كالعادة لم تسفر هجمة العدوان السعودي الإماراتي على محافظة الحديدة عن تحقيق أي هدف من أهداف المهلة ال»ترامبية» المحددة ب30 يوما رغم حشد العدوان لكافة إمكاناته المادية وجحافله البشرية.. وكانت تطورات الأحداث والوقائع على أرض الميدان كفيلة بأن تثبت للعالم أجمع أن حديث ﺍلإﺩﺍﺭﺓ ﺍلأﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺩﻓﺎﻋﻬﺎ ﺟﻴﻤﺲ ﻣﺎﺗﻴﺲ ﻋﻦ ضرورة تحقيق السلام في اﻟﻴﻤﻦ ﻭإﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺧﻼﻝ ﻣﺪﺓ 30 ﻳﻮماً، ﻛﺎﻥ مجرد غطاء لتضليل ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ويخفي ﺧﻠﻔﻪ ﺗﺼﻌﻴﺪﺍ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ تدميرياً ظلت تحضر له ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍلإﻣﺎﺭﺍﺕ طيلة أربعة أعوام ﺑﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺩﻋﻢ ﻭﻫﻨﺪﺳﺔ أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑحتة، لشن أعنف عدوان هادف إلى ارتكاب أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين الأبرياء من أبناء الحديدة وتدمير ما تبقى من منشآت بنيتها التحتية تدميرا كاملا.. لتتجلى حصيلة ذلك العدوان والهجوم الأخير خلال الأسابيع القليلة الماضية في ارتكاب النظامين السعودي والإماراتي لأبشع جرائم الحرب المنافية لكافة مواثيق ونصوص القانون الدولي الإنساني. وتبريرا لهجوم العدوان الإجرامي الوحشي على مدينة الحديدة أﻇﻬﺮﺕ أمريكا ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺩﺍﻋﻴﺔ للسلام أﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ لتنفض ﻏﺒﺎﺭ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ عما سيرتكبه العدوان السعودي الأمريكي ﻣﻦ مآسٍ ﻭﻛﻮﺍﺭﺙ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ومجازر إبادة جماعية للأبرياء من أبناء الحديدة وجرائم تدمير للبنى التحتية ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أخرى إعطاء ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍلأﺧﻀﺮ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍلإﻣﺎﺭﺍﺕ للبدء في تنفيذ الهجوم والقصف الوحشي العنيف. الازدواجية المنحطة والمفضوحة للإﺩﺍﺭﺓ الأﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ تكشفت ﺑﺼﻤﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ تأكيد ﻣﻮﻗﻊ «ﺇﻧﺘﻠﺠﻨﺲ أوﻧﻼﻳﻦ» ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ: أن مسؤولين في البنتاجون ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻓﻲ الرﻳﺎﺽ ﻣﻊ ﺿﺒﺎﻁ ﺳﻌﻮﺩﻳﻴﻦ ﻭﺇﻣﺎﺭﺍﺗﻴﻴﻦ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ.. ﻭأﺿﺎﻑ أﻥ البنتاجون ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ والامارات ﺑﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺗﺠﺴﺲ واستطلاع ﻭﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺣﻴﻮﻳﺔ واستخباراتية ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺷﻦ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ أﻱ أﻥ البنتاجون ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ أﺷﺮﻑ ﻫﻨﺪﺳﻴﺎ ﻭأﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ العريضة ﻟﻤﺨﻄﻂ ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻭﺍﻟﻬﺠﻮﻡ الذي قامت ﺑﻪ الإﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻣﺮﺗﺰﻗﺘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ الأﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ وكانت حصيلته ارتكاب 30 مجزرة إبادة جماعية بحق المدنيين الأبرياء من خلال استهداف الأحياء الآهلة بالسكان وتدمير 80 منزلا. وفي إطار التنفيذ لاستراتيجية التدمير الممنهج للاقتصاد وتجويع شعبنا اليمني وتدمير منشآته وفي انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف الأربع وكل أحكام وقواعد القانون الدولي وعلى رأسها ميثاق الأممالمتحدة أقدمت دول تحالف العدوان على استهداف مطاحن البحر الأحمر وصوامع الغلال بعشرات الغارات ما أسفر عن التدمير الكامل لمخازن برنامج الغذاء العالمي الخاص بالنازحين والفقراء. ولأن ميناء الحديدة يعتبر المنفذ الرئيسي الذي يستقبل 90% من المواد الغذائية والدوائية ومشتقات النفط التي يستفيد منها ملايين المواطنين فقد أقدم العدوان على استهداف الميناء في 12 نوفمبر بغارتين جويتين كما استهدف العدوان في 16 نوفمبر الأحواش التابع للهيئة العامة لكهرباء الريف ومشروع الطاقة الخامس الكائن في كيلو 8 شارع صنعاء وأسفر القصف عن إحراق المخازن و75 ألف عمود خشبي كهربائي وستة آلاف مكرة مختلفة المقاسات وكذلك 1500كم كابلات نوكيا و150 محولاً كهربائياً. وعلى مدى ثلاثة أسابيع من عمر المهلة الأمريكية ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺰ تحالف العدوان السعودي الأمريكي أي شيء ﻣﻦ أهدافه ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ وظل مجمل ما أنجزه على الأرض هو ارتكاب المزيد من مجازر القتل المتعمد للمدنيين الأبرياء وجرائم الاستهداف والتدمير الممنهج لمنشآت البنية التحتية التي لم يكن لها أي ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺟﻴﻮﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﺠﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ. لتظل الحقيقة باختصار شديد أن نتائج ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ كانت وستظل لصالح ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ التي ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻔﺼﻠﻴﺔ وستظل ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ أﻭ ﺳﻘﻮﻁ ﻣﻴﻨﺎئها ﺑﻴﺪ العدوان الأﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ الإﻣﺎﺭﺍﺗﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﺳﻠﻔﺎ لاسيما وأن قوات ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﻠﺠﺎﻥ أﺛﺒﺘﺖ أﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ عن ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﻭﺧﻮﺽ أﻗﺴﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪﻯ، ﻟﻬﺬﺍ فمن المحتمل ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ أﻥ تكون ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ تصعيدية ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ سيعتمدها العدوان ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻻﺭﺑﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ الإرهاب والأرض ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ مدينة ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ.. والاحتمال الأﺧﻄﺮ هو ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻓﻬﺎ وتدميرها ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪﺍ أﺑﺪﺍ..