قال الروائي المبدع رسول حمزاتوف: “الشعراء اصدقاء وان لم يتعارفوا” ولأن حمزاتوف شاعر ايضاً، فليسمح لأحد اصدقائه في اليمن- وهو انا- ان يضيف الى مقولته الرائعة ويقول: وكل الممسكين بالقلم اصدقاء وان لم يتعارفوا، وان تباعدوا. اقول هذا لأبرر لنفسي التصرف بالاضافة او التحريف في مقولات رائعة لشعراء ومفكرين من دول مختلفة، تجمعهم صداقة الامساك بالقلم كما اتفقنا. لنبدأ بمقولة ل”اناتول فرانس” هذا المفكر الذي رأى في المرأة اشد اعدائنا او العدو القوي الذي لا يقهر، وما علينا الا ان نستسلم له، اما لماذا؟ فتأملوا قوله: “المرأة اشد اعدائنا.. لأنها تمتلك قيادة اللذات.. وهذا سر قوتها”، وهاهو جمال هذه المقولة يغرينا بتحريفها والقول: “اشد الاعداء سلطات الدولة، فكيف تعادي من بيده مصدر رزقك وعوامل استقرارك؟”.. نأتي الى مفكر آخر هو (اوسكار وايلد) فقد رأى ان لا سبيل للمرأة ان ارادت اصلاح الرجل، الا تنكيد عيشه حتى يتمنى الموت، حيث قال: “الطريقة الوحيدة التي تعمد اليها المرأة في اصلاح الرجل هي مضايقته الى درجة يكره معها الحياة” حكمة عن تجربة تدفعنا الى تحريفها بالقول: “من وسائل السلطة في تأديب من لا ترضى عنه، مضايقته الى درجة.. يكره معها الحياة”. اما المفكر الساخر “برناردشو” فمن مقولاته: “يتحتم علينا احياناً ان نتحدث الى المرأة حسب انوثتها.. تماماً كما ينبغي ان نتحدث الى المجنون حسب جنونه”.. ولأن برناردشو لن يغضب منا، امكننا تحريف مقولته على هذا النحو (علينا دائماً ان نتعامل مع السلطة حسب عقليات ونفسيات الممسكين باطرافها، تماماً كما ينبغي ان نتحدث الى المجنون حسب درجات جنونه). وهذا مفكر آخر هو “بيرون”، اذ يرى ان اللجوء الى العنف مع المرأة غير لائق، ويبيحه في حالة واحدة، هي عندما تغلب حيوانية المرأة على انسانيتها، حيث قال “لا ترفع يدك على امرأة الا اذا كنت تعلم ان شفتيك عاجزتان عن تحقيق مآربك” وقد تم تحريف هذه المقولة (لا تخرج على السلطة الا اذا تيقنت من اصرارها على بقائك تعاني ما تعانيه)، بالرغم من كثرة المقولات التي تثير الفضول للمقارنة بين المرأة والسلطة، نعتقد ان هذا يكفي، لنجيب على سؤالين، اولهما يقول: ما الذي دفعك الى هذا التحريف والمقارنة بين المرأة والسلطة؟ والاجابة هي: دفعني تذكري لما سبق اليه الشاعر العلامة عبدالرحمن بن يحيى الآنسي.. رحمه الله، عندما شبه المرأة “الحبيبة” بالدولة في سلطتها وهيبتها وتعاليها عن المحاسبة ان اخطأت، ورغبتها في التسلط بل وارتياحها للتملق والخضوع، حيث جاء في احدى قصائده الحمينية قوله: للحب دولة في القلوب بسطا وجانب الدولة مهاب فمن تراشاهم ومن توطا فقد رمى عين الصواب ومن حسب حقه عليهم اخطا ما بينهم والناس حساب اما السؤال الثاني فيقول: ما المقولة التي اردت ان توردها كما هي دونما تحريف او تغيير؟ واجابته هي: مقولتان: الاولى لافلاطون العظيم وتقول: “الاشرار يتقربون الى الملوك بمساوئ الناس، والاخيار يتقربون اليهم بمحاسنهم”، والثانية: ل”سنيكا” وتقول: “ما يعانيه المرء من الخيال، اكثر مما يعانيه من الحقيقة”.