كل نظام ديمقراطي لابد من أن يكون هناك اخطاء تحدث لاننا مازلنا في اليمن في تجربتنا الديمقراطية نقف على درجات السلم الديمقراطي الأولى وبالتالي ربما حتى الآن المعارضة في اليمن لم تنضج لديها تجربتنا.
الديمقراطية بما يؤهلها بأن تتصرف وفق المعايير الديمقراطية الصحيحة التي تعتبر أي المعارضة نفسها بأنها جزء لايتجزأ من مشروعية هذا النظام الديمقراطي في اليمن وتنطلق في قيامها بالمعارضة من منطلق مفهوم ثقافة الخصومة السياسية بينها والحزب الحاكم مع الأسف وتقوم بالتالي ومن خلال وسائلها الإعلامية الاساءة إلى الثوابت الوطنية من حيث لاتدري هي أنها وبهذه الممارسات تسيء حتى لمشروعيتها الديمقراطية نفسها وأما المبادرات الحالية للتغلب على أمر كهذا فإننا في نقابة الصحافيين اليمنيين نعمل حالياً على اعداد ميثاق شرف صحفي يوقعه الجميع يحرم على كل وسائل الإعلام ممارسة مثل هذه التعديات وكذا يحرم المساس بالثوابت الوطنية اضافة إلى أن تفاصيل قانون الصحافة الجديد الذي حالياً يدرس في مجلس الشورى لاستكمال اجراءاته تمهيداً لإصداره قريباً يتضمن حلولاً ناجعة لمثل هذه التجاوزات اضافة إلى أن أهم مايميز هذا القانون الجديد هو طبعاً تحريم حبس الصحافي اليمني بسبب مانشره من رأي أراد من خلاله معالجة أية قضية من القضايا التي تهم مجتمعه .
نود هنا منكم التوضيح أكثر حول ابرز بنود ميثاق الشرف الصحفي الذي تتبناه نقابة الصحافيين حالياً كما تفضلتم ؟
ابرز بنود ميثاق الشرف الصحفي هو احترام الاختلاف وقبول التعدد في الرأي وحل مشاكل الاختلاف بالرأي من خلال قاعدة ومبادئ الحوار وعدم الخلط بين الرأي والتسفيه والتحقير والتقليل من شأن صاحبه واستعمال الالفاظ المجانبة في الموضوع المطروح أو الفكرة المنصرفة للشخص وايضاً هنا بند يحرم عدم المساس بالثوابت الوطنية أو التجريح الشخصي لشخص بعينه كذلك أحد بنود ميثاق الشرف يحرم على كافة الوسائل الإعلامية ممارسة الابتزاز بواسطة الصحافة أو قبول الرشوة والاتهام من غير أساس وثوابت دامغة لهذا الاتهام ايضاً يمنع الميثاق عدم السطو على أية اخبار أو مقالات.
مهام توعوية وتربوية
هل للإعلام الوطني مهام تربوية وتنويرية أم أنه حصر الخدمة للقضايا السياسية فحسب كما يفهم البعض ؟
من أولويات المهام المناطة بالإعلام الوطني لاشك هو المهمة التربوية والتنويرية وتدخل المهام الإعلامية في كافة مجالات البناء والتقدم السياسي الاقتصادي الثقافي الاجتماعي .. الخ ...من امور حياتنا المعاصرة اليوم وكذلك أيضاً للإعلام الوطني دور توعوي وارشادي مهم في المجتمع بكل شرائحه المختلفة والإعلام الوطني هو الذي يصنع الرأي العام لأي شعب من الشعوب أولاً وأخيراً ولاشك أن تشكيل سلوك المجتمع تقع على مسؤولية الإعلام الوطني إن لم تكن من أهم مهامه وأولوياته وفي تقديري أن الإعلام كمفهوم عام يعتبر انعكاساً لشراكة المجتمع كله بشكل عام وأيضاً يمثل الإعلام من حيث أداؤه المجس الحقيقي لكل اداء وعمل المؤسسات سواء منها المؤسسات الحكومية أم الخاصة أو المؤسسات التابعة للمجتمع المدني الأخرى وهناك مقولة تاريخية مفادها أن الإعلام هو يمثل عيون وآذان المجتمع.
