الإجابة بكل بساطة نعم.. كان من الممكن ذلك لو لم يكن هناك عملاء وخونة باعوا انفسهم للخارج وتآمروا على وطنهم وغدروا برئيسهم الذي كان له الفضل في وصولهم الى ما وصلوا اليه وهم بتلك الجريمة الشنيعة خانوا دينهم وتنكروا لكل الأعراف والقيم الإنسانية وانقلبوا على كل المبادئ وعلى شرف العسكرية وزمالة السلاح. نعم كان من الممكن ان ينجو الرئيس وشقيقه وان تنجو اليمن من مخطط الاستهداف الخطير ومن المؤامرة الخبيثة التي لا زلنا نعيش فصولها بالتدمير الممنهج للبلاد. نعم كان من الممكن ان تفشل المؤامرة السعودية الإسرائيلية على الرئيس الحمدي لو لم تتمكن المخابرات السعودية من استقطاب قادة عسكريين مقربين من الحمدي ولو لم تتمكن المخابرات الإسرائيلية والأمريكية من تجنيد العملاء واختراق صفوف القيادة اليمنية. ومن هنا نؤكد أن الخونة قد يقوموا بدور اخطر من دور العدو نفسه وما اشبه الليلة بالبارحة فالعدو الذي اغتال الحمدي المشروع والوطن بأدوات محلية عميلة يمارس اليوم اغتيال وتدمير الشعب والوطن وبمشاركة أدوات محلية عميلة. وهنا نقول ليس من المهم- عند الحديث عن جريمة اغتيال الحمدي- ان نبحث عن أسماء القتلة ومن هم ومن يكونون بقدر ما يهمنا هنا هو تجريم الخيانة والتذكير بمخاطرها على الوطن والتحذير من العملاء والمندسين الذين ارتضوا ان يكون ولاؤهم للعدو وللأجنبي بدلاً من الولاء لله ولتربة الوطن العزيز ولهذا الشعب الصابر الصامد. فلولا الخونة لما تمكن الأعداء من تحقيق أهدافهم ولكان اليمن العظيم قد تمكن من استعادة دوره وحقق استقلاله ووفر لمستقبله الكثير من التضحيات المبذولة في سبيل تحقيق هذا الهدف. إن جريمة اغتيال الحمدي يجب ان لا تنسى من تاريخنا فهي درس قاس ومؤلم لكل اليمنيين منها نتعلم كيف يكون الإخلاص للوطن وكيف هي النماذج الوطنية في النزاهة والشرف والتفاني من اجل البناء وهو ما قدمه الحمدي وفي نفس الوقت ندرك ان الخيانة والعمالة للخارج جرم لا يسقط بالتقادم كون آثار أية عملية خيانية تمتد لاجيال قادمة ولا تقتصر على فترة ارتكاب الجريمة وخير درس نستفيده من تلك المرحلة ان اليمن قادر على النهوض بإرادة أبنائه الشرفاء وقادر على تحقيق الانتصار ولعله اليوم يمضي بثبات وعلى وقع التضحيات الجسمية في موكب الفدائية المجيدة نحو النصر العظيم الذي يصبح فيه اليمن مستقلاً عزيزاً شامخاً لا قرار فيه إلا لأبنائه ووقتها نستطيع القول إننا انتصرنا لدم الحمدي ولدماء آلاف الشهداء الذين قدموا انفسهم فداء للوطن على خطى الحرية والاستقلال.