العميد ركن: محمد محمد قايد الحيمي الشهداء لهم مكانة عظيمة عندالله سبحانه وتعالى.. ولذلك فقد وصفهم القرآن الكريم بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.. وهو ما يؤكد عظم ما يتحملونه من مسؤولية وطنية ومايقدمونه من تضحيات في مقدمتها حياتهم وأرواحهم دفاعا عن الحق والعدل والحؤول دون تمكن الأعداء من احتلال الأوطان واذلال الشعوب. وعندما نحيي اليوم الذكرى السنوية لاسبوع الشهيد فما ذلك الا استذكارا لعطاء هؤلاء الشهداء العظام وتضحياتهم الجسام وهو أقل واجب نقدمه لهم ونبادلهم من خلاله الوفاء بالوفاء.. وفي نفس الوقت فإن احياء هذه الذكرى يشكل محطة للتوقف عندها للتزود بروحانية هؤلاء الشهداء واستشعارا لمابذلوه وقدموه في سبيل العزة والكرامة ومواصلة السير على دربهم باعتبار ذلك من ابرز معالم الوفاء والاعتراف بالجميل للشهداء الأبرار..لاسيما واليمن يمر بمرحلة حساسة ومعقدة جدا يواجه فيها عدوانا بربريا لم يشهد له التاريخ مثيلا من حيث الظلم والقتل والتدمير والذي تشارك فيه اقوى دول العالم سياسيا وعسكريا واقتصاديا واعلاميا. وبما ان هؤلاء الشهداء العظماء قد تصدروا مشهد الدفاع عن الوطن وبذلوا ارواحهم رخيصة في سبيله حتى لا يدنسه المعتدون وشكلوا صخرة قوية تحطمت عليها كل مؤامراتهم الدنيئة على شعب لم يكن لجيرانه الذين اعتدوا عليه ظلما وعدوانا الا كل خير ومحبة..فانه يجب على القيادتين السياسة والعسكرية ان تجعلا اولى اهتماماتهما بأسر الشهداء وخاصة أمهاتهم اللائي يشكلن مصدر الانتصارات وذخيرة الجبهات اذا ما انقطع المدد من خلال ماتجود به الأمهات من تقديم فلذات اكبادهن وارسالهم الى الجبهات لمساندة من سبقوهم من اخوانهم المجاهدين للدفاع عن الوطن وحريته واستقلاله..وحين يعودون الى الأمهات شهداء يستقبلنهم بالزغاريد وليس بالبكاء والعويل فرحا بما حققوه من مكانة الشهادة واستبشارا بمن يلحق بعدهم.. ونعتقد ان هذا كافيا لتكون الأم هي المتصدرة لهذا المشهد المهيب.. ويأتي في المرتبة الثانية بعد الأمهات أولاد الشهداء الذين فقدوا آباءهم وهم مايزالون في سن مبكرة وتكريما لهم يجب اعفاؤهم من رسوم الدراسة في الجامعات والمعاهد وان تكون لهم معاملة خاصة تخفف عنهم ماتركه أثر فقد آبائهم في نفوسهم بالاضافة الى صرف مبالغ مالية تعينهم على تجاوز شظف العيش الذي يعيشه ابناء الشعب اليمني بسبب الحصار الجائر المفروض من قبل دول تحالف العدوان.. كما ندعوا الى جعل مناسبة يوم الشهيد مناسبة وطنية ليظل الشهداء خالدين في نفوس كل اليمنيين من خلال التذكير بأعمالهم البطولية وكيف استطاعوا مواجهة اقوى دول العالم بتوكلهم على الله وبما يمتلكونه من امكانيات متواضعة ولكنهم جعلوها بفضل عزيمتهم وارادتهم القوية تتغلب على مايمتلكه الأعداء من امكانيات تصل الى المعتدين من احدث مصانع السلاح مباشرة الى ايديهم فحولها هؤلاء الأبطال المقاومون الى خردة. بقي ان نقول ان الكرة اصبحت في مرمى القيادتين السياسة والعسكرية فهما خير من تستطيعا ان تقدما لهذه الكوكبة من الشهداء ولأسرهم مايستحقونه من التكريم والعطاء وهو مالم تستطع اية جهة أخرى ان تقدمه.. ونحن على ثقة تامة بأن القيادة لن تقصر معهم وستجعلهم في صدارة اهتماماتها..خصوصا عندما نتذكر ما أستخدمه تحالف العدوان من أسلحة فتاكة بهدف القضاء على الشعب اليمني وتقطيع أوصاله بحيث يسهل لهم احتلاله الا ان ابناء الشعب اليمني ممثلين في جيشهم البطل ولجانهم الشعبية وفي طليعتهم هؤلاء الشهداء استطاعوا مواجهة هذا العدوان الشرس الذي لم يعرف له التاريخ مثيلا ومنعه من تحقيق أهدافه الخبيثة وتلقينه دروسا لن تنساها الدول المشاركة فيه ابدا حيث ستظل هزيمتهم الساحقة على ايدي هؤلاء الأبطال ماثلة امام أعين المعتدين الى مالانهاية.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. ولما للشهداء من تعظيم في نفوسنا وفي مناسبة اسبوع الشهيد فقد وجهنا ضباط وجنود الشرطة العسكرية للقيام بزيارات ميدانية لروضات الشهداء العظماء وقراءة الفاتحة على ارواحهم الطاهرة.