انسحب جميع المسلحين وقوات الامن التي شاركت في اشتباكات مسلحة دامية في قطاع غزة من الشوارع يوم السبت استجابة لدعوة رئيس الوزراء الفلسطيني وقيادي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسماعيل هنية. وقتل ثلاثة في الاشتباكات بين الشرطة ونشطاء يوم الجمعة فيما يمثل تحديا خطيرا لحماس بعد أيام من توليها الحكومة الفلسطينية. وقال خالد ابو هلال المتحدث باسم وزارة الداخلية "جميع المسلحين من الاطراف ذات العلاقة باحداث الامس انسحبوا من الشوارع في رد ايجابي وتعاون من جانبهم مع الدعوة التي وجهتها الحكومة." واندلعت الاشتباكات اثر اتهام اعضاء لجان المقاومة الشعبية وهي جماعة تضم فصائل نشطاء مسؤولة عن كثير من الهجمات الصاروخية على اسرائيل قوات الامن القريبة من الرئيس محمود عباس بمساعدة اسرائيل في قتل احد قياديها في انفجار سيارة. ونفي الجيش الاسرائيلي ضلوعه في الانفجار. وقال هنية ان حكومته قررت ابعاد المسلحين عن الشوارع من اجل انهاء التوتر. ويخضع عشرات الالاف من ضباط الامن الان لحكومة هنية. واضاف هنيه للصحفيين "ما حدث شيء خطير ولا يجب ان يتكرر." وتابع "الثقافة السائدة في الشارع الفلسطيني خلال السنوات الماضية ثقافة تحتاج الى وقت حتى نجدد الثقافة لجهة حفظ النظام والانضباط والقانون وعدم الاحتكام للسلاح تحت اي ظرف من الظروف." ووافقت لجان المقاومة الشعبية على الاستجابة لدعوة هنية. وفي وقت لاحق اجتمع رشيد ابو شباك رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني مع وزير الداخلية وقال ان المسلحين انسحبوا من الشوارع. وقال للصحفيين "لا اعتقد ان هناك مسلحين. الحادث انتهى حتى هذه اللحظة وامل الا يكون هنا أي تداعيات." وتأتي الاضطرابات في غزة اثر زيادة في اعمال العنف بصفة عامة. فقد قتل اربعة اسرائيليين في هجوم انتحاري يوم الخميس كما شنت اسرائيل هجمات متكررة ضد ما وصفته بمواقع اطلاق الصواريخ في غزة. واطلق نشطاء محليون عدة صواريخ على اسرائيل. ونفذت حماس نحو ستين هجوما انتحاريا ضد اسرائيل منذ عام 2000 لكنها تفادت بشكل كبير الانخراط في الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين. واحترمت حماس الى حد بعيد تهدئة مع اسرائيل خلال العام المنصرم لكنها رفضت التخلي عن سلاحها ونبذ العنف وهو ما تطالب به اسرائيل والولايات المتحدة وقوى غربية اخرى. وتصاعد التوتر بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في 25 يناير كانون الثاني والتي انهت عقودا من هيمنة فتح على السياسة الفلسطينية. ودعا فصيل فرسان العاصفة التابع لفتح الحكومة لمحاكمة الفلسطينيين الذين يشتبه في تعاونهم مع اسرائيل والا فانه سيقوم بملاحقتهم بنفسه و"تقديمهم للعدالة".