قالت الدانمرك انها سحبت دبلوماسييها والعاملين في سفارتيها في اندونيسيا وايران بسبب تهديدات أمنية ،بينما نظم مسلمون مظاهرات في مدن أوروبية احتجاجا على رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.وجاء ذلك في أعقاب رحيل طاقم السفارة الدانمركية في دمشق الذي غادر سوريا الجمعة بزعم أن السلطات السورية لا توفر الأمن الكافي.وتركزت الاحتجاجات الغاضبة في الدول الاسلامية على الدانمرك منذ أعادت صحف أوروبية في يناير الماضي نشر الرسوم التي نشرت أول الأمر في صحيفة يولاندز بوستن الدنمركية في سبتمبر.وفي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ايطاليا رافق حراس في ملابس مدنية الفريق الدنمركي خلال حفل الافتتاح يوم الجمعة.وذكرت الشرطة الفرنسية ان نحو 7200 محتج شاركوا في مسيرة في وسط باريس حملوا خلالها لافتات ورددوا هتافات لكن الجو العام كان سلميا وشاركت كثير من الأسر في المسيرة. وناشد المجلس الاسلامي في فرنسا المسلمين البالغ عددهم خمسة ملايين شخص في البلاد التزام الهدوء. وكان المجلس قد حاول دون جدوى منع صحيفة شارلي ابدو الاسبوعية من اعادة نشر الرسوم الاسبوع الماضي. وفي لندن تجمع نحو أربعة ألاف محتج في ساحة الطرف الاغر يوم السبت وانضم اليهم رئيس بلدية المدينة كين لفينجستون في احتجاج على نشر الرسوم. وفي اختلاف واضح عن الاحتجاجات الغاضبة التي نظمت امام السفارة الدنمركية في العاصمة البريطانية الاسبوع الماضي كان احتجاج اليوم هادئا ولم تر خلاله لافتات تحمل عبارات متطرفة مناهضة للغرب مثل التي رفعت امام السفارة. ولم تنشر اي صحيفة بريطانية الرسوم. وشارك نحو ألفي مسلم في مسيرة سلمية في شوارع مدينة دوسلدورف الالمانية ومروا امام القنصلية الدنمركية. كما تجمع نحو 1200 شخص اخرين امام السفارة الدنمركية في برلين.وفي العاصمة السويسرية بيرن شارك نحو الف شخص في احتجاج سلمي امام مبنى البرلمان.وحمل المحتجون لافتات كتب عليها "لقد تجاوزتم الحدود" و"احترموا مشاعر المسلمين".ونشرت عدة صحف سويسرية بعضا من الرسوم في الاسابيع الاخيرة. وفي هولندا التي يعيش فيها نحو مليون مسلم يمثلون نحو ستة في المئة من السكان كان رد الفعل تجاه الرسوم هادئا.وتجمع بضع مئات من المحتجين في وسط امستردام ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "لا تسخروا من نبينا" بينما رفع آخرون مصاحف وأعلاماً مغربية.وخارج حدود اوروبا أضرم محتجون غاضبون في العاصمة التشادية نجامينا النار في سيارتين احداهما يملكها أجنبي مُقيم وحطموا عدة حانات. وحملت لافتة رفعت خلال مسيرة في نجامينا دعا اليها إمام المسجد الرئيسي في المدينة عبارة "الاسلام دين تسامح ومغفرة وسلام". ويزيد عدد المسلمين من سكان تشاد عن 50 في المئة لكن بها اقلية مسيحية كبيرة. وفي اندونيسيا شارك نحو 400 محتج من جماعة حزب التحرير الاصولية في اجتماع حاشد صاخب لكنه كان سلميا في جاكرتا وطالبوا الدنمرك باعتذار عما قالوا انه اهانة للاسلام. ورفعوا لافتات كتب عليها "الكفار الغربيون لا يستطيعون التوقف عن الاهانة" و"الأسف ليس كافيا للتكفير عن إهانة النبي".وذكرت الشرطة الاسرائيلية ان بين 150 و200 فلسطيني شاركوا في احتجاج في الحي القديم في القدس. وقال متحدث انهم حاولوا إحراق أعلام دنمركية ورشقوا الشرطة بالحجارة قبل تفريقهم. وقتل 11 شخصا على الاقل هذا العام خلال احتجاجات على الرسوم التي يصور احدها من يزعم انه النبي محمد يرتدي عمامة على شكل قنبلة.وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج يوم أمس السبت ان حكومته تشعر بقلق بالغ ازاء تزايد الخلاف بشأن الرسوم. واضاف في بيان "التزام الهند بالوئام الديني والتسامح لا يمكن ان يهتز والاعمال التي تسبب جرح مشاعر اي جزء من شعبنا غير مقبولة".ويمثل المسلمون 13 في المئة من سكان الهند الذين يغلب عليهم الهندوس. وفي باكستان المجاورة ثاني أكثر الدول المسلمة سكانا دعت احزاب اسلامية الى اضراب في جميع انحاء البلاد في الثالث من مارس احتجاجا على نشر الرسوم. ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان رسالة الى الدول الاعضاء في الاممالمتحدة وحلف شمال الاطلسي ومنظمة المؤتمر الاسلامي يوم الجمعة داعيا الى التصرف بحكمة وصواب والى التحلي بالزعامة. وكتب في رسالته "لم تمنح أي ثقافة الحق في إهانة حساسيات الثقافات الأخرى. أقل متطلبات التعايش في انسجام هو ان تتبادل الحضارات والثقافات المختلفة الاعتراف بالاختلافات الثقافية والاحترام لها".