خياران لا ثالث لهما لمستقبل الشعب اليمني ودول المنطقة والمجتمع الدولي الذي ترتبط مصالحهم بأمن واستقرار اليمن الذي لن يتم الا بتحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية بين كل افراد المجتمع اليمني دون تحيز او تميز وكذلك تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة التي تحررالمواطن اليمني من الارتهان والوقوع تحت سيطرة العناصر الإرهابية وعناصر الطابور الخامس المضادة للثورة تحت ضغط ظروف الحاجة الملحة للبقاء في الحد الآدنى للعيش الكريم التي تستغلها عناصر الإرهاب والقوى التقليدية المضادة للحداثة بتجنيد اصحاب الاحتياجات الضرورية لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وأمام هذه التحديات التي تمول وتدعم خارجياً للحصول على موطئ قدم يوسع نفوذهاويقوي موقفها التفاوضي في الصراع الإقليمي والدولي على حساب اليمن. وعليه بات على ابناء اليمن والدول الداعمة والراعية للمبادرة ان يكثفواجهودهم لإنجاح مؤتمرالحوارالوطني بعتباره السبيل الوحيد الآمن لخروج اليمن من النفق المظلم والتهديدات والمخاطر التي تحيط بالوطن وتغذى من المصادرالمتعددة والتي تزيد بصورة مستمرة اذا لم يتيقض شعبنا ويتفهم خطورة الموقف ويسارع الى الإصطفاف الموحد للمشاركة في الحوارودعم سبل نجاحه بكل الوسائل المتاحة كواجب وطني لسلامة الوطن وفرصة ثمينة لاتعوض لوضع كل التصورات والرؤى المقدمة من كل الأطياف ومكونات المجتمع اليمني علىبساط طاولة الحوار المناط بها حل ومعالجة كل القضايا الوطنية المعلقة وفي مقدمتها القضية الجنوبية ومشاكل صعدة وتهامة والمحافظات الواقعة على خط التماس ايام التشطير البغيض بعتبار انها اكثرمن عانى ويلات الحرب المدمرة والتشطير، ولايعني ذلك ان باقي شعبنا لم يعان مرارة الظلم والإستعباد وكل انواع الذل والأمتهان ومردودات الحروب الظالمة. كل ذلك يجعل أبناء شعبنايعلقون امالهم وطموحاتهم على مخرجات الحوارالوطني بمصفوفة متكاملة تحدد آفاق المستقبل الأمن المزدهر الخالي من الفساد وشوائب الماضي التعيس ورموزه الذين اوصلوا البلادالى خضم الكوارث الدائمة التي خلقت الإحتقانات والتذمر وغذت النعرات المتعددة واتاحة الفرص لمن هب ودب من اصحاب المشاريع الصغيرة بغياب الدولة والمشروع الوطني الشامل والكامل الذي يحمل كل هموم وقضايا الوطن ويقف من الجميع بمسافة واحدة متساوية دون انفرادا وتميز عرقي اوطائفي اوسلالي اوقبلي اومذهبي اوينحاز لجاه اومكانة اوقرابة او مصالح ذاتية بعيدة عن مصالح الوطن العلياوسيادته وأستقراره ووحدة اراضيه التي ضحى شعبنا وشبابه بالغالي والرخيص في سبيل ذلك. كل ماأشرنا اليه آنفاً يتمثل بالدولة المدنية الحديثة التي تواكب االحداثة ومستجدات التطور للعصر الحديث الذي يحقق العدالة الإجتماعية والمواطنة المتساوية ويعيد الحقوق لكل من ظلم ويفسح المجال امام كل المواهب والقدرات لشباب المستقبل وكل الخيرين دون ايه عوائق اواحباط الكل متساوون في الحقوق والواجبات تحت سيادة القانون. بمثل هذه الصفات وغيرها من الأفكار المبدعة التي يتحتم على كل المشاركين في الحوار أن يطرحوها على بساط البحث والنقاش بطاولة الحوار لتتكامل مكونات المشروع الوطني الكبيرحلم الآمة اليمنية الذي طال انتظاره على احر من الجمر والذين يترقبون ولادته بفارغ الصبرمن رحم مؤتمرالحوار الوطني كنتاج ثمارجماعية يانعة صاغها وشارك فيها كل ابناء الوطن عبر ممثليهم في الحوار خاصةً بعد أن ساده سمو تجسيد الروح الوطنية عند الجميع بقبول نسبة المشاركة بالمؤتمر بالمناصفة وتحديد نسب المشاركين من الشباب والمرأة وكل الأطياف من مكونات المجتمع باسلوب علمي غني بالتجارب المماثلة يتيح للجميع التوافق في الإجماع عندالتصويت على ما يقر ويمنع السيطرة اوالإ نفراد لأي مكون مشارك في الحوار من المستحيل ان يفرض اية طرف رؤية آحادية دون توافق المكونات الأخرى ومن يشكك بغير ذلك عليه ان يجرب النسب المحددة لكل مكون حتى وان اضاف اليه من يتوقع تحالفهم مع هذاالمكون سيجد أنه من الصعب ان يحصل ايٍ منهم على اغلبية يفرض وجهة نظره الآحادية دون أن يحظى بموافقة معظم المكونات المشاركة طالما ورأيه مخالف للإجماع. وطبيعي لن يكون اي اجماع للمشاركين إلا لما يعتبر متميزاً في اطارالحلول والمعالجات النموذجية الشاملة التي تضع اليمن على عتبة المستقبل الواعدبكل الخير للجميع ويبعده عن كل اشباح المخاطر والتمزق وذلك هوالمطلوب. وعلى كل المشاركين في الحوار ان يضعوا بحسبانهم ان كل ابناء اليمن يتابعون باهتمام وتركيز بالغ كل مسارات الحوار فان المسؤلية بجدارة ومصداقية خالية من الأجندة السلبية التي تقودالى الفشل فمامن شك ان الجميع سيلتف ويصطف كتلة واحدة لحمل المشروع الوطني الذي سيجمعون عليه ويسهم الجميع بتنفيذ كل مشتملاته وان حدث العكس لاسمح الله وحاول البعض افشال هذاالحلم الكبير سيكون ذلك مكشوف امام الشعب وسيكون عبرة لمن يعتبر. كل من يحاول جرالوطن الى الهاوية السحيقة المدمرة ولن يسمح شعبنا لتكرار ماعاناه في اعادة الماضي فقد شب عن الطوق وكم نتمنى ان تكون جلسات الحوارتبث على الهواء مباشره بشفافية كاملة حتى يكون شعبنا رقيب وحسيب على الجميع يميز الغث من السمين ويقف صف واحدضد المسيئ وكذلك المجتمع الدولي والإقليمي لإن من يعتبرون انفسهم صقور فوق الأخرين وأرقام صعبة المنال لن يهابوا احدوفي المقابل وترتعدفرائصهم من الخارج فذلك مؤسف ومحزن جداً لاكن ما باليد حيلة. ومن هذاالمنطلق على الجميع ان يقدر التكلفة الباهضة ونسعى جميعا الى انجاح الحوار الوطني، ففي ناصيته كل الخير والأمن والسلام