(مفارقة غريبة ومصادفة طيبة) قبل قليل وبعد ان انتهائي مباشرة من كتابة منشور لي في صفحتي في الفيس بوك (حول موضوع سماح السلطات الأمنية للاسيرين اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي بالتواصل مع اسرهم) رن جرس هاتفي السيار وفوجئت بالطرف الاخر للمكالمة بصوت خافت (لا اكاد اسمعه) لامرأة تتلاحق انفاسها وتسابق كلماتها : هي: هذا تلفون طارق سلام محافظ عدن.. انا: نعم, أي خدمة يا اختي الكريمة.. هي: اني فلانة.. من بيت.. من البريقة واعرفك واعرف اسرتك واخذت رقمك من.. وقال لي لن يساعدك في محنتك إلا طارق واريدك ان تساعدني في موضوع خاص بي.. انا: تفضلي اختي الفاضلة انا في خدمتك طالما وطلبك حق ومشروع.. تكلمي مباشرة في طلبك فلدي عمل اقوم به.. هي: ابني معتقل في الامن القومي له سنة ولم يفعل شيء ولا نعرف تهمته وهو طلع يتعالج صنعاء وكان عند الصحفي العدني المشهور (أ. ح).. واخذوه من امام منزله.. انا: يا اختي الفاضلة انتي أم لشاب معتقل وتتكلمي بلسان الام الملهوفة التي ترى في قضاء طلبها كل أملها وأن ابنها على الحق ولا يمكن له ان يرتكب الاخطاء ولكن طالما له اكثر من عام معتقل فتأكدي بأن هناك خطأ ما ارتكبه.. واقول لك ذلك من واقع خبرتي في متابعة احوال الاسرى والمعتقلين ولكثرة سماعي لمبررات اسرهم المتشابهة وخاصة من خلال تواصل امهاتهم معي.. المهم فولي لي هل سمحوا لك بزيارته؟ هي: نعم اني ازوره ولكن بين فترة وفترة أخرى تطول.. انا: طيب قولي لي هل شكى لك من سوء المعاملة او أي شيء اخر مسيء.. ؟ هي: لا, بس ابتي مريض جدا وعنده القلب وعندي تقارير طبية ومن منظمات دولية تؤكد ذلك.. انا: لا تقلقي يا اختي سوف يحظى في المعتقل بمعاملة تراعي ظرفه الصحي وثقي بأننا نعامل الاسرى والمعتقلين معاملة حسنة تليق بآدميتهم وحقوقهم الانسانية.. هل سمعتي بوزير دفاع (هادي) اللواء محمود الصبيحي المعتقل حاليا لدينا وكانوا يبثوا الشائعات بان حالته الصحية حرجة نتيجة التعذيب.. هي: نعم.. انا: سمحوا له قبل يومين بالتواصل مع اسرته بكل الحرية وبشكل مباشر واخبر اسرته بأنه في صحة جيدة ويحظى بمعاملة طيبة ويتوفر له في المعتقل كل ما يطلبه من ادوية وعلاجات لحالته الصحية المزمنة ويشكر انصار الله على هذا التعامل الانساني الحريص والمسؤول.. هي: نعم سمعت بذلك.. انا: طيب هل سمعتي عن الاسير اللواء ناصر منصور هادي (شقيق الدنبوع) الذي قالوا بان الاتصار صفوه في المعتقل.. اليوم ايضا سمحوا له بالتواصل مع اسرته وتطمنوا على بقائه حيا بل وبصحة جيدة رغم معاناته من امراض الضغط والسكري فهوا يجد الاشراف الطبي المناسب كما اخبر اسرته اليوم.. هي: والله اني سمعت هذا الكلام اليوم من الصحفي (احمد مراسل وكالة..) حيث انني اقيم في مسكنه بشارع.. واكلمك الان من عنده.. انا: طيب سلميه كافة اوراق ابنك وقولي له يتواصل معي ويسلمني ملف ابنك وان شاء الله خير وتسمعي ما يطيب خاطرك ويبدد قلقك على أبنك.. وما رأيك أبدأ بترتيب زيارة عاجلة لك لتشوفي ابنك وتتطمني عليه.. هي وبصوت مستبشر وفرحة ظاهرة: ومتى باتكون الزيارة.. ؟ قد لي فترة منه.. انا: قريبا ان شاء الله بس قولي لاخي (احمد الحاج) يتواصل معي غدا.. هي مترددة: بس في حاجة اشتي اقولها لك ومتخوفة.. انا: لا تقلقي يا أختي الفاضلة قولي ما بنفسك وتريدين دون تردد.. ((وهنا كانت المفاجئة والمصادفة التي تحدثت عنها في بداية منشوري هذا بل وهي السبب من وراء كتابتي له..!!)) هي: كانوا يشتوا يعملوا له عملية قسطرة واني رفضت وقلت له يرفض.. انا: ليش ترفضوا يا اختي.. انت بهذا التصرف الخاطئ تغلطي بحق نفسك وتجني على ابنك.. هي: اني كنت مش مصدقة بأنهم بايعملوا له العملية وخائفة منهم ليجزعوه ويقولوا بسبب العملية.. انا وبصوت مبحوح متألم: لا لا ظنك خاطئ وظالم (وبعض الظن إثم) هذه شائعات خبيثة يطلقها ابواق العدوان وادواته وانت تعرفين بأنهم من يمارسوا ذلك بسجونهم السرية بعدن وبقية المحافظات اليمنية المحتلة.. هي: والله ان كلامك صح.. بس اتي الان كيف اسوي ابني مريض فعلا والتقارير معي تؤكد ذلك.. انا وبصوت متهج: لا تهتمي يا اختي الطيبة.. قولي لأحمد الحاج (الصحفي الذي تسكني عنده) يسلمني هذه التقارير غدا وانا بنفسي سوف اسلمها لرئيس جهاز الأمن القومي واشرف بنفسي على سير واجراءات عملية القسطرة بل وسوف اصحبك معي لتطمئني بنفسك على ولدك الذي أعده منذ الآن ولدي ايضا.. نعم.. اتفقنا على وذلك وأنا على ثقة بأنها أغلقت الخط وهي مطمئنة على مصير ولدها.. بينما انا لم استطيع ان اتحكم بدموعي المنهمرة وانا اقول بصوت ممتن: شكرا اخواني انصار الله على هذا التعامل الانساني الرائع والراقي.. شكرا اخي ابو طه (رئيس جهاز الأمن القومي) على هذا النموذج المشرف.. شكرا لكل المسؤولين والعاملين في جهاز الامن القومي على هذا النهج القرآني والسلوك الانساني الرفيع الذي لن نجده ليس في الجنوب اليمني المحتل فحسب بل عند المجتمع الغربي المدعي بالديمقراطية الزائفة والمتشدق بالحقوق الانسانية المضللة.. نعم هناك بون شاسع بين نهجنا الحريص والمسؤول وثقافتنا القرآنية المباركة وسلوكهم الاجرامي الهمجي المتوحش في تعاملنا مع الاسرى والمعتقلين.. والله وحده ولي الهداية والتوفيق. * محافظ عدن