نشرت الشروق المصرية في «1يوليو» 2017م.. مقابلة مع ساركوزي أجرته معه القناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي، الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي حيث نكأ الجراح العربية وطعن في الربيع والخريف والشتاء وكل فصول السنة في آن واحد، هو لم يكشف المستور، ذلك انه كان مكشوفاً مسبقاً، إلا أنه رفع برقع الحياء من على تلك الوجوه التي بدت كالحة، هي وجوه ليست كالوجوه العربية ليست كالوجوه الافريقية ايضاً، هي مسخ حفتري لم يحسب له ساركوزي أي حساب، طعنها في شرفها وفي وطنيتها وفي عروبتها، ربما كان تعبير الطعن مهذباً مقارنة بالحقيقة على أرض الواقع، ذلك أنه فعل فعلة قبيحة بكثير من المتواجدين على الساحة السياسية العربية والليبية بصفة خاصة، وما أكثرهم، عل وعسى ألا نسمع لهم صوتاً مرةً أخرى، هم بالفعل التزموا الصمت، إلا أنهم التزموه أمام ساركوزي فقط، لم يستطع أحدهم الرد عليه، أو مقارعته بأي حجة. في حديثه للقناة قال ساركوزي «لا توجد ثورة في ليبيا، الليبيون لم يقوموا بأي ثورة، ما حدث في ليبيا ثورة قامت بها فرنسا، نحن من صنع تاريخ 17-2- 2011م يوم الانطلاق، بل ان الاستخبارات الفرنسية هي من حددت هذا اليوم لتسهيل التدخل في ليبيا عسكرياً، نحن من أوقف رتل الجيش الليبي الذي كان متجهاً إلى بنغازي، طائرات فرنسا دافعت عن مصراته ثمانية اشهر، كان بإمكان الجيش الليبي السيطرة على مصراته منذ الشهر الأول، طائرات فرنسا دمرت 90٪ من القوة العسكرية الليبية، طائراتنا ايضاً هي من قصفت رتل القذافي «بسرت» والقت القبض عليه عندما اختفى عن كتائب مصراته، بعد تخديره قمنا بتسليمه لهم، دور الثوار كان لوجستياً، يتقدمون بعد ان نمهد لهم الطريق من خلال الطيران». المعلومات الموثقة أكدت أن ساركوزي حصل على رشوة تقدر بخمسين مليون يورو لاسقاط القذافي، هذه الفضيحة القت بظلالها على انتخاباته الرئاسية التي سقط فيها أمام هولاند عام 2012، كان ساركوزي قد استطاع استصدار قرارين بالتدخل العسكري في ليبيا آنذاك، أحدهما عن مجلس الأمن الدولي، والآخر عن الناتو، قبل ان يستصدر قراراً ثالثاً من جامعة الدول ا لعربية في هذا الشأن هل دفع ساركوزي للآخرين من مبلغ ال50 مليون أم أنه كانت هناك مبالغ تم توزيعها ما بين مجلس الأمن والناتو والجامعة العربية اسئلة ما زالت بلا إجابات. المؤكد أنه وجد دعماً قوياً من ديفيد كاميرون, رئيس وزراء بريطانيا السابق, لذا فقد أرسل طائراته لقصف ليبيا حتى قبل صدور قرار مجلس الأمن, هو الآن « أي ساركوزي» يحاكم أمام القضاء الفرنسي, ليس فيما ارتكبه من جرائم بحق الشعب الليبي, ولكن بشأن تمويل مشروع لحملته الانتخابيه, استطاع إخفاء 18 مليون يورو من أموال الحملة, ناهيك عن الأنفاق الزائد الذي قامت به الأيدي الخفية نفسها في الرشوة الليبية على ما يبدو, أصابع الأتهام تشير إلى أموال النفط العربي الخليجي في كل الرشاوى سالفة الذكر, ما زالت أيادي بعض العواصم الخليجية ملطخة بدماء الليبيين حتى اليوم قد لا تكون لهم مصلحة مباشرة, قد تكون مجرد أدوار يقومون بها نيابة عن آخرين, إلا أنه المال العربي في نهاية الأمر» للأسف الشديد». في عالم تسوده الأخلاق ويحكمه القانون كان يجب ان تنتفض المؤسسات الحقوقية القانونية, « العربية» والدولية, في مواجهة ما أدلى به ساركوزي بعد مقتل مئات المدنيين الليبيين جراء قصف الطائرات الفرنسية وطائرات الناتو عموماً, كان يجب ان ينتفض الشعب الليبي بعد تدمير بنيته التحتية وتقسيم البلاد وشرذمة العباد, كان يجب مقاضاة الرجل عما ذكره تحديداً حول تخدير رئيس دولة وتسليمه إلى مليشيات مسلحة للتنكيل به وقتله بتلك الصورة البشعة, كان يجب توجيه إتهامات بالبلطجة وغزو دولة أخرى وتدمير جيشها والقتل والترويع وتضليل المنظمات الدولية والرأي العام العالمي, إلا أن ساركوزي سار على درب سلفه الأمريكي جورج بوش الأبن في العراق في افغانستان القتل المنظم بصفه يومية كان حاله عامو, لم يتم تقديم أحد إلى العدالة, أكثر من مليون قتيل في العراق, ومثلهم في افغانستان دون أي مسألة دولية من اي نوع, المأساة تتكرر صباح مساء في سوريا في اليمن دون استنكار دولي أو حتى عربي لما يجري بل كان الدعم العربي وقوداً فاعلاً طوال الوقت في كل هذه الكوارث وها قد حان وقت كشف الأوراق على ما يبدو, الاتهامات المتبادلة بدعم وتمويل الإرهاب أصبحت الخبر الأول الذي يتصدر نشرات الأخبار في أكثر من عاصمة. كان الأجدر بالعواصم العربية التي طالتها الاتهامات ان تتعظ وتستكين, كان الأجدر بها أن تعترف بالمسؤولية عن قتل الأشقاء في هذه وتلك من الدول للأسف الأوضاع لا زالت تسير في الإتجاه نفسه, القتل والدمار, أيضاً نيابة عن الأخرين لا أكثر ولا أقل , رقعة النزاع تتزايد, وصلت حتى مخادعهم, لكن النيران على ما يبدو أن تحرق الثياب حتى يمكن أن يعوا حجم الكارثة, إلا أنه في كل الأحوال, وبما أن ساركوزي بمنأى عن المسألة فيما ارتكب من جرائم, وبما أنه كان صادقاً في مزاعمه, أعتقد أنه يستحق لقب قائد الثورة الليبية أو الأخ العقيد ساركوزي, يستحق تمثالاً في بنغازي, وأخر في مصراته على أقل تقدير.. وين العرب وين .... وين العرب وين...وين وين أنتهى..... ما جعلني أنقل لقرائنا هذا المنشور إلا رداً على ما يحدث هذه الايام في فرنسا من أصحاب السترات الصفراء والذي ارجو أن يتحول ما يحدث في فرنسا على ثورات الربيع الغربي « عملنا نقطة على العين» وهذه ستكون دعوات الامهات والأرامل والايتام في ليبيا بلد كل ليبي شريف يدافع عن وحدة اراضيه. الذي أعجب له أين ذهب ذلك الرجل الذي كان يسمي نفسه بالمسؤول الأول في ليبيا الذي كان مع طرف ساركوزي وكانت جبهته تغطيها مكان السجده مثل حجم الفرانسي. ونحن في اليمن سخر الله لنا خاشقجي حتى ينتقم لدماء أطفالنا ونسائنا بدمه الذي ذهب مع الريح وجثته التي تلاشت والذي استجاب الله لدعاء الأيتام والثكالى في بلدي, حتى يصبح ابن سلمان مضغة قذره في أفواه من صموا وعموا لما يحدث في وطني الحبيب.