ماذا يعني الإعلام الوطني بالنسبة للتقدم الاقتصادي والاستثماري والأمني والاجتماعي تحديداً في وظيفته وادائه كإعلام وطني بغض النظر عن توجهاته السياسية ومحدداته المختلفة كأحد ابسط مهامه الجزئية في الأداء العملي له ؟
لاريب أن الإعلام الوطني يمثل من أهم الدوافع للاستثمار والتطور والبناء الاقتصادي والتنموي داخل المجتمع اليمني اليوم ودور الإعلام بالأساس لايرتبط بمرحلة زمنية محددة ولايتبوأ مكاناً ما ولكن ارتباط الإعلام يظل موجوداً في ادائه في كل مرحلة وطنية تاريخية ونحن اليوم نناقش لاشك دور ومهام الإعلام الوطني في ظل مرحلة النهوض الاقتصادي والسياسي والحضاري بقيادة فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وفي ظل تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي يعد ترجمة حقيقية واقعية تمخضت لتجسد نجاح المشروع الحضاري الديمقراطي ليمن الوحدة والديمقراطية يمن حرية التعبير وحقوق الإنسان اليمن الحديث وهو مايعني أننا كاعلام في هذه المرحلة أن يكون دورنا الاسهام في البناء والتقدم الحضاري باعتباره السباق في كل مايعتمل اليوم ونكون في ادائنا الإعلامي اداة بناء وتقدم وليس اداة هدم وتدمير لمشروعنا النهضوي الحضاري اليوم وإلا نكون قد انحرفنا عن جادة الصواب وخنا الأمانة الوطنية العظمى التي تتجسد بقدسية واجبنا الإعلامي الوطني ودورنا الريادي في كل مجالات البناء والاعمار والتنمية الشاملة ويجب أن نكون اعلاميين مواكبين بأدائنا للمرحلة الراهنة بكل تجلياتها المشرقة التي يعيشها شعبنا اليمني اليوم بقيادة ابنه البار وقبطان سفينة نجاته إلى بر الأمان فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يحفظه الله صمام أمان الوحدة.
ايجاد قواسم مشتركة
هل من وسيلة أمامكم اليوم كقياديين إعلاميين وصحافيين في وسائل الإعلام الحكومية وفي المعارضة يمكن من خلالها امكانية ايجاد قواسم وطنية مشتركة يتم الاتفاق عليها في الاداء الإعلامي الوطني الذي يمكن أن يجنبنا مخاطر الانزلاق والقفز على الثوابت الوطنية العليا للوطن؟
نعم نحن نؤمن كقياديين في مواقع صنع القرار الإعلامي في الحكومة بأهمية وضرورة البحث اليوم عن وسائل تكفل لنا امكانية ايجاد قاسم مشترك يجمعنا نحن وإعلام المعارضة وأنه لابد وأن يكون هناك قاسم مشترك على الأقل في مايتعلق بالثوابت الوطنية واحترام هذه الثوابت في ادائنا الإعلامي والصحفي وعدم المساس بها تحت أي ظرف من الظروف .
بالإضافة إلى الاتفاق الموضوعي على الالتزام بأخلاقيات ممارسة المهنة في مسائل كشف العيوب ومسألة النقد البناء والمنهجي الذي يأخذ في الاعتبار جوانب القيم الاجتماعية وعدم خدشها من خلال هذا النقد البناء والهادئ والمنطقي والابتعاد عن اساليب التشهير والتحامل وثقافة الخصومة السياسية واسلوب المواجهة والانتقال إلى اسلوب العمل الإعلامي والصحفي المجسد لقيمنا الوحدوية والوطنية والاجتماعية دون استمرار اساليب النقد الجارح.
الثوابت الوطنية
وأعود هنا وأكرر واقول: دور المعارضة مهم جداً ولاينبغي بأي حال من الأحوال اسكات صوت المعارضة مهما كانت الظروف مواتيةلذلك وفي نفس الوقت لاينبغي بالقدر نفسه السكوت على المعارضة عن كل التجاوزات والاخطاء دون محاسبتها على بعض هذه التجاوزات الجسيمة منها وأن التجاوزات الإعلامية بشكل عام لاينبغي السكوت عليها سواء كانت صادرة من اعلام المعارضة أم من الإعلام الحكومي وخصوصاً تلك التجاوزات التي تمثل المساس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالثوابت الوطنية.
فقدان المهنة الصحفية
بعض صحف المعارضة مازالت توجهاتها تكرس مفاهيم وقيم وثقافة الغاء قيمة الآخر مما دفع بعضها إلى أن اصبحت معروفة بمسمى »الوهم« لكل انجاز تنموي ملموس أمام العيان؟ فَبِمَ وكيف تنصحون مثل هذه الصحف الحزبية المعارضة؟
مع الأسف أن بعض هذه الأحزاب التي تنتمي إليها هذه الصحف وصلت إلى مستوى هذه الحالة من المبالغة والاجحاف بكل ماهو موجود ومنجز يرى للعيان لسبب بسيط هو أن هذه الصحف ذاتها جعلت السياسي يتصدر العمل المهني الصحفي كتوجه لها وهو مايعني أن الانطلاق لتحقيق هذا لهدف السياسي ينطلق بواسطة الصحافة والعمل الصحفي وعليه فإن هذه الصحيفة أو تلك تكون قد فقدت المهنية الصحفية في الطرح الصحفي في الوقت الذي تفقد مصداقيتها عند القارئ نفسه وتصبح محل سخرية فيما تطرحه أمام قرائها.
يجب أن لايسبق السياسي الصحافي
ومن هذه الاخطاء التي تقع فيها هذه الصحف أن القيادي الحزبي والسياسي الذي جعل صحيفته مطية للوصول إلى اهدافه نجده بمجرد ما يحقق اهدافه الشخصية من قبل الحكومة ينقلب 180 درجة.
وهنا نحن ننصح الصحافي أن لايكون في عمله مجرد امعة أو مطية للسياسي لأنه بذلك يخون مهنته الصحفية اطلاقاً وعملياً يفقد مصداقيته ويسيء إلى هذه المهنة وشرف المهنة ويشوهها.
والتقت الصحيفة بالاستاذ أحمد الصوفي عميد المعهد اليمني للتنمية الديمقراطية والذي بداية سألناه :
مانوع وطبيعة المهمة التربوية للإعلام الوطني ؟
الإعلام بشقيه التربوي والسياسي يلعب دوراً محورياً في عملية تنفيذ وترجمة آليات اداء كل الاطر الثلاثة الحكومية التربوية التنموية ، فيما يتصل بتنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لأنه هو الإعلام الذي ينقل إلى المجتمع اليمني وتيرة الإنجاز وينقل ايضاً للمجتمع طرق اسهامه كما أن الإعلام يحاول أن يربط بين الأهداف البعيدة والفعل اليومي أي الذي يصدر عن الدولة وافراد المجتمع كما أنه يمكنهم من الانخراط في العمل والتي تجعل اليمن كلها ورشة عمل تنموية للوصول إلى غايات البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية هذا الأمر يتطلب أن يكون هناك برامج منفتحة على المجتمع برامج تشرك أبناء المجتمع في جميع الاحداث والفعاليات والقضايا .
تأسيس نهج تربوي
وايضاً نؤكد ونؤسس قاعدة حوار تجعل المجتمع يطرح الأسئلة ويتحاور مع المسؤولين في كل جديد وقضاياه التي تتصل بحاجاتهم وحياتهم كمجتمع وكذلك لاختبار مدى فعالية الاداء الحكومي واثر هذه الفعاليات على حياتهم بشكل مباشر بمعنى أننا اليوم فعلاً نحتاج إلى اعلام وطني متبصر وميداني قادر على ازالة حاجز الخوف بينه والمجتمع اليمني ومنفتح على الحوار مع المجتمع.
لست مع ولا ضد
ماهو رأيكم حول مقترح تبني نقابة الصحافيين اليمنيين ميثاق شرف صحفي يضم كافة المؤسسات الصحفية والإعلامية بشقيها الحكومية والمعارضة يحرم المساس بالثوابت الوطنية ؟
مبدئياً أنا لست ضد هذا المقترح الوطني النوعي ولكن رغم ذلك أنا لست ايضاً مع هذا المقترح لأني اعتقد جازماً الحاجة لقانون يجرم القذف لأن ميثاق الشرف المهني سواءً للصحف الرسمية أم الحزبية المعارضة لايمكنه أن يعالج المضاعفات والاعتلالات الموروثة داخل بنية وتكوين ونشوء الثقافة والصحافة الوطنية لأن الخلل ليس فقط اخلاقياً بل الخلل لدينا أيضاً سياسي بدرجة أساسية ،حيث أن جميع المعايير والمعارف التي تصدر عن الصحافة ناتجة بالأساس عن تحامل وكذا اشاعة ثقافة حقد وكراهية والتحقير من قيمة الآخر والطعن الشخصي الذي يتحول إلى قذف وعليه يحتاج فقط إلى قانون قانون يتيح الحرية بالمطلق للناس جميعاً يقول أن يعبروا شريطة أن يحرم ويجرم القذف الشخصي ويطالب بالالتزام بالحقيقة والامانة والدقة في نقل المعلومات هذه الشروط تعفينا من الحاجة إلى ميثاق شرف صحفي في اليمن.
الدول المزدهرة ديمقراطياً
إذاً من وجهة نظرك الشخصية ماهي الحلول الناجحة لخلق منظومة إعلام وطني يحترم الثوابت الوطنية؟
دعني هنا اشير إلى تجربة الدول التي سبقتنا بتطبيق النظام الديمقراطي فيها والمتقدمة على سبيل المثال كالولايات المتحدة الامريكية وأوربا يتم الاحتكام في ممارسة العمل الصحفي فيها اعتماداً على مواثيق تتم بين رؤساء تحرير هذه المؤسسات الإعلامية والصحفية ونجحت هذه التجارب في هذه البلدان لسبب وحيد هو أن في هذه الدول المزدهرة ديمقراطياً لديها قوانين تفصيلية تمنع أساس مثل هذه التعديات في ميدان العمل الصحفي كما أن هناك تقاليد راقية في إطار المهنة الصحفية والإعلامية أما نحن اليوم حقيقة نريد فعلاً الأخذ بمثل هذه التجارب المتقدمة ونريد أن نؤسس لمثل هذه التقاليد ولانستطيع الاعتماد على نوايا اخلاقية من خلال اعداد ميثاق شرف لكي نقول لمجتمعنا إنك آمن من أية تعديات للصحافة عليه.
وعورة في الاخلاق
نحن لدينا وعورة في الاخلاق ووعورة في استغلال الإعلام ولانحتاج كحل ناجع لهذه المشكلة إلا لقانون كما أننا نحن الآن في الجمهورية اليمنية نمر في مرحلة انشاء الدولة الحديثة حيث أن الدولة الحديثة لاتنشؤها المواثيق أو الاتفاقات الأخلاقية التي تتم بين الأفراد بل تنشؤها قوانين لأنها «القوانين» أولاً توجد المجتمع في اطارها.. الأمر الثاني تنسق هذه القوانين أداء هذه المؤسسات الإعلامية ضمن دولة وضمن مجتمع يرتبط مع بعضه البعض .
ماهي الآثار الإيجابية والسلبية المترتبة على اداء المنظومة الإعلامية الصحفية الوطنية خصوصاً في الجوانب التنموية والبناء الاجتماعي والازدهار الاقتصادي ؟؟
يجب أن تعلم يقيناً أن مستقبل الشعوب والأمم يظل دائماً مرهوناً بقيادة النخبة المستنيرة للرأي العام لهذا الشعب أو لتلك الأمة من الأمم.
وبالتالي فإن المثقف الايجابي والمثقف العضوي هو من البيت والحي والشارع وكذلك دوره في المؤسسات الإعلامية في اختيار القضايا التي تعزز روح الوحدة وتعزز توجه مكافحة الفساد وتساعد على تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية الذي أصبح ليس برنامجاً للحكومة اليمنية الجديدة وحدها وإنما برنامج عملي لكل أبناء الوطن اليمني من أقصاه إلى أقصاه.
التحول التاريخي
بم وكيف يمكننا تنمية وتطوير رصيدنا في مجال تجربة الحوار اليمنية التي أفرزتها الوحدة اليمنية المباركة خلال ال 17 عاماً الماضية من عمرها من خلال تناول قضايا الحوار عبر منظومة الإعلام الوطني؟
أولاً : نجعل الحوار مفتوحاً ويطلع عليه كل أفراد المجتمع اليمني ويعرفون أدق تفاصيله حيث أن الحوار المغلق بين الأحزاب السياسية فحسب لايجدي نفعاً بل ويجعل من هذه الأحزاب وكأنها وصية على التحول التاريخي وبإقصاء الحوار عن مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحرفية ومؤسسات المجتمع في الجامعات وعدم المشاركة في قضايا هذا الحوار يجعل كل التصميم السياسي يبدو وكأنه معزول أو مصمم على حاجات القوى المختلفة وعلى اقتسام إرادة ووعي المجتمع إذ لابد لهذه التجربة الحوارية اليمنية أن تطور على ماكانت عليه خلال السنوات العشر الأخيرة اما أن تنغلق ويصبح أمناء عموم الأحزاب يحسمون القضايا الحساسة المتعلقة بالدستور والمتعلقة بالقوانين وبالحقوق الفردية لكل ناخب هذا أمر لايسهم في توسيع وتطوير دائرة الحوار وتنمية التجربة.
الإعلام الوطني
الأخ / جمال عامر رئيس تحرير صحيفة الوسط؟ سألناه: ماهو تقييمك للأداء الإعلامي والصحفي في اليمن ؟
إن ما يفترض هو أن يكون للإعلام الوطني بشقيه دور فاعل في مختلف مناحي الحياة وفي كل المجالات سواء منها أكانت تربوية أم سياسية أم تنويرية توعوية للمجتمع ولكن الأصل فيما يخص الجانب التربوي وبما يخص الجانب الثقافي أعتقد أن إعلامنا وصحافتنا في هذه المجالات تحديداً مازالت مقصرة جداً جداً باعتبار أن الإعلام هو بالأصل من أهم مهامه ووظائفه التنمية التربوية والتنويرية والثقافية وأعتقد أن الإعلام في اليمن بشكل عام مسيّس بالغالب والنوعية والتخصص للانتاج الإعلامي قليل جداً لا يمثل 10% من الانتاج الإعلامي في بلادنا مع الأسف.
مسؤولية جماعية
وأنا من وجهة نظري أعتقد أن هذا يمثل قصوراً كبيراً جداً في أداء الوظيفة الإعلامية والصحفية في اليمن وعلى الجميع إعادة النظر في أسلوب الاداء للرسالة الإعلامية وأيضاً نحن لانحمل المسؤولية فقط مؤسساتنا الإعلامية وحدها في هذا الأمر إذ أننا نجد القارئ اليمني يشترك في تحمل هذه المسؤولية من حيث أنه يفضل الاقبال على قراءة الموضوعات السياسية أكثر من اقباله على قراءة الموضوعات الثقافية والعلمية النوعية التي يمكن أن يستفيد منها وتعود عليه بالفائدة وهو ما يعني أننا في اليمن نعاني مشكلة يشترك فيها القارئ والإعلام على حد سواء.
تقديم السياسي على الصحفي كما تفضلتم في أدائنا الإعلامي في اليمن هل يعني هذا وجود اختلال مهني في الوظيفة الإعلامية ويسهم في فقدان المصداقية المهنية للصحافة في بلادنا؟
أولاً : لنكن واضحين أنه من الصعب اليوم في ظل نظام تعددي سياسي أن نجد صحافياًبلا موقف سياسي حيث أنه بالأخير سنجد أن لكل صحافي لابد وأن يكون له موقف مبدئي سياسي لاشك في ذلك ولكن ما نفهمه نحن عن الصحافة والأداء الصحفي.. المفروض بأن الصحافي هو ينقل الحقيقة كما هي في الواقع بأمانة وبشفافية وطرحها على الرأي العام كما هي وبالأخير يمكنه أن يطرح رأيه الشخصي عليه ويطرحه كما يريد والصحافي اليمني مثله مثل أي صحافي في العالم بالأخير له رأي وله موقف يجب أن يحترم.
مراعاة القيم
إلا أنني أرى هنا أن على الصحافي عندما يطرح رأيه في موضوع ما أو ينتقد يجب قبل تناوله هذا الطرح أن يخلع قبل ذلك عن نفسه جلباب الحزبية أولاً حتى يكون فعلاً صحافياً حراً فيما يطرح من رأي أو نقد، إلا أن في اليمن يجب ان نعترف ان هناك ارثاً ثقافياً واجتماعياً لدى البعض من أمراض الماضي كالأحكام المسبقة على الحقيقة والاتهام بالاشاعة والتقليل من قيمة الآخر بصورة أو بأخرى والخ من هذه التي تقف اليوم أمام الصحافي حجر عثرة.
تسعى نقابة الصحافيين اليمنيين الى تبني وعمل ميثاق شرف صحفي للاعلام الوطني في اليمن هل أنت مع أم ضد هذه الفكرة؟
المسألة ليست أن أكون مع أو ضد هذا الميثاق وإنما الرهان الحقيقي على الصحافي الشخص نفسه حيث إن الصحافي إذا لم يكن يتمتع بصفات أخلاقية حميدة أو ليست عنده قيم اجتماعية ودينية وانسانية أنا أعتقد أن أي ميثاق شرف لن يمنع مثل هذا الصحافي الذي يعاني كل هذه النواقص من استمراره في ممارسة التعديات الصحفية على الآخرين وعلى المجتمع وعلى القضايا الوطنية التي تهم الجميع .
ميثاق شرف لا يمكنه أن يردعه عن مثل هذه الممارسات الخاطئة في حق المهنة الصحفية والعمل الصحفي.. الشيء الثاني أنه لدينا قانون للصحافة والمطبوعات والذي يجري حالياً استكمال تعديله واجراءات اصداره لتنظيم العمل الصحفي في بلادنا وأنا أرى ان القانون التفصيلي لتنظيم العمل الصحفي هو الأقوى والأكثر فاعلية إذا ما تم تطبيقه والالتزام به وإذا كنا نلاحظ اليوم أن هناك تعديات وتجاوزات على قانون الصحافة المعمول به حالياً في اليمن فكيف إذاً بميثاق شرف أخلاقي ملزم أخلاقياً الالتزام به أن يكون ذا جدوى لا أعتقد ذلك، ناهيك عن أن ميثاق الشرف حتى وإن تم انجازه إلا أن مسألة الإيمان والالتزام ببنوده سوف تكون نسبية فحسب في الوسط الصحفي حيث أن ما أراه أنا لا أخلاقي قد يراه غيري أنه عمل أخلاقي وهكذا وعليه فإن الميثاق لن يكون مجدياً بقدر ما للقانون من التزام الجميع في تنفيذ بنوده وبالتالي فإنه لم يكن هناك قانون حقيقي يحفظ للصحافي حقوقه وحمايته مثل ما يحفظ للآخر حريته الشخصية وهو المطلوب اليوم تحقيقه والعمل من أجله من قبل الجميع.
إمكانات ومؤسسات صحفية
القياس على تجربة دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا في نجاح مواثيق الشرف لدى المؤسسات الإعلامية لديها بما هو في اليمن يظهر فروقاً شاسعة بيننا كإعلام يمني وبين مستوى التقدم الذي وصل إليه الإعلام الغربي والأمريكي حيث أن هناك في امريكا، وأوروبا مؤسسات صحفية حقيقية موجودة ويؤثر فيها كلمة (العيب) وكلمة إن اختراق ميثاق الشرف جريمة اخلاقية في حق المهنة الصحفية وهو عكس ما عندنا في اليمن مع الأسف أن الصحف عندنا هي مازالت تمثل اشخاصاً ولاتوجد مؤسسات صحفية حقيقية بصراحة وبالتالي صعب القول اننا بامكاننا الالتزام بميثاق شرف الأخلاق المهنة الصحفية وهناك في اليمن بعض الصحف لاتكاد أن تكون أكثر من انها مجرد منشورات موسمية أو منشورات تصدر بالمناسبات الإعلامية فحسب كالمناسبات الدينية والوطنية بهدف التحصيل المادي من الإعلانات والتهاني !!
،يجب أولاً أن نؤسس قيماً اخلاقية للصحافة اليمنية من أجل امكانية التحدث عن ميثاق شرف أو غيره الخ.
منشورات وليست صحفاً
كيف يمكن لكم هنا المقارنة بين مميزات الانتاج الصحفي من خلال العمل الميداني واجراء التحقيق الصحفي وبين الانتاج للعمل الصحفي الذي يعتمد على آلية العمل المكتبي ؟
نعم أنا معك بأن ما يغلب على منتوجنا الصحفي والإعلامي في بلادنا يعتمد على آلية العمل المكتبي وليس الميداني وهذه أهم جزئية تعيق تطور الاداء الصحفي الإعلامي في اليمن وأحد أهم المشكلات التي نعانيها جميعاً حيث أنني أؤكد لك أنك تقرأ بعض الصحف من أول صفحة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.