في المعارك العسكرية الحديثة, وعلى الرغم من النقلة النوعية الكبيرة التي شهدتها الصناعات العسكرية بشتى أنواعها ومجالاتها, إلا أن الروح المعنوية للمقاتل كانت ولازالت تحتل حيزاً كبيراً وأهمية بالغة في السياسات العسكرية لدول العالم المتقدمة لما تشكله من نسبة كبيرة وعاملاً إستراتيجياً مهماً في تحقيق النصر على الخصم, فمهما بلغت درجة تسليح المقاتل تكنولوجياً وفنياً وعسكرياً ومهما بلغت درجة إعداده القتالي الميداني لمستويات متقدمة إلا أنه كما أثبتت الدراسات والبحوث العسكرية لم يستطع إنجاز مهامه الموكلة إليه بكفاءة عالية وبالمستوى المطلوب والمأمول خصوصاً في المعارك الميدانية التي تتطلب جهداً بدنياً ونفسياً كبيراً وتحتاج إلى فترات طويلة, لهذا تؤكد الدراسات والبحوث العسكرية على أهمية حضور الجانب النفسي والمعنوي والفكري بشكل أكبر أثناء إعداد المقاتل لأية معركة عسكرية محتملة لضمان تحقيق النصر وبلوغ الأهداف المرسومة. ومن هذا المنطلق وإيماناً من قيادة الجيش واللجان بأهمية الجانب المعنوي والنفسي للمقاتل اليمني, فقد حرصت ومنذ قيام العدوان الأمريكي-السعودي الغاشم على وطننا الحبيب, على إعطاء هذا الجانب حيزاً كبيراً واهتماماً استثنائياً في خطط واستراتيجيات ومراحل إعداد المقاتل, الأمر الذي تجلى فعلياً من خلال مواقفه البطولية الشجاعة التي يسطرها بشكل دائم في كافة محاور وجبهات المواجهة مع قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتهم وعلى مدى ما يقارب الأربعة أعوام, فالثبات والصمود وخوض غمار المعارك المباشرة وتحمله لقساوة الظروف المحيطة في مناطق المواجهات, بالإضافة إلى شجاعته الباسلة في اختراق استخبارات العدو والسيطرة على مواقعه ومعسكراته المحصنة تحت نيران طائرات الأباتشي وغيرها كل ذلك يؤكد أن المقاتل اليمني فعلا مقاتل محترف, متمكن, شجاع, مقدام, يمتلك من العزيمة والإرادة والثقة والروح المعنوية ما لم يمتلكه غيره في أحدث الجيوش العالمية, لهذا صار يحظى باهتمام وإعجاب معظم الشعوب التي تتابع تحركات المقاتل اليمني الصامد وهو يسطر أروع المواقف البطولية بسلاحه المتواضع وبهيئته البسيطة بكل كفاءة واقتدار وبمعنويات عالية. فالنظر إلى المتغيرات والمستجدات والمعطيات على الساحة المحلية الإقليمية والدولية وبمقاربة سريعة في كل جبهات العزة والشرف نجد أن هناك قفزة نوعية في جانب الإعداد المعنوي والنفسي للمقاتل اليمني بفضل الجهود الجبارة والحثيثة والاهتمام المتواصل الذي توليه قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ودائرة التوجيه المعنوي التي تنبهت وأدركت مبكراً لهذا الجانب وأولته اهتماما خاصاً وعناية كبيرة على مختلف جوانبه الأمر الذي يجسد فعلا عظمة الشعور بالمسؤولية الوطنية الجسيمة الواقعة على عاتقها في النهوض والارتقاء بالمقاتل اليمني للمستوى الذي يمكنه من إنجاز المهام والواجبات المسندة إليه بكفاءة عالية وبمعنويات مرتفعة. نعم لقد أثمرت برامج الإعداد المعنوي والنفسي فعاليتها على أرض الميدان العسكري إذ نلاحظ بسالة وشجاعة المقاتل اليمن وهو يسطر أروع المشاهد والمواقف الرجولية النادرة في مواجهته مع قوى الغزو والاحتلال وعملائهم في كل مواقع البطولة والتضحية والفداء داخلياً وفيما وراء الحدود قاهراً كل الظروف ومتجاوزاً كل العوائق يخطو قدما نحو مواقع العدو بثقة عالية وبهمة وحماس كبير محققا الانتصارات العظيمة حاملاً في كتفه اليمنى سلاحه وفي اليسرى روحه واهباً حياته في سبيل عزة ونصرة ومجد وكرامة شعبه واستقلاله وسيادة وطنه الغالي رافعاً هاماته نحو العلى لا تهاب في الله لومة لائم متعطشا للنصر المؤزر والحاسم. إن الصور والمشاهد البطولية التي تعرضها عدسات الإعلام الحربي من واقع ميادين الجهاد والثبات والعزة والشرف وحدها تعبر عن مستوى الروح المعنوية العالية التي يتحلى بها أبطال اليمن الأشاوس الذين رفعوا راية اليمن وأعادوا لها مكانتها ومجدها عالمياً فلا داعي لقنوات الزيف والتضليل والدجل أن تتكلم عن معنويات مقاتلينا الأماجد الذين يضربون كل يوم المثل الأعلى بالتضحيات والانتصارات والتنكيل بقوى العدوان ومرتزقتهم أيما تنكيل خصوصاً في جبهات الساحل الغربي والبيضاء ونهم والجوف وحجة وميدي وغيرها من الجبهات التي أصبحت محارق ومقابر للغزاة ومرتزقتهم.