المجرمون دائما سيماهم في وجوههم وصفاتهم تكاد تكون مشتركة سواء من حيث افعالهم او أقوالهم وسوف نستشهد هنا بنموذجين سيئين كان لهما دور كبير في تدمير الشعب اليمني وقتل شيوخه ونسائه واطفاله وتدمير بنيته التحتية والاعتداء عليه دون مبرر.. يتمثل هذين النموذجين في المجرم عبدربه منصور هادي والمجرم سلمان بن عبدالعزيز.. ومن يقرأ سيرتهما سيجد انهما متشابهان في كل ماله علاقة بصفاتهما وحياتهما واعمالهما الشريرة.. ولكننا هنا سنقتصر في الحديث عنهما حول طريقة وصولهما الى الحكم في اليمن والسعودية وكيف كانا مهددان بالاقالة حينما كان يحتلان منصب الرجل الثاني في السلطة.. لكن الأقدار ساعدتهما للصعود الى عرشها فجاءا منتقمين من كل شيء وسفكا الدم الحرام من اجل اشتهارهما..على سبيل المثال عبدربه منصور هادي الذي ظل نائبا للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح فترة تسعة عشر عاما كان في الأيام الأخيرة من شغله لمنصب نائب الرئيس مهدد باقالته واستبداله بآخر أعقل منه وارحم وتسليمه السلطة لولا تدخل النظام السعودي ومجلس الأمن الدولي الذي مارس ضغوطا قوية على الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح لتسليم السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي حسب ماتقتضيه المبادرة الخليجية التي اشترطت تسليم السلطة لنائب الرئيس وليس بالضرورة ان يكون عبدربه هادي.. وبعد تسلمه السلطة كان نجله جلال هو المتحكم في اركانهاوتسييرها بحسب هواه لتصل الأمور الى درجة من التعقييد يصعب حلها لأن الزمام فلت نهائيا من يد عبدربه منصور هادي واصبح كالدمية في يد ابنه جلال الذي كان يتلقى التوجيهات من السفيرين الأمريكي والسعودي عماذا يفعل واقتصر دور والده الرئيس حينها على التوقيع فقط.. وهذا ماحدث لنظيره السعودي المجرم سلمان بن عبدالعزيز الذي كان هو الآخر مهددا بالاقالة من ولاية العهد وتثبيث مكانه اخوه الأمير مقرن بن عبدالعزيز وحسب المعلومات التي تم الكشف عنها من خلف كواليس النظام السعودي فان الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز كان قد أعد مرسوما ملكيا يقضي باقالة ولي عهده حينها الأمير سلمان ولم يكن ينقصه غير التوقيع واذاعته.. لكن مرض الملك عبدالله المفاجئ والذي استدعى نقله الى المستشفى ودخوله في غيبوبة أجل اصدار هذا المرسوم والذي كان نجله الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني ينتظر تعافي والده من المرض والتوقيع على المرسوم.. وحين دخل الملك عبدالله في غيبوبة علم الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية بهذا المخطط فأبلغ عمه الأميرسلمان بن عبدالعزيز الذي سارع بدوره الى اقتحام المستشفى فوجد ان اخاه الملك عبدالله قد فارق الحياة وتم التكتم على وفاته من قبل ابنه الأمير متعب وسكرتيره الخاص خالد التويجري حتى ايجاد مخرجا باقالة سلمان من ولاية العهد وتصعيد بدلا عنه مقرن بن عبدالعزيز الذي كان يشغل منصب ولي ولي العهد وهو منصب يستحدث لأول مرة في تاريخ مملكة الشر السعودية. وهنا وجه ولي العهد سلمان ضربته القاضية ضد من كانوا يخططون لإقصائه من ولاية العهد فأعلن عن وفاة الملك عبدالله وتنصيب نفسه ملكا ثم اتخذ قرارات خطيرة في شكل مراسيم وهو مايزال في المستشفى حيث أقصى البطانة التي كانت تحيط بالملك عبدالله والذين من ضمنهم مهندس المؤامرة على سلمان خالد التويجري وبعض اولاد الملك عبدالله.. ولكن لم يكد سلمان بن عبدالعزيز يستقر على عرش مملكته حتى تسلط عليه نجله محمد البالغ من العمر ثلاثون عاما فسلب منه القرار كما فعل جلال هادي لوالده في اليمن.. ولأن الأمير محمد بن نايف كان صاحب الفضل في كشف مخطط اقصاء سلمان من ولاية العهد فقد تمت مكافئته بتصعيده الى ولي ولي العهد بجانب منصبه وزيرا للداخلية وبعد ازاحة عمه الأمير مقرن تم تعيينه وليا للعهد وتعيين محمد بن سلمان وليا لولي العهد ووزيرا للدفاع.. ولم تكد تمضي فترة اكثر من شهر على ترتيب اوضاع السلطة بيد محمد بن سلمان ومحمدبن نايف وتهميش الملك سلمان حتى تم نسج المؤامرة الخبيثة على اليمن وشعبها العظيم بالتعاون مع عبدربه هادي ونجله جلال ورئيس الحكومة حينئذ خالد بحاح وآخرون من العملاء والمرتزقة الذين صوروا للمجرم محمدبن سلمان بأن انتصاره في اليمن سيجعله ليس الرجل الأول في النظام السعودي فحسب وانما سيجعله زعيم الأمتين العربية والاسلامية بلامنازع ويدخل بوابة التاريخ العالمي.. وعليه فقد أسس تحالفا تكون من 36 دولة تقوده امبراطوريات السلاح والمال والاعلام .. ثم جعلوا من عبدربه منصور هادي وشرعيته المزعومة سلما للتسلق عليه حيث أوعزوا اليه وهو في عدن ان يبعث برسالة الى الملك سلمان وحكام مشيخات الخليج يطلب فيها منهم التدخل العسكري المباشر في اليمن للقضاء على الانقلابيين حسب زعمه واعادته الى السلطة مع انه هو من قدم استقالته ورفض التراجع عنها بالاضافة الى انتهاء فترة رئاسته المحددة بعامين حسب المبادرة الخليجية وكذلك انتهت فترة العام الذي جددها له مجاملة مؤتمر الحوار الوطني.. ومن المفارقات العجيبة والغريبة ان عبدربه منصور هادي الذي طلب من السعودية ومشيخات الخليج التدخل العسكري من عدن وطالب ايضا باستمرار عاصفة الحزم في القمة العربية التي عقدت في مصر في شهر ابريل عام 2015م هو نفسه الذي اكد في مقابلة اجرتها معه : قناة العربية السعودية انه سمع بعاصفة الحزم من الاعلام وهو في محافظة المهرة في طريقه الى سلطنة عمان.. وهذا يؤكد تناقضه في تصرفاته ويثبت ان النظام السعودي جعله مثل الأطرش في الزفة..وبما ان النظام السعودي قد فشل خلال مايقارب العامين في تحقيق اهدافه المعلنة جراء عدوانه البربري على اليمن نتيجة التصدي له من قبل رجال الرجال من ابناء الجيش اليمني واللجان الشعبية فجاءت النتائج عكسية تماما ومخيبة لما كان يخطط له محمد بن سلمان وحلفاؤه فخسر النظام السعودي الأرعن نفوذه في العالمين العربي والاسلامي وخسر امواله وسمعته بل وكشف عن سوءة مذهبه الوهابي الذي قدم الدين الاسلامي الحنيف للعالم على انه دين الذبح والقتل والتطرف والارهاب .. اما جيش النظام السعودي الذي يعتبر من حيث الانفاق عليه ماليا من الجيوش المتقدمة في العالم وتسليحه بأحدث ماانتجته المصانع العالمية من عتاد عسكري فقد أثبت اثناء المواجهة الميدانية مع رجال الرجال من ابناء اليمن بأنه جيش ورقي وعملية الهروب من المواجهة عند افراده وضباطه تعتبر من اكبر المنجزات لديه ولا يدافع عنه في مختلف الجبهات الا العملاء والمرتزقة الذين تم استقدامهم كأجراء من مختلف دول العالم وهو مايؤكد بأن المجرم محمد بن سلمان سيلاقي مصير ابن عمه الأمير خالد بن سلطان الذي خاض حربا في صعدة عام 2009م وكان يعتقد انه سيخرج منها صقرا يحلق بجناحيه في اوساط الأسرة المالكة ويقفز الى كرسي الحكم ولكنه تحول بعدها الى نعجة واختفى من المشهد السياسي تماما.. وللحديث بقية .