/ مشا أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الضوء الأخضر لقوات الاحتلال لشن غارات عسكرية على مواقع الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكذلك الغارات التي تهدف لتصفية مسؤولين عن عمليات إطلاق الصواريخ أو المحرضين عليها.كما قررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية أمس إقامة "منطقة أمنية" شمال غزة بحجة منع هجمات الصواريخ الفلسطينية عبر الحدود.وكانت الحكومة المصغرة قد عقدت اجتماعا أمس لبحث الرد المناسب على إطلاق الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس صاروخا على بلدة عسقلان أمس، وهو الأمر الذي وصفه أولمرت بالتصعيد الخطير، وتوعد برد غير مسبوق وبعواقب وخيمة، وطالب وزراء إسرائيليون آخرون بأن يكون الرد واسعا ويشمل كل القطاع. وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه إن هذه المنطقة ستكون تحت سيطرة الطيران والمدفعية الإسرائيلية وستسمح بمنع الفلسطينيين من استخدامها لإطلاق صواريخ جنوب إسرائيل.وحسب نفس المصدر فإن الجيش تلقى الإذن لمحاصرة بيت حانون وبيت لاهيا بهدف إقامة ممر يعزل هاتين البلدتين عن مدينة غزة عند الحاجة.ورفض وزير السياحة عضو الحكومة المصغرة إسحق هرتزوغ الرد على أسئلة إذاعة الاحتلال فيما إذا كانت المنطقة الأمنية تعني إعادة احتلال لأراض فلسطينية.وضمن حالة التصعيد التي تشهدها المناطق الفلسطينية وقعت اشتباكات أمس في بيت حانون شمال القطاع بين مسلحين فلسطينيين وعدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وقال المسلحون إنهم أطلقوا على الأقل صاروخين مضادين للدبابات.من جهة ثانية قتل اثنان على الأقل نتيجة انفجار وقع في أحد منازل الفلسطينيين بحي الزيتون شرقي قطاع غزة، ورجحت مصادر فلسطينية أن يكون الانفجار داخليا وليس ناجما عن غارة إسرائيلية كما تردد سابقا.وكان الطيران الإسرائيلي قد قصف صباح أمسمقر وزارة الداخلية ودمره بالكامل، وقصف كذلك مدرسة في منطقة رفح.ولم يقتصر العنف الإسرائيلي على غزة، حيث استشهد أمس محمود حيمور أحد الناشطين في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وذلك خلال غارة شنتها القوات الإسرائيلية على مخيم للاجئين قرب مدينة أريحا بالضفة الغربية.وحسب شهود عيان فإن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على حيمور لدى خروجه من منزله المحاصر في المخيم.في تطور آخر قال جيش الاحتلال إنه اعتقل عشرة يشتبه بأنهم من النشطاء. وزعمت المتحدثة باسم الجيش أنه تم إلقاء القبض على فلسطيني قرب منطقة برقين العسكرية "كان يستعد لتنفيذ عملية انتحارية ضد الإسرائيليين في مدينة إسرائيلية كبرى".وفيما يتعلق بالحلول المقترحة لإطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط أعرب وزير الثقافة الإسرائيلي أوفير بينيس باز عن تأييده للعرض المصري الداعي إلى الإفراج عن شاليط، على أن تقوم إسرائيل لاحقا بإطلاق أسرى فلسطينيين.وقال في تصريحات للجزيرة نت إنه يعارض الإفراج الفوري عن الأسرى بعد إطلاق الجندي "لأن ذلك سيؤدي لمزيد من عمليات الخطف" حسب تعبيره.كما دعا رئيس حزب المتدينين الأصوليين الغربيين "يهدوت هتوراة" النائب إبراهام بيرتس الحكومة الإسرائيلية إلى عدم رفض إنذار آسري شاليط بشكل كامل، وإبداء حدود المطالب التي تستعد إسرائيل لتلبيتها. من جانبها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وسطاء عرب أن شاليط وسبعة ناشطين يعيشون في مخبأ تحت الأرض في مكان ما بقطاع غزة، وأنهم يعيشون على طعام خزن مسبقا "حتى لا يغامر الخاطفون بالخروج". وكان رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية قد دعا أمس إلى الحفاظ على حياة الجندي ومعاملته بشكل حسن، وأشاد بالوساطة المصرية والوساطات الإقليمية لحل هذه الأزمة. فيما أعلن آسروه أن باب الوساطات أغلق وأن كل الاتصالات جُمدت.