الإسلام جاء لبناء الإنسان وسد حاجته وحل مشاكله والقضاء على الفقر والجهل والظلم والبؤس الذي يعاني منه بحيث يتلاءم كلياً مع فطرة الإنسان التي تنشد العدل والمساواة والحرية والأمن والسلام ولهذا فإن الإسلام يدعو للحياة الكريمة والسعادة وبوجود المسلم الذي يمثله في اي مكان ستشد الرحال اليه وتقصده البشرية من كل أصقاع الأرض والدليل ان دولة الاسلام التي اسسها النبي في المدينةالمنورة كانت عبارة عن قرية صغيرة اقام فيها النبي حكومته واسس فيها بيت المال والمؤسسات التعليمية والزراعية والتجارية والعسكرية والذي كان تعداد جيشه ثلاثمائة شخص وبدأ بدعوة الناس للاخوة وبناء الجسد الواحد. وخلال تسع سنوات اتسعت دائرة الإسلام لتشمل مساحة كبيرة من البلدان والشعوب ولو استمر الإسلام المحمدي الأصيل من بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله عشر سنوات كما اراد الله ورسوله لشمل العالم بأسره, لكن الأعداء اليهود والمنافقين العرب حالوا دون ذلك وعملوا على اظهاره بصورة مزيفة ومشوهة واتحدوا لمحاربته والقضاء على حكومته وقوانينه واحكامه العادلة وقطعوا كل الروابط التي جاء بها لتوحيد الأمة فمزقوا النسيج الاجتماعي لذلك الجسد الإسلامي العظيم الذي بناه النبي وهدموا تلك الحكومة التي أرسى قواعدها على جماجم القوافل من الشهداء وأعادوا الأمة إلى ما كانت عليه شعوباً وقبائل متفرقة متباغضة متناحرة لا تعرف من الإسلام سوى اسمه تتسلط عليهم الأعداء والعملاء وأراذل الخلق ولن يستعيد المسلمون مجدهم وينالوا حريتهم الا بعودتهم الى الإسلام الأصيل وإعادة روابط الإخوة وبناء الجسد الواحد. * رئيس مؤسسة المصطفى لخدمة المستضعفين