عقود من مواجهة اليمنيين للحروب الإجرامية التوسعية السعودية »التجويع«.. سلاح العاجزين المهزومين عسكرياً والساقطين أخلاقياً إرادة اليمانيين الخيرة تنتصر للإنسانية في زمن الشر والطغيان الدولي السلام خيار شعبنا تاريخياً .. ومواجهة العدوان الغاشم دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة وهو واجب مقدس الحرب الاقتصادية هي الأقذر في هذا العدوان.. واليمانيون لن يكسر إرادتهم الجوع الشعب اليمني ينتصر على قوى الشر لأنه يدافع عن قيم الحق والعدل والحرية والاستقلال تقرير تحليلي: طاهر العبسي - أحمد الزبيري
الحرب على اليمن ليست وليدة عدوان التحالف الامريكي السعودي الاماراتي في 26مارس 2015م, بل هي قبل ذلك بعقود من الزمن ولا نقصد هنا العدوان المشابه بعد ثورة سبتمبر 1962م وانما يعود إلى ما قبل ذلك أي الى عشرينيات وثلاثينيات القرن المنصرم ولان مملكة ال سعود قامت على التوسع بدفع استعماري بريطاني وبعده امريكي كما هو حال الكيان الصهيوني وكلاهما اطماعهما لا تتوقف عند حد وهذا يأخذنا الى الحرب بين اليمن وال سعود في مراحل مختلفة منذ نشأة الدولة السعودية الاولى والثانية والثالثة لكنها بدأت تأخذ صورتها الواضحة مع نهاية عقد عشرينيات القرن الماضي إلى النصف الاول منه والتي انتهت باتفاقية الطائف عام 1934م والتي تقول اليوم بدون شك ان البريطانيين كان لهم دور فيها من خلف الستار كما كان لهم دور في الحرب في تلك الفترة.. وهكذا ننتهي من هذه اللحمة التاريخية إلى ان العداء المخفي تحته اطماع استعمارية غربية في اليمن واطماع توسعية ظاهرة للنظام السعودي ليس وليدة لحظته وفي هذا كله لم يكن اليمن ونظامه السياسي مصدر حرب أو بادئا في عدوان طوال هذا التاريخ منذ ظهور ال سعود في نجد وحتى اليوم بل هو المعتدى عليه.. وبالعكس ورغم هذا كله كان هو من يدعو إلى السلام ويسعى إلى تحقيقه منطلقاً من عروبته وقيمه الدينية الاسلامية كما هو اليمن الان في هذا العدوان الوحشي الذي تآمرت وخططت له السعودية ومن خلفها دول الاستعمار القديم في اوروبا وامريكا والصهيونية العالمية في اطار مشروع اوسع هذه المرة يشمل المنطقة العربية لاحداث مزيد من التفتيت والتقسيم لدولها لان خرائط «سايس بيكو».. لم تعد تلبي المصالح الاستراتيجية الامريكية والغربية ولا امن وليدهم المدلل المزروع في قلب الوطن العربي (اسرائيل), وحتى تكون الامور اوضح للقارئ سوف نتحدث عن ارادة السلام لدى اليمانيين وارادة الحرب لدى المعتدين الغزاة المحتلين ولتأكيد هذه الحقيقة علينا ان نعود إلى كل الخطابات السياسية للقيادة اليمنية المدافعة عن سيادة الوطن ووحدة واستقلال وطنها وحرية وكرامة شعبها وفي مقدمتهم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي طالما عبر عن حرصه على ارض وشعب نجد والحجاز باعتبارهم اخوة لنا دماً وديناً وانتماء لارومة واحدة ويفترض ما يؤكد مراراً وتكراراً ان يسود بيننا المحبة والسلام والتكامل وبما يخدم مصلحة شعب وامة العرب والمسلمين.. لم يكتف بذلك, بل كانت كلماته تحمل رسائل تطمينية وفيها الكثير من النصح للنظام السعودي المتصدر مع نظام اولاد زائد للعدوان على اليمن وهو يتلخص في ان المشروع الاستعماري الامريكي البريطاني الصهيوني الذي يستهدف اليمن سيرتد عليكم فأنتم لستم مستثنيين من هذه المخططات التآمرية ضد منطقتنا وشعوبنا وهو كان وما يزال من موقع العارف الواعي المدرك لاهداف العدوان ومراميه الخبيثة يدعو إلى السلام المنبثق من نوايا صادقة بيننا وبين السعودية.. محذراً دوماً من استمرار الحماقة المخيمة على عقلية بني سعود المتشبعة بغرور واستعلاء وكبر وعنجهية هذه الاسرة التي وظفها الغرب والصهيونية وسلطتهم على مقدسات المسلمين والثروة التي تحت ايديهم لتنفيذ مشاريعهم التي في محصلتها النهائية تسعى إلى تحويل العرب إلى امة بائدة.. هكذا وفي ذات المسار كانت دعوات الشهيد الرئيس صالح الصماد الذي كان كل تحركه على جبهات مواجهة هذا العدوان ومرتزقته ينطلق من فهم عميق لحقيقة ان هذه المعركة ليست فقط دفاعاً عن اليمن, بل عن الامة كلها والانسانية غير مبالياً بحماقة النظام السعودي الذي ارتضى لنفسه ان يكون اداة بيد اعداء الامة, وبغباء اعمى بصره وبصيرته الصعود إلى كرسي الملك ان يرى انه وملكه سيكونون من الضحايا في نهاية هذا المخطط الاستعماري التدميري للامة كلها.. ولهذا كله كانت كلماته واحاديثه العامة لا تخلو من الدعوة إلى السلام وعلى ذات النهج يواصل رئيس المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط هذه المسيرة الداعية إلى السلام لا الاستسلام.. كتجسيد للروح الوطنية اليمنية التي لم تحمل عبر تاريخها الاحقاد والضغائن لاحد كان قريباً أو بعيداً.. حاملة الخير لجيرانها واشقائها والبشرية كلها.. وهاهم اليوم اليمانيون يمضون في هذا الطريق لا يمتشقون سلاحاً إلا من اجل الدفاع عن المبادئ والقيم الدينية والوطنية والانسانية.. مع الحق وضد الباطل حتى يعم السلام.. ومثلما لم يترك العدوان السعودي الامريكي الصهيوني وسيلة من وسائل الموت والدمار والخراب إلا واستخدمها ضد الشعب اليمني لم يترك اليمانيون وفي طليعتهم من يتصدرون بشجاعة واقدام للمعتدين الغزاة درباً أو باباً من ابواب السلام إلا وطرقوه من اجل وقف هذا العدوان الوحشي ورفع الحصار على وطنهم وشعبهم في مواجهة متحالفين ومتواطئين مع معتدين وضعوا هدفهم ابادة شعب عريق وعظيم وانما تكالب وتوطؤ من الاقربين والبعيدين إقليمياً وعربياً ودولياً لم يعرف التاريخ مثيلاً له, لكن هذا كله لم ينجح ولن ينجح امام ايمان ارادة الحق والعدل والخير والسلام.. وكل هؤلاء لم يدركوا بعد اربعة اعوام من عدوانهم على اليمن بأن الشعب اليمني انتصر في هذه الحرب القذرة الباغية الظالمة.. انتصر بصموده.. انتصر بتضحياته.. انتصر بدم اطفاله ونسائه وشيوخه الابرياء.. انتصر بصبره وتحمله لابشع سياسة تجويع بغرض إخضاعه واذلاله وابادته.. انتصر الشعب اليمني عسكرياً وسياسياً واعلامياً.. انتصر الشعب اليمني اخلاقيا.. وانتصر اليمانيون بتلاحمهم الحي في هذه الحرب ونصرهم سيكتبه تاريخ البشرية في انصع صفحاته المشرفة انه كان ضد قوى الشر ومن اجل السلام العادل والشامل المشرف الذي يليق بتضحيات الشعب وتبقى تساؤلات الشيخ صادق امين ابو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام بمناسبة احتفالات شعبنا باعياد ثورته المجيدة رسالة للمرتزقة الذين ارتموا في احضان هذا العدوان ضد وطنهم وشعبهم تدوي عساها توقظ ان تبقى في عقولهم وانفسهم ذرة من وطنية وتصحي ضمائرهم الصدئة بالمال المدنس وبما تحمله هذه التساؤلات من دعوة ضمنية إلى اصطفاف اليمنيين بعد ان بات واضحاً للجميع انهم مستهدفون وهي ايضاً تحمل قناعة هذه الشخصية الوطنية بان اليمنيين قادرون على حل خلافاتهم لو تركهم الخارجي السعودي والاماراتي والامريكي وشأنهم فهم قادرون على بناء دولتهم الحرة المستقلة التي سوف تبني حاضراً ومستقبلاً افضل.. وفي هذا كله ايضاً دعوة للسلام المشرف لا الاستسلام!!.