قتل الجيش الاسرائيلي سبعة نشطين فلسطينيين ومدنيا يوم الثلاثاء بعد الانسحاب من بلدة بيت حانون التي لحق بها دمار كبير حيث شنت القوات الاسرائيلية أكبر عملية في قطاع غزة في عام. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "الاسرائيليون يخرجون من مكان ويدخلون في مكان." واضاف "تحدثنا مع الادارة الامريكية والاوروبيين (وقلنا) أن هذا وضع لا يمكن أن يساعد على استتباب الامن والاستقرار." وغادرت المدرعات الاسرائيلية بلدة بيت حانون بشمال قطاع غزة بعد ان ألحقت دمارا بالمنازل وانابيب المياه بعد ستة ايام من القتال. وكانت بيت حانون مسرحا لشن هجمات صاروخية على جنوب اسرائيل. وقال خليل يازجي (45 عاما) وهو أحد سكان البلدة ويعمل ضابطا بالشرطة "هذه أسوأ غارة شهدناها على الاطلاق." وأضاف "لقد ألحق الجيش الاسرائيلي الدمار بكل شارع وتقريبا بكل منزل. هذا تسونامي (موجات المد) بيت حانون." وسار الاف الفلسطينيين من بينهم مسلحون يطلقون النار في الهواء في موكب جنائزي لتشييع 23 شخصا قتلوا في معارك الاسبوع المنصرم. وكان بعض هذه الجثث لنشطاء ولفت في أعلام فصائلهم وحملهم المشيعون على الاكتاف لدفنهم. وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون ان القوات الاسرائيلية قتلت 52 شخصا نحو نصفهم مدنيون اثناء هجومها الذي استمر اسبوعا وتركز على بيت حانون. وقتل ايضا جندي اسرائيلي. وقال نشطاء فلسطينيون ومسؤولون بمستشفيات انه في اعمال عنف جديدة قتلت القوات الاسرائيلية سبعة مسلحين وامرأة في غارات في ثلاث مناطق في شمال غزة. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان ثمانية أو تسعة مسلحين اصيبوا بنيران اسرائيلية. وانسحب الجيش الاسرائيلي كما تم اجلاء المستوطنين من القطاع قبل نحو 14 شهرا غير أن الجيش الاسرائيلي شن في يونيو حزيران هجوما متواصلا ضد النشطاء بعدما أسر مسلحون جنديا اسرائيليا في غارة عبر الحدود مع القطاع. ولا يزال الجندي محتجزا. وواصل الزعماء الفلسطينيون جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية من الخبراء يأملون في ان تتمكن من قيادة البلاد الى استئناف المساعدات الاجنبية المباشرة للسلطة الفلسطينية. وأدت العقوبات الغربية الى تفاقم المصاعب الاقتصادية في الضفة الغربيةالمحتلة وفي قطاع غزة منذ ان تولت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" السلطة في مارس اذار بعد الفوز في الانتخابات التي جرت في يناير كانون الثاني. وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس ان هنية يزمع الاجتماع مع عباس في وقت لاحق يوم الثلاثاء. وعقد الرجلان محادثات بشأن تشكيل حكومة وحدة لكنها فشلت يوم الاثنين في حل الخلافات بشأن من يجب ان يحل محل هنية في منصب رئيس الوزراء. وتقول حماس انها لن تعترف ابدأ باسرائيل أو تنضم الى حكومة تفعل ذلك ليصبح من غير الواضح كيف ستفي أي حكومة وحدة بالمعايير الدولية لتخفيف خطها. وقال الجيش الاسرائيلي وهو يعلن انتهاء "عملية غيوم الخريف" ان القوات الاسرائيلية عثرت في بيت حانون على كميات كبيرة من الاسلحة من بينها قاذفات صاروخية وقاذفات صواريخ مضادة للدبابات. وقال رئيس بلدية بيت حانون وهو عضو في حماس ان نحو 40 منزلا دمرت وان 400 منزل لحقت بها اضرار خلال القتال. ورغم الهجوم قال بعض المعلقين السياسيين الاسرائيليين ان الهجوم كان يهدف بشكل جزئي لاستعادة قوة الردع التي فقدتها اسرائيل في حربها غير الحاسمة مع حزب الله اللبناني خلال شهري يوليو تموز وأغسطس اب ووقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية على الدولة اليهودية. غير أن النشطاء الفلسطينيين واصلوا رغم الهجوم اطلاق الصواريخ عبر الحدود.