مركز الغسيل الكلوي في هيئة مستشفى ذمار العام من أهم مراكز الغسيل الكلوي يقع في منطقة متوسطة بين العديد من المحافظات « إب، البيضاء، الضالع، صنعاء» ومؤخرا نزح العديد من مرضى الحديدة إلى ذمار. ويقدم المركز خدماته الصحية لمرضى الفشل الكلوي من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، رغم شحة الإمكانات لرسم الابتسامة على شفاه أولئك المرضى الذين لا يعرفون لحظة السعادة إلا عند الغسيل. صحيفة « 26سبتمبر « زارت مركز الغسيل الكلوي، في هيئة مستشفى ذمار العام للاطلاع ومعرفة معاناة المرضى عن قرب، ومستوى الرعاية الصحية المقدمة لهم وخرجت بالآتي: ذمار: محمد العلوي فهد عبدالعزيز شدد محافظ محافظة ذمار محمد حسين المقدشي على ضرورة التخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي في مركز الغسيل الكلوي بمستشفى هيئة ذمار العام، وانتظام جلسات الغسيل للمرضى. جاء ذلك خلال افتتاح المحافظ التوسعة الجديدة في مركز الغسيل الكلوي الأسبوع الماضي، والتي شملت تشغيل 13 كرسياً لجلسات الغسيل الكلوي بتمويل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب 12 كرسياً منذ الفترة السابقة. نقلة نوعية يقول مدير مركز الغسيل الكلوي الدكتور محمد رقبان، إن «توسعة المركز ستمثل نقلة نوعية في التخفيف من معاناة المرضى، وتغطية جلسات الغسيل للمرضى المسجلين في قائمة الانتظار، الذي يقدم خدماته لأبناء المحافظة والعديد من المحافظات المجاورة». مبينا أن المركز يقدم خدماته لأكثر من 200 مريض ومريضة بالفشل الكلوي، وبواقع يومي 60 مريضاً، و1500 جلسة غسيل لكافة المرضى في الشهر. وأكد أن المركز يستقبل الحالات الجديدة التي يتم اكتشفها من حالة إلى حالتين بشكل يومي، فيما يبلغ عدد وفيات مرضى الفشل الكلوي من 5 7 حالات شهريا. توفير المواد وأشار رقبان إلى أن مركز الغسيل الكلوي كان يعاني من نقص حاد في المواد بسبب الحصار والعدوان، حتى تكفل الصليب الأحمر بتوفير المواد بواقع ثلاث ورديات في اليوم الواحد فقط وإذا اضطر المركز لفتح شفت رابع سيواجه صعوبة في توفير هذه الطلبات. لافتا إلى عدم توفر المواد في السوق المحلية، وكذا رفض دول العدوان دخول المواد من الموانئ بحجة أنها مواد مشعة وقابلة للاشتعال مما أدى إلى إعاقة عمل المركز وزيادة معاناة مرضى الفشل الكلوي. داعيا التجار ورجال المال والأعمال والمنظمات الدولية والإنسانية تقديم المساعدات الدوائية لمرضى الفشل الكلوي لكي لا تتعرض حياة المرضى إلى الخطر. تخفيف معاناة المرضى وتطرق منسق وحدة الطوارئ في المحافظات الوسطى الدكتور فهد المروني إلى أن افتتاح التوسعة الجديدة تأتي ضمن اهتمامات وزارة الصحة بتشغيل مراكز الغسيل الكلوي، التي توقفها يهدد حياة العشرات من المرضى بالموت المحقق. لافتا أن توسعة المركز يأتي في إطار السعي الحثيث من أجل تخفيف معاناة مرضى الغسيل الكلوي، في مثل هكذا من الظروف الاستثنائية التي تعانيها اليمن جراء العدوان والحصار للعام الرابع على التوالي. معاناة كبيرة إحدى مرضى الغسيل الكلوي من محافظة البيضاء تدعى مكية علي الفتاحي، أوضحت أنها تعاني من مرض الفشل الكلوي معاناة شديدة حتى تكاد تشاهد الموت، والحمد لله على كل حال. مبينة انها تعاني من نقص الأدوية وأوضاع الأسرة صعبة جدا وتضطر لشراء الدواء من السوق وثمنه باهظ. ودعت مكية كل الضمائر الحية والإنسانية إلى الالتفات لمرضى الفشل الكلوي وتوفير أبسط الأدوية والمستلزمات الطبية. متاعب متعددة وتطرق المريض محمد إسماعيل محمد الحميضة إلى معاناته التي تسببت له بالمتاعب الكثيرة في الحياة، وخصوصا عندما يقوم بالغسيل الكلوي، وعلى حد قوله، فإن الجهاز يسحب الكالسيوم والبوتاسيوم وتزداد المعاناة ولكن جزى الله القائمين خيراً على هذا المركز وكل الجهود التي تبذل تجاه المرضى من الرعاية والاهتمام وتحسن الخدمات بعد تدخل الصليب الأحمر ورجال الأعمال في المحافظة. مشاهدة الموت وأشار المريض محمود سعد عبدالله الهجري إلى أن مرضى الغسيل الكلوي يشاهدون الموت بشكل يومي إذا تأخرت عملية الغسل تزداد المعاناة. مشيدا بالدور الإنساني في مركز الغسيل الكلوي لما يقدمونه، من خدمات إنسانية لمرضى الفشل الكلوي، أملنا ورجاؤنا من الله عز وجل أن يشفي كل من ابتلي بهذا المرض. رعاية وخدمات جيدة واختتم المريض أحمد عيسى محمد صالح الادور بقوله أن «مستوى الرعاية والخدمات المقدمة من القائمين على المركز جيدة، وأحسست أنني بين أسرتي من خلال المعاملة الراقية والإنسانية، التي يقدمها لنا العاملون والقائمون على المركز، لهم منا كل الحب والاحترام، وجزاهم الله عنا خير الجزاء. تصريح خاص نائب رئيس هيئة مستشفى ذمار العام ل «26سبتمبر»: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 100 ألف مواطن وإجراء 4800 عملية جراحية خلال العام الماضي قال نائب رئيس هيئة مستشفى ذمار العام الدكتور عبدالله الحداء، إن هيئة مستشفى ذمار العام قدمت خدماتها الطبية لأكثر من 100 ألف حالة مرضية من المواطنين خلال العام الماضي 2018م». وأكد الدكتور الحداء في تصريح خاص ل «26 سبتمبر» إن الهيئة تستقبل ما بين « 400 800 « حالة مرضية بشكل يومي في جميع الأقسام الطبية، وتم إجراء أكثر من 4800 عملية جراحية. وأشار إلى إن الكادر اليمني يغطي كافة أقسام المستشفى، بعد مغادرة أكثر من 20 كادراً أجنبياً في مختلف التخصصات الطبية وبحدود 60 ممرضة من الجنسية الهندية العاملات في المستشفى منذ بداية العدوان على اليمن في نهاية مارس 2015م. موضحا أن الكادر الوطني في هذه الفترة العصيبة أثبت مدى المسؤولية الواقعة على عاتقه في تقديم الخدمة المميزة، ليؤكد بالفعل أنه لن يرتقي الوطن إلا بجهود أبنائه الذين بذلوا جهودا كبيرة في سبيل تقديم الخدمات. مبينا إن الهيئة عانت كثيرا طوال السنوات الماضية من شحة الإمكانيات، وأن الحصار جراء العدوان على اليمن أسهم في عدم الحصول على قطع غيار لبعض الأجهزة الطبية في السوق، ما أدى إلى توقف بعضها، لافتاً إلى أن الموازنة السنوية والنفقة التشغيلية لا تساوي شيئا أمام ما تقدمه من خدمات، مقابل الرسوم الرمزية من أبناء المجتمع. منوهاً إلى أن تردي الوضع المعيشي للمواطنين، واستقبال مدينة ذمار أعدادا هائلة من النازحين، أدى إلى تزايد الطلب على الخدمات الطبية في هيئة مستشفى ذمار، نظرا للرسوم الرمزية المتدنية، والخدمات العلاجية المجانية. وأشاد الدكتور الحداء بالدور الكبير الذي تقوم به قيادة وزارة الصحة، خلال المرحلة الراهنة من الحصار والعدوان، وانتشار الأمراض الوبائية، التي تحاول جاهدة الارتقاء بالوضع الصحي في كل محافظات الجمهورية.