القضايا العظيمة تنتصر لأن المحاربين من أجلها يمتلكون مبادئ وقيماً نبيلة, وهم صادقون في أهدافهم وغاياتهم, وهذه هي حقيقة الشعب اليمني المتصدي لتحالف عدوان- إجرامي يمتلك المال والقوة ويفتقر إلى الأخلاق ولا يردعه دين أو قانون أو ضمير.. لهذا كان وحشياً وهمجياً فاجراً كاذباً مخادعاً وناكثاً لعهوده.. وهذا كله لا يحقق نصراً على جبهات القتال ولا بالسياسة, لأن ما بنى عليه رهاناته خاسرة ومخططاته ساقطة ومشاريعه فاشلة وستتضاعف خسائره كلما زاد في غيه واستكباره على شعب كل تاريخه يؤكد أن حربه كانت من أجل الدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته.. شعب يحارب من أجل الخير والعدالة والسلام كما هو في دفاعه عن سيادته ووحدته واستقلاله في مواجهة واحدة من أقذر الحروب العدوانية الشاملة التي عرفها التاريخ.. إن كل ما أردناه أن نحيا على أرض وطننا أحراراً كرماء أعزاء نمتلك قرارنا وإرادتنا بعيداً عن أية هيمنة أو مصادرة أو وصاية خارجية, نستطيع أن نبني علاقات خارجية ندية مع جيراننا ومحيطنا العربي والإسلامي ومع العالم كله تقوم على المبادئ والمواثيق الدولية وفي مقدمتها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية, وتقوم أيضاً على التعاون الذي يحقق منافع ومصالح لنا وللآخرين.. ولأننا أردنا ذلك ومن أجله شُن علينا عدوان ظالم وباغٍ لاستلابنا وإخضاعنا بغية الاستيلاء على أرضنا بما يمثله موقعها الحيوي من أهمية استراتيجية والاستيلاء على ثرواتنا وتقسيمنا إلى شيعٍ وجماعاتٍ كنتونية مناطقية ومذهبية وجهوية متناحرة.. وهذا ما لا يمكن القبول به مهما كانت قوة أعدائنا والمدى الزمني الذي ستأخذه مع إبقاء يد المصالحة والسلام ممدودة للداخل والخارج.. لم نكن دعاة حرب في يومٍ من الأيام, بل دعاة سلام, لكن لا نخاف المواجهة إن فرضت علينا فنحن لها لا تكبراً ولا تجبراً, بل حماية لوجودنا.. وهذا كان واضحاً منذ بداية عدوان التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني ولم نواجهه بردة فعل, لهذا أعطينا أعداءنا في البداية وقتاً لمراجعة أنفسهم وطوال أربعة أعوام من هذا العدوان كنا مبادرين في دعواتنا لوقف العدوان ورفع الحصار والجلوس لإيجاد حل سياسي واستجبنا لكل دعوات السلام من الأممالمتحدة وأي طرف دولي وذهبنا من أجل السلام إلى جنيف والكويت وعمان وأخيراً إلى السويد التي أخيراً نحقق فيها اختراقاً يفتح بصيص أمل للسلام من خلال الاتفاق على تبادل الأسرى وتحييد الحديدة الذي ينبغي تطبيقه وفقاً لتفاهمات استوكهولم وقرار مجلس الأمن (2451).. ولأننا أصحاب عهود ومواثيق التزمنا منذ اليوم الأول لهذا التفاهم ولدعوة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة «مارتن جيريفيث» بوقف إطلاق النار مع أن الطرف الآخر لم يلتزم به وظل العدوان ومرتزقته يواصلون الخروقات في مدينة ومحافظة الحديدة حتى بعد أن وصل رئيس بعثة المراقبين الجنرال كاميرت.. ومن موقع الواثق من نفسه لم نأخذ خروقاته التي هي إصرار من العدوان ومرتزقته على إفشال هذه الخطوة البسيطة نحو السلام وقمنا بما يتوجب علينا في الحديدة لتأكيد حقيقة ما نحن عليه كشعب وجيش ولجان شعبية نسعى إلى الحل السياسي ونريد السلام بصبر وصدق, مستشعرين مسؤوليتنا تجاه شعبنا وما يعانيه من هول الكارثة الإنسانية الناجمة عن العدوان والحصار, وها نحن نودع عاماً من هذه الحرب ونستقبل عاماً جديداً نرجو أن يكون عاماً للتلاقي والحوار والتصالح والسلام, لكنا في ذات الوقت نقول لتحالف العدوان ومرتزقته أن عليهم الإدراك بأن للصبر حدوداً, وكذبكم وتضليلكم لن يجدي بعد أن كُشف أمام العالم كله, فحبل الكذب قصير ولم يتبق منه الكثير لإطالته كما في السنوات الماضية ولا يوجد خيار ثالث بين السلام التام أو مواجهتكم الموت الزؤام وإن عدتم عُدنا.