بعد أسبوع واحد على بدء سريان اتفاق "التهدئة" بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، إلى رد عسكري على استمرار إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه مناطق الجنوب الإسرائيلي. جاءت دعوة ليفني بعد قليل من سقوط صاروخ من طراز "القسام" بالقرب من مدينة "سديروت"، في وقت سابق الخميس، مشيرة إلى أنه يشكل "انتهاكاً" للتدئة التي توصل إليها الجانبان الأسبوع الماضي، بوساطة مصرية. وقالت مصادر أمنية بحركة حماس إن الصاروخ أطلقه مسلحون ينتمون إلى "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح"، التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. وبالفعل أعلنت كتائب الأقصى مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ، وهو الخامس الذي يتم إطلاقه من قطاع غزة، منذ سريان اتفاق التهدئة في 19 يونيو/ حزيران الجاري، بحسب الجيش الإسرائيلي. إلا أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية قالت، عقب اجتماع مع نظيرها النرويجي، يوهانس غورستار، الخميس: "لا يهمني من يقف وراء إطلاق الصواريخ، إسرائيل عليها أن تقوم برد عسكري على الفور." وكان اتفاق "التهدئة" قد شهد أول اختبار حقيقي له الثلاثاء، بعد قيام عناصر "الجهاد الإسلامي" بإطلاق عدة قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل، قالت إنها جاءت رداً على مقتل أحد قياديي الحركة بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية. وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن صاروخين، على الأقل، سقطا على المناطق القريبة من شمال قطاع غزة، وأسفر أحدهما عن إصابة اثنين بجراح غير خطيرة، بينما سقط الصاروخ الآخر بمنطقة غير مأهولة. من جانبها، أكدت حركة حماس التزامها باتفاق وقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي، فيما قالت إسرائيل إن الحركة الفلسطينية تتحمل مسؤولية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، الذي يخضع لسيطرتها، وليست الصواريخ التي يطلقها مسلحو حماس فقط. وأغلقت إسرائيل الأربعاء المعابر التي تصل ما بين قطاع غزة وأراضيها، باستثناء معبر "إيريتز" الواقع شمالي القطاع، بعد يوم على سقوط أربعة صواريخ أطلقها عناصر حركة "الجهاد الإسلامي" على مناطق في جنوبي إسرائيل. ووصفت "حماس" قرار الإغلاق بأنه "انتهاكاً إسرائيلياً لاتفاق التهدئة"، حيث قال سامي أبو زهري، الناطق باسم "حماس" في بيان تلقت CNN بالعربية نسخة منه، إن القرار "يعكس سوء النوايا الإسرائيلية."