المبعوث الأممي للأمين العام للأمم المتحدة وصل صنعاء وغادر.. صرح وبادر.. وأحاط مجلس الأمن وكرر.. واليمن يدمر وأبناؤه يُقتلون ويذبحون وتتمزق أشلاؤهم وتتفحم أجسادهم بصواريخ وقنابل طائرات العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني يومياً، لما يقارب العشرين شهراً وهم في بيوتهم وأسواقهم وطرقاتهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومزارعهم ومصانعهم.. وهم في مجالس العزاء ومناسبات الفرح.. في الصالات والقاعات.. حتى مخيمات النازحين ودور المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة لم تسلم من قصف طائرات هذا العدوان الإرهابي التكفيري السعودي الأمريكي الوحشي الغاشم.. ومن لم تطلهم بطائراته طالتهم أدواته ومرتزقته على اختلاف مسمياتها "القاعدة وداعش وأنصار الشريعة وحماة العقيدة ولواء الصعاليك وكتائب الحزم والحسم وفصائل الحراك والمقاومة".. ومن لم يقتله هذا كله قتله الحصار الظالم والجائر وقرار نقل البنك المركزي دون أي مبرر أو مسوغ قانوني أو أخلاقي يكشف حقيقة الحرب العدوانية الوحشية القذرة والشاملة التي تشنها قوى الشر الدولية والإقليمية التي تتصدرها أمريكا وأسرة آل سعود في محاولة لإخضاع وإذلال وإبادة الشعب وتمزيق كيانه الوطني والاجتماعي على أسس مناطقية وطائفية ومذهبية تقسمه إلى دويلات وكنتونات ضعيفة ومتناحرة من أجل الهيمنة والسيطرة على موقعه الجيوسياسي ونهب ثرواته وإنهاء وجوده الجغرافي الحضاري التاريخي في الحاضر والمستقبل.. في هذا السياق يأتي دور ولد الشيخ كممثل للأمين العام للأمم المتحدة المعبرة عن إرادة نظام عولمي متوحش أحادي القطبية، واستهدافه لليمن يأتي في إطار استهداف المنطقة المستمر منذ ما يزيد عن عقدين ونصف، مستخدماً الفكر الوهابي التكفيري والمال النفطي السعودي والخليجي ووقوده العقلية والوعي العربي والإسلامي الذي أنتجه هذا الفكر والمال الحاقد والأحمق والغبي.. وهنا يتضح لماذا ولد الشيخ منذ تكليفه يدور في حلقة فرض الاستسلام على الشعب اليمني المفرغة والتي تُحرك مع كل فشل أو هزيمة أو جريمة إبادة يرتكبها هذا العدوان الباغي والغاشم ضد الإنسانية بحق شعب انتصر بإيمانه وصبره وصموده على كل هذا العدوان البربري الإجرامي المستقوي بأحدث وسائل الموت والدمار وبتجييشه لكل قوى الشر في العالم التي تكالبت في توحش غير مسبوق بحيث لم تترك لشعبنا خياراً إلا الدفاع عن وحدته وحقه ووجوده على أرض وطنه مستقلاً كريماً عزيزاً.. وليس أمامه إلا أن ينتصر للخير والسلام والحرية.. انتصاراً سيكون ملحمياً أسطورياً بمضامين وأبعاد عربية وإسلامية وإنسانية.