أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إطلاق ناجح لصاروخ متعدد الرؤوس عابر للقارات من طراز RS-24 “يارس″، من مطار “بليسيتسك” الفضائي شمال غربي البلاد، وإصابة أهدافه بدقة. وقالت الوزارة الروسية، في بيان، أن “الرؤوس التدريبية للصاروخ أصابت أهدافها بدقة في ميدان الرماية (كورا) بشبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى الروسي قاطعة آلاف الكيلو مترات”، حسب قناة “روسيا اليوم” المحلية. وأضافت أنه “في تمام الساعة 11:31 من ظهر اليوم بتوقيت موسكو (08:31 ت.غ) تم إطلاق تدريبي قتالي لصاروخ متعدد الرؤوس عابر للقارات من منصة متحركة في مطار بليسيتسك الفضائي”. وتأتي هذه الخطوة، عقب إطلاق موسكو في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، صاروخ عابر للقارات أسرع من الصوت، وصفته بأنه “صاروخ لا يقهر، ولا تستطيع أي من أنظمة الدفاع الجوي الحالية إسقاطه”. والسبت الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعليق عمل بلاده بمعاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى المبرمة مع واشنطن منذ أكثر من 3 عقود. وجاء إعلان بوتين ردا على قرار من ترامب بالانسحاب من الاتفاقية قائلا إن بلاده بذلك تتحرر من قيودها فيما يتعلق باختبار ونشر الصواريخ متوسطة المدى. وأكد بوتين أن “روسيا لن تنشر مثل هذه الأسلحة، لا في أوروبا ولا في أماكن غيرها، حتى ظهور أسلحة متوسطة وقصيرة المدى أمريكية في مناطق محددة بالعالم”. بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، إن موسكو ستنسحب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، في غضون ستة أشهر، ردا على انسحاب الولاياتالمتحدة منها. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لافروف من عاصمة تركمانستان عشق آباد، بحسب موقع روسيا اليوم . وأضاف لقد حدد الرئيس فلاديمير بوتين موقفنا ومفاده أننا سنرد بشكل مماثل تماما . وأوضح أن الأمريكان علقوا التزامهم بالمعاهدة، وفعلنا نفس الشيء، وعند انتهاء مهلة الأشهر الستة المنصوص عليها في المعاهدة، ونتيجة للمذكرة الرسمية الأمريكية بانسحاب واشنطن من المعاهدة، سننهي سريانها من جهتنا . والسبت الماضي، أعلن بوتين تعليق العمل بالمعاهدة التي تشمل أيضا الصواريخ القصيرة المدى، والتي تعود إلى سنوات الحرب الباردة، بعد أن اتخذت الولاياتالمتحدة قرارا مماثلا. ومن جهته تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تتفوق بلاده على روسيا في الانفاق على برامج الصواريخ في غياب اتفاق دوليّ جديد بعد أن انسحب من معاهدة رئيسية تنظم المسألة تعود لحقبة الحرب الباردة. وجاءت تصريحات ترامب في خطاب حال الاتحاد وسط مخاوف من اندلاع سباق تسلح بين الولاياتالمتحدةوروسيا، بعد ساعات من تعهد موسكو تطوير منظومتين جديدتين من الصواريخ خلال السنتين المقبلتين. وأعلن ترامب الجمعة بدء واشنطن عملية الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى (آي.إن.إف) الموقعة في العام 1987 في غضون ستة أشهر، متعللة بانتهاك موسكو المتواصل للمعاهدة بنشر نظام صواريخ جديد وتجاهل شكاوى واشنطن المتكررة. وأبلغ ترامب نواب البرلمان في مجلس الشيوخ “خلال إدارتي، لن نعتذر أبدا عن وضع مصالح أميركا أولا”. وتابع “من المحتمل أن نتفاوض من أجل اتفاق مختلف بإضافة الصين وآخرين. أو ربما لن نستطيع … وفي هذه الحالة سنتفوق بالانفاق والتطوير على كل الآخرين بفراق كبير”. وتراقب الولاياتالمتحدة تنامي قدرات الصين غير الموقعة على معاهدة الصواريخ النووية، ويقول مسؤولون أميركيون إن 95% من صواريخ الصين البالستية الأرضية كانت ستعد مخالفة لمعاهدة الصواريخ النووية فيما لو كانت الصين طرفاً فيها. ونصت هذه المعاهدة على منع استخدام الصواريخ التي يراوح مداها بين 500 و5500 كلم. وقد وضعت حدا لازمة في الثمانينات نشأت من نشر صواريخ إس إس-20 السوفياتية ذات الرؤوس النووية والقادرة على استهداف العواصم الغربية. وقد وقعها الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف. ورداً على الانسحاب الأميركي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت انسحاب موسكو من المعاهدة وبدء العمل على تطوير أنواع جديدة من الأسلحة تنتهك الاتفاقية. والثلاثاء، أعلن وزير دفاعه سيرغي شويغو أن بلاده ستقوم بتطوير منظومتين جديدتين من الصواريخ خلال السنتين المقبلتين بعد تخلي واشنطنوموسكو عن معاهدة رئيسية للحد من الأسلحة. وقال “يتعين علينا خلال 2019-2020 تطوير نموذج يطلق برا من منظومة كاليبر التي تطلق من البحر تكون مزودة بصاروخ عابر بعيد المدى أظهر نتائج جيدة في سوريا”. وأضاف “خلال نفس الفترة علينا كذلك تطوير منظومة صواريخ تطلق من البر طويلة المدى أسرع من الصوت”. – لاتفيا تطالب بمعاهدة جديدة – ودعمت ليتوانيا ولاتفيا اللتان تخشيان من تهديد جارتهما العملاقة روسيا، الانسحاب الأميركي. لكن لاتفيا أعربت عن أملها أن تعمل واشنطنوموسكو مع دول أخرى على التوصل لاتفاق جديد. وقال وزير خارجية لاتفيا إدجارز رينكفيتش لوكالة فرانس برس “سأدافع … حتى لو سيأخذ الأمر فترة زمنية طويلة جدا، حتى ولو ستكون أحيانا معقدة ومحبطة جدا … سيكون جيدا أن نحاول إيجاد وسيلة لاتفاق جماعي للحد من التسلح في هذا المجال”. وأضاف في مقابلة في واشنطن حيث يحضر الاربعاء اجتماعا يضم 79 دولة لمناقشة الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية أن “الأمر يحتاج أن يضم أكثر من الولاياتالمتحدةوروسيا لأنّ هناك دول أكثر يمكنها إنتاج هكذا أسلحة عما كان الوضع عليه قبل 30 عاما”. ورغم دعم لاتفيا، كغيرها من دول حلف الأطلسي، الولاياتالمتحدة التي تتهم روسيا منذ عهد الرئيس السابق باراك اوباما بانتهاك المعاهدة بنشر منظمة صواريخها الجديدة “9ام 729”. إلا أنّ رينكفيتش قلل من الأثر الفوري لانهيار معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى ، مشيرا إلى أنّ روسيا تصعد بالفعل من تحركاتها العسكرية منذ ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في العام 2014. وقد أقر أنّ أي اتفاق في المستقبل لن يكون شاملا على الارجح كمعاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى. وقال “الإجابة الصعبة هو انني لا يمكنني حاليا رؤية رغبة كبيرة لفعل أي شيء في هذا الاتجاه، تقريبا من الجميع”.