قالت مصادر سياسية إن ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي فضل القيام بعمل عسكري محدود في قطاع غزة بعد أن أعلن الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) امس الثلاثاء انهاء وقف اطلاق النار المبرم في القطاع منذ خمسة أشهر وأطلق صواريخ على اسرائيل. وذكرت المصادر إن أولمرت استبعد خلال مشاورات أجراها مع كبار قادة الامن القيام بهجوم بري وقرر تصعيد عمليات "قتل محددة" تستهدف فرق اطلاق الصواريخ الفلسطينية في غزة لكنه امتنع عن ملاحقة كبار الناشطين الفلسطينيين والزعماء السياسيين. وقال مكتب اولمرت في بيان بعد الاجتماع الامني "لن تتردد اسرائيل في اتخاذ اجراءات قاسية ضد من يحاولون الاضرار بسيادتها باطلاق الصواريخ على أراضينا او يحاولون مهاجمة جنودنا أو القيام بذلك بطرق أخرى." وأطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس ثمانية صواريخ على اسرائيل من قطاع غزة يوم الثلاثاء ردا على مقتل تسعة فلسطينيين في مطلع الاسبوع على يد القوات الاسرائيلية خلال مداهمات جرت في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال متحدث عسكري اسرائيلي إن ثمانية صواريخ أطلقت على اسرائيل الثلاثاء وإن اثنين منها سقطا قرب بلدة اسرائيلية في الجنوب محدثة أضرارا طفيفة دون وقوع خسائر بشرية. وهذا أول هجوم من نوعه منذ ان وافقت حماس على وقف هذه الهجمات في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وصرحت مصادر أمن اسرائيلية بأن الجيش الاسرائيلي انهى مؤخرا برنامجا لتدريب القوات البرية على شن هجوم على نشطين فلسطينيين في قطاع غزة في حالة اعطاء الحكومة الضوء الاخضر للقيام بذلك. لكن مصدرا سياسيا اسرائيليا قال إن أولمرت لا يميل للقيام بعملية واسعة النطاق في الوقت الراهن. وتراجعت شعبية اولمرت بشدة منذ الحرب غير الحاسمة التي دارت بين اسرائيل وحزب الله في لبنان. ويجري تحقيق رسمي في الحرب التي استمرت 34 يوما مع حزب الله وفي اداء الجيش في الحرب ومن المنتظر ان تنشر النتائج الاولية للتحقيق الاسبوع القادم. وقال افرايم سنيه نائب وزير الدفاع الاسرائيلي لراديو الجيش الاسرائيلي "لن تشن عملية واسعة (في غزة) إلا اذا ثبت أن فوائدها اكثر من اضرارها". وحذر الثلاثاء وزير الدفاع الاسرائيلي عامير بيريتس حكومة الوحدة الفلسطينية التي تشكلت الشهر الماضي من حركتي حماس وفتح من وقوع مزيد من الهجمات الصاروخية. وفي غزة صرح مسؤول فلسطيني بأن وفدا أمنيا مصريا عقد اجتماعين منفصلين مع حماس وحركة الجهاد الاسلامي وضغط على الحاجة إلى اعادة الهدوء وعدم اعطاء اسرائيل ذريعة للقيام بعملية عسكرية في قطاع غزة الذي انسحبت منه الدولة اليهودية. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام يوم الثلاثاء بعد اطلاق الصواريخ لاول مرة منذ بدء سريان التهدئة مع اسرائيل في نوفمبر تشرين الثاني "لا يوجد اي تهدئة بيننا وبين الاحتلال فالاحتلال قضى على التهدئة منذ ان انطلقت ونحن لم نثق من البداية في نوايا الاحتلال." لكن الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس دعت رغم ذلك في وقت لاحق إلى الحفاظ على وقف اطلاق النار. ولا تشمل الهدنة الضفة الغربيةالمحتلة حيث تشن القوات الاسرائيلية غارات لملاحقة النشطين الفلسطينيين. لكن حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية العام الماضي وافقت على وقف لاطلاق النار في نوفمبر تشرين الثاني وقالت انها سترد على عمليات قتل الفلسطينيين. وقتلت اسرائيل تسعة فلسطينيين بينهم خمسة نشطاء في الضفة الغربية في مطلع الاسبوع. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس "اذا اوقف الاحتلال كل الاغتيالات والعنف" والاعتقالات والغارات ضد الشعب الفلسطيني ستفكر حماس في الحفاظ على التهدئة بالتنسيق مع فصائل اخرى كموقف جماعي. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي شكلت حركة فتح التي يتزعمها حكومة وحدة مع حماس في مؤتمر صحفي الثلاثاء مع رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في روما "انتهاك الهدنة حدث استثنائي لن يستمر." وأضاف "أنتهز الفرصة كي أناشد اسرائيل كي تظهر ضبطا ضروريا للنفس بحيث لا يتكرر هذا." *رويترز: