إن المتابع للأحداث الدامية التي شهدتها وتشهدها بعض الدول العربية منذ العام 2011م ومنها بلدنا الحبيب يستنتج أن هناك مؤامرة دولية خطيرة حيكت وتحاك ضد الأمة العربية والإسلامية، وقد سبق هذا التاريخ أحداث هي جزء من تنفيذ مخطط إجرامي ترعاه أمريكا وإسرائيل وما شهده العراق الشقيق منذ العام 2003م إلى يومنا هذا من تدمير لبنيته التحتية واقتصاده وإدخاله في دوامة الصراع الطائفي والمذهبي ليس ببعيد عن الكثير من الدول التي تشهد اليوم أحداثاً مؤلمة.. وقراءة متمعنة لتلك الأحداث يكشف جلياً خيوط المؤامرة التي سعى المحتلون لاستدراج العراق الشقيق في تلك الفترة لإنهاك اقتصاده وقواه ونسيجه الاجتماعي واتهامه بما لا يملكه من (أسلحة الدمار الشامل) وغيرها من التراهات التي أوصلته إلى حالة يرثى لها, فعراق اليوم يعاني من حالة درامية دمرت كل مكتسباته منذ بدء تكوينه السياسي الحديث كل ذلك الدمار جاء مشرعناً من منصة مسرح الأممالمتحدة هذا المسرح المفتوح دائماً لخدمة دول الاستكبار وحامياً لها.. وما يجري اليوم في الكثير من الدول العربية مثل سوريا الحبيبة التي أعلن ممثل الأممالمتحدة فشله في جمع الفرقاء السياسيين وأمريكا تنسحب وتركيا تدخل على الخط وروسيا تسيطر على الأرض, وكأن العالم العربي مجرد دمية يحركونها كما يشاؤون وينهون معاناتها متى يشاؤون, وليس حال ليبيا بأفضل من غيرها فواقعها مؤلم فلاهي بدولة ولا حتى دويلات.. وما حاكه العدوان ضد بلدنا نعيشه اليوم كواقع ويبدو أن الدور سيأتي على البقية فما يجري في السودان ينبئ بأن النظام سيرحل وسيكون حالهم أسوء حال, وما على الأممالمتحدة إلا أن تعبر عن قلقها وتندد بقتل المتظاهرين وتحذر من المجاعة وانتهاك حقوق الإنسان. وللأسف الشديد أن القادة والسياسيين يرتمون في أحضان العدو بالرغم من إدراكهم المسبق أن اللاعب الحقيقي لكل هذه الفوضى هي الدول الكبرى التي نطلب الحل منها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وعدد من أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين والبقية المتبقية من الكومبارس الذين ليس لهم وظيفة غير التأييد لما تمليه عليهم دول الهيمنة والتسلط. وهنا يجب أن نقف مع أنفسنا لأن ما يطفو على السطح ينذرنا بأن المسرح الدولي المشرع لدول العدوان الاعتداء علينا يغض الطرف على كل الجرائم ويسعى دائماً في كل مرة تلوح فيها بوادر النصر لإنقاذ المعتدين.. والمسرحية مستمرة فها نحن من منطلق إيماننا بالسلام ذهبنا إلى مشاورات السويد وخرجنا باتفاقيات لصالح الوطن والشعب, ولكن بسبب تعنت المعتدين لم يتغير شيء على الأرض مما ينذر بأن المسرحية مازالت في فصولها الأولى وأن العدو وحلفاءه يحيكون المؤامرات ويخططون لشيء أكبر، وإجرام أكثر بحق اليمن الأرض والإنسان، لذا على القيادة أن تكون واعية لما يجري وعلى الشعب أن يصحو لأن هذه المسرحية السياسية والعسكرية ينتجها محترفون هوليوديون وقد خصصوا لها ميزانية مفتوحة تدفعها دول النفط .. وما يحدث من حراك سياسي لحلحلة الوضع القائم نخشى أن يكون نوعاً من التمثيل والكذب والغش والخداع ونكون نحن الضحية التي تدفع الثمن ولنا فيما جرى ويجري عبرة.