المصالحة الوطنية التي دعا إليها رئيس المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط بمناسبة العيد ال55 لثورة 14أكتوبر المجيدة حاجة ترتقي الى مستوى الضرورة ليس للشعب اليمني الذي دفع اثماناً باهظة وقدم تضحيات جسيمة في مواجهة الحرب الاجرامية القذرة التي يشنها تحالف العدوان الامريكي السعودي الاماراتي الصهيوني، ولا لأنصار الله الذين تقدموا الصفوف فكانوا في طليعة ابناء هذا الشعب العظيم المدافعين بايمان وشجاعة واخلاص وصدق عن سيادة اليمن وحريته وفي سبيل استقلاله من كل اشكال الوصاية والهيمنة والاحتلال، وانما الأكثر من هؤلاء حاجة الى مصالحة وطنية اولئك الذين ارتموا في حضن العدوان، وقدموا ظهورهم جسر عبور لحوافر بغال آل سعود وآل زايد بوعي وبغير وعي لغزو وطنهم واحتلاله. وهنا نعيد التأكيد على الأهمية التي تكتسبها المصالحة الوطنية بعد اربع سنوات من هذا العدوان، والتي كانت ابوابها مفتوحة ومازالت لكل من بقي في عقله ووجدانه ذرة من الوطنية الحريصة على اليمن وسيادته ووحدته.. المصالحة التي ندعو اليها ونعمل من اجل بلوغها لا ينبغي فهمها انها تأتي من موقف ضعف، بل من موقع ادراك لحقيقة ان هذا الوطن ينبغي ان يكون لكل ابنائه، والذين اذا رصوا صفوفهم وتوحدوا في مواجهة هذا العدوان سوف يسرعون من الوصول الى ساعة النصر الكامل المجسد لعزة وكرامة الشعب اليمني كله بما فيه اولئك الذين الغوا عقولهم وماتت ضمائرهم امام غلبة مصالحهم الانانية الضيقة اللاهثة وراء المال النفطي السعودي الاماراتي المدنس. ان ما لم يفهمه من اخذتهم امراض نزعاتهم السلطوية بعيداً عن قراءة حقائق الامور عليهم ان يستعيدوا وعيهم المفقود، ويعيدوا قراءة الأمور على النحو الصحيح ليستوعبوا ان الخيار الصائب هو العودة الى حضن الوطن مادام وهناك من يدعوهم الى المصالحة وقرار العفو العام ساري المفعول، وفي هذا السياق نعتقد ان اربع سنوات من العدوان والغزو والاحتلال كافية لاستيعاب اولئك المخدوعين بشعارات المشاريع الصغيرة التي تتماهى مع اجندة مشاريع العدوان، وما يحدث في المحافظاتالمحتلة او الواقعة تحت هيمنة وسيطرة مرتزقة قوى الغزو والاحتلال ان العدوان يستهدف اليمنيين جميعاً، وما حدث ويحدث من صراع بين اجنحة الارتزاق في عدن وما تتعرض له المهرة وسقطرى وتعز كافٍ لفهم ان على اليمنيين جميعاً ان يعودوا الى ترتيب اوراقهم ويقفوا معاً ضد من يستهدف وجودهم في الجغرافيا والتاريخ والحاضر والمستقبل.. عندها سيكتشف من حادوا عن المسار الوطني انهم مخطئون، ومادام تصحيح المسار وتصويب البوصلة الآن وقبل فوات الأوان ما زال ممكناً، فليتجه كافة اليمنيين الى المصالحة الوطنية التاريخية الحقة، لاسيما وان هناك متغيرات داخلية واقليمية ودولية ستتجاوزهم والتي ينبغي ان نلاقيها موحدين لأن في ذلك مصلحة وطننا وشعبنا واجيالنا القادمة..