قال مسعفون إن القوات الاسرائيلية قتلت الاربعاء 12 فلسطينيا معظمهم مسلحون ولكن كان بينهم أيضا طفل عمره 12 عاما ومدنيون في أعنف هجوم على قطاع غزة منذ أن سيطرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على القطاع. ويبدو من العملية الاسرائيلية في مدينة غزة وبلدة خان يونس الجنوبية أن اسرائيل تريد مواصلة الضغط العسكري المكثف على حماس الى جانب جهودها لعزل الحركة ماليا وسياسيا. واندلعت أعمال العنف في الوقت الذي بدا فيه أن وسطاء السلام في الشرق الاوسط اقتربوا من تعيين رئيس الوزراء البريطاني المتنحي توني بلير مبعوثا جديدا لهم في محاولة لاحياء عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين على الرغم من سيطرة حماس على قطاع غزة. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس إن الغارة الاسرائيلية جزء من " مؤامرة" يشارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس تهدف الى الضغط على حماس وشعب غزة. وينتمي أربعة من النشطاء التسعة الذين قتلوا في العملية الاسرائيلية الى حماس التي تغلبت على قوات من حركة فتح التي يتزعمها عباس في قطاع غزة قبل أسبوعين. وقال سكان ومسعفون ان طفلا عمره 12 عاما سقط في الشارع وقد كسر ذراعاه بالقرب من منزل بأحد أحياء مدينة غزة بعد أن سببت قذيفة أطلقتها دبابة اسرائيلية في حدوث انفجار. وأعلن عن وفاته لاحقا في أحد المستشفيات بالاضافة الى رجلين أصيبا بقذيفة. وقال سكان ان الرجلين مدنيان. وقال متحدث عسكري في تل أبيب ان قذيفة دبابة أطلقت في حي الشجاعية بمدينة غزة وكانت تستهدف مسلحا وأضاف أنه ليس لديه معلومات بشأن اصابة أي منزل. وقال سكان ان الدبابات انسحبت في وقت لاحق من المنطقة باتجاه الحدود الاسرائيلية. وأصيب جنديان اسرائيليان بجروح من جراء صاروخ مضاد للدبابات خلال العمليات التي وصفها افرايم سنيه نائب وزير الدفاع الاسرائيلي بأنها " اجراءات وقائية" لاحباط الهجمات الصاروخية من غزة. وتعليقا على الهجوم الاسرائيلي قال عباس للصحفيين في مدينة رام اللهبالضفة الغربية "من جهتنا ايضا نحن ندين بشدة الاعمال الاجرامية التي يستهدف بها شعبنا سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية. نحن ضد كل اعمال العنف ونؤكد مرة اخرى اننا ضد اطلاق الصواريخ العبثية التي تحصل هنا او هناك." وخلال مؤتمر صحفي مع عباس قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان لجنة الوساطة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط والمؤلفة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا اتفقت على تعيين مبعوث جديد. وردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي عما اذا كانت موسكو ستدعم تعيين بلير في هذا المنصب قال لافروف "أعرف ان القرار على وشك ان يعلن." ولم يخض في التفاصيل. وقال غازي حمد مساعد اسماعيل هنية رئيس الوزراء في حكومة الوحدة التي كانت حركة حماس تقودها والتي أقالها عباس ان الحركة لا تتوقع أن يكون بلير نزيها. وقال ان التجارب مع توني بلير كرئيس لوزراء بريطانيا لم تكن مشجعة وانه اختار دائما المواقف الامريكية والاسرائيلية. ورفضت حماس التي جاءت الى السلطة عقب فوزها في انتخابات عام 2006 مطالب غربية بالاعتراف باسرائيل وقبول اتفاقات السلام المؤقتة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وسحبت اسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة عام 2005 لكنها لم توقف الغارات الجوية والهجمات الاخرى ضد النشطين الذين يشنون هجمات صاروخية على جنوب اسرائيل. *رويترز